رياضة

حكمة المواجهة

| مالك حمود

لكل شيء في هذه الحياة ضريبته، وربما كانت الضريبة في عالم الرياضة أكبر، وبقدر ما تتعاظم فرحة النجاح والانتصار ترتفع نسبة الضريبة.
فالجماهيرية الكبيرة للنادي الرياضي تعبر عن حالة نجاح كبير، والوصول إلى قاعدة جماهيرية جارفة يبدو حلماً للكثير من الأندية، وإنجازاً كبيراً لمن بلغه، ولكن متى يكون الجمهور عوناً للنادي؟ ومتى يصبح عبئاً عليه؟
العلاقة بين النادي وجمهوره مسألة صعبة، وإرضاء أمزجة الآلاف ومن مختلف شرائح المجتمع تبدو في غاية الصعوبة، لكن بالحكمة والوضوح والواقعية والمصداقية والشفافية يمكن الوصول إلى أبعد مسافة من الحلول.
عدم السماح للجمهور بتجاوز الخطوط المسموحة في عمل النادي وإدارته أمر أساسي سواء على الصعيد الفني، أم الإداري، والاكتفاء بالمساندة والتشجيع أمر ضروري.
والأهم امتلاك الإدارة الشخصية الواثقة والمتماسكة والقدرة على الدفاع عن قرارها دون الرضوخ للضغوط الجماهيرية التي تعمل لصنع القرارات من المدرجات.
الفصل بين إدارة النادي وجمهوره لا يعني التباعد بينهما، وضرورة التواصل ولكن ضمن فواصل، ومن هنا كانت أهمية اللقاء الجماهيري الذي أجراه رئيس نادي الوحدة مع جمهور النادي في خطوة مهمة وقلما نجدها في بقية الأندية، فكيف لو كان اللقاء بمنتهى الشفافية، مع عرض مفصل لكل خطوات الإدارة وتعاملها مع ألعاب النادي، وبشكل تفصيلي، مع الدخول في العمل الإستراتيجي وتفاصيله، ليضع الجمهور أمام واقع ألعاب ناديه بشكل مباشر، وبعيداً عن القيل والقال؟
مبادرة رئيس نادي الوحدة للقاء مع جمهور ناديه تعكس الثقة والجرأة وسلامة الموقف والنيات، وتساهم في توعية الجمهور وتوجيهه نحو التشجيع الإيجابي والفاعل والمؤثر، وتزيد من جمالية صورة الجمهور على المدرجات، في حين هناك إدارات تهرب وتتهرب من مواجهة جماهيرها، فلمَ الخوف إذا كانت الأمور في السليم؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن