سورية

«أ ف ب»: موسكو تضغط لانسحاب أميركا من سورية

| وكالات

اعتبر باحثون غربيون أن روسيا تسعى من خلال الضغط، لدفع قوات الاحتلال الأميركية كافة إلى مغادرة سورية لإعادة سيطرة الدولة السورية على كافة أراضيها، ورأوا أن احتمال وقوع مواجهة كبرى بين الطرفين في سورية محدود.
وقالت وكالة «أ ف ب» في تقرير: قبل أسبوعين، انتظر حسين عبد الحميد قرابة الساعة في سيارته بعدما أقفلت دوريتان أميركية وروسية طريقاً في شمال شرق سورية التقتا عليه، وبدا أن أياً منهما لا تريد إفساح المجال للأخرى، مشيرة إلى أن هذا المشهد وإن بات عادياً للسكان، لكنه يعكس تعايشاً نادراً بين القوتين العظميين.
وتحتل أميركا مناطق في شمال شرق سورية منذ العام 2014، وتدعم ميليشيات انفصالية في المنطقة وذلك بحجة محاربة تنظيم داعش الإرهابي.
وفي تشرين الأول الماضي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب كافة قواته، لكنه تراجع نهاية الشهر ذاته وابقى على قوة احتلالية تضم 500 جندي تعمل على نهب آبار النفط في شمال شرق سورية.
وبدا هذا الانسحاب بمثابة ضوء أخضر للنظام التركي لشنّ هجوم ضد مناطق شمال شرق سورية التي تنتشر فيها ميليشيات موالية للاحتلال الأميركي ويصنفها النظام التركي «إرهابية»، أعقبه اتفاق بين روسيا وأنقرة، أفضى إلى إبعاد تلك الميليشيات عن شريط حدودي بعمق 30 كيلومتراً إلى الداخل السوري.
وبموجب الاتفاق انتشرت قوات للجيش العربي السوري وأخرى روسية في مناطق تنتشر فيها تلك الميليشيات، وباتت على تماس مع قوات الاحتلال الأميركية، ما أدى إلى احتكاكات يخشى محللون أن تتطور إلى توترات أكبر.
ونقلت «أ ف ب» عن عبد الحميد (55 عاماً) وهو من سكان المنطقة «دائماً ما نرى القوات الروسية والأميركية في حالة مواجهة. تتصرّف كما لو أنها سيارات أجرة» تزاحم بعضها البعض على الطرق.
وروى عبد الحميد كيف أن دوريتين أقفلتا طريقاً دولياً يربط مدينتي الحسكة والقامشلي، رفعت الأولى علم الاحتلال الأميركي ووقفت على بعد أمتار بمواجهة الأخرى التي رفعت العلم الروسي.
وقال الباحث المتابع للشأن السوري سامويل راماني بحسب «أ ف ب»: أعتقد أن الوجود المشترك لروسيا والولايات المتحدة في شمال شرق سورية يعد وضعاً استثنائياً».
وبعد أن اعتبرت الوكالة أنه ونتيجة هذا الوضع، تتكرر الحوادث الغريبة إلى حد ما، أشارت إلى أنه وعلى أطراف بلدة تل تمر، وعلى بعد خمسين متراً من نقطة لقوات الجيش العربي السوري التي انتشرت وحداتها في المنطقة بناء على طلب الميليشيات أثناء الهجوم التركي علىالأخيرة، شاهد مراسلها مدرعتين للاحتلال الأميركي تنتظران عودة دورية روسية من جولة قرب خطوط التماس مع منطقة يحتلها النظام التركي.
وتداول رواد «الانترنت» قبل أسابيع مقطعاً مصوراً يظهر مدرّعة روسية تحاول تجاوز آلية أميركية على الطريق قبل أن تنحرفا معاً خارجه بعدما حاولت المدرعة الأميركية منعها، بحسب الوكالة، التي أشارت إلى أنه بات اعتيادياً في المنطقة مشاهدة جنود روس يتابعون عبر المنظار تحركات القوات الأميركية، والعكس صحيح.
وقال راماني: إن الطرفين «قد لا يكونان يتمتعان بخبرة وافية إزاء التواجد في منطقة متقاربة جغرافياً» رغم تاريخ كل منهما في القتال إلى جانب أطراف متناقضة في الحرب الجارية في سورية.
ورأى الباحث الزائر في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى شارل ثيبو وفق «أ ف ب»، أن الحوادث الأخيرة «تظهر مدى هشاشة الوضع في الميدان» وكيف أن وجود «قوات معادية لبعضها البعض في منطقة صغيرة يتعين على الجميع فيها استخدام الطرق ذاتها، يجعل الأمور خطيرة»، لكنه يعرب عن اعتقاده بأن «خطر حصول مواجهة كبيرة محدود».
ومن خلال الضغط، تسعى روسيا وفق ثيبو إلى «دفع القوات الأميركية كافة إلى مغادرة سورية» لإعادة سيطرة الدولة السورية على كافة أراضيها من جهة، والضغط على «قوات سورية الديمقراطية- قسد» للتفاوض مع الحكومة السورية من جهة أخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن