رياضة

قضية اللاعب الأجنبي لمنتخب السلة ما زال يكتنفها الغموض والمطلوب لجنة تحقيق

| مهند الحسني

إشارات كثيرة وتلميحات عمدنا إلى تمريرها لاتحاد كرة السلة لقناعتنا الكاملة بحنكته وقراءته السليمة لما كتب بين السطور وفوقها وتحتها في معرض التحقيق في قضية هروب اللاعب الأجنبي للمنتخب الوطني، والمبالغ الكبيرة التي دفعت له دون طائل، والتي تجاوزت حسب بعض التقديرات الخمسة عشر مليون ليرة سورية أو أكثر خلال ما يقارب خمسة عشرة يوماً، شارك خلالها اللاعب مع المنتخب في بطولة دبي الدولية، وتكلفة تقديرية مليون ليرة في اليوم الواحد، وهي معلومات افتراضية ساقها البعض بناء على غياب المعلومات الرسمية من اتحاد كرة السلة، فاللاعب حسب مصدر إعلاني تقاضى مبلغ عشرة آلاف دولار، وتكلّف الاتحاد بتذكرة سفره ذهاباً وإياباً من الولايات المتحدة الأميركية، إضافة لمصاريف إقامته الفندقية «نعلم بأنها مقدمة من راع للمنتخب، ولكنها تبقى ذات قيمة مالية يتوجب الانتباه لها»، إضافة للتجهيزات والمصاريف الأخرى، كل ذلك وحسب بعض الخبراء لا يمكن أن يقل عن خمسة عشر مليون ليرة سورية، لا يعرف أحد من اتفق على دفعها وكيف سهّل لهذا اللاعب الهروب من المنتخب، وكيف تزامن قبضه للمبلغ مع تسليمه جواز سفره، ولماذا تجاهل بعض القائمين على المنتخب الإشارات الجدية لعدم استعداد اللاعب للاستمرار مع المنتخب، وتحضيره المبكر للهروب، وهل تم حجز تذكرة طيران له للسفر إلى دمشق، أم إن تذكرة سفره حجزت سلفاً ذهاباً وإياباً إلى الولايات المتحدة الأميركية بما يؤكد نيته المسبقة بعدم الانضمام للمنتخب؟

محطة تسويقية
ويبدو أن مشاركته في بطولة دبي لم تكن إلا محطة تسويقية للاعب، ومحطة عمولة لمن أحضره، وسوّقه للمنتخب، وإذا كان اتحاد كرة السلة الحالي مستمراً في سياسات عمله خلال الأعوام السابقة من خلال التستر على المخطئين، والسماح بتفاقم حالات الإهمال لوصولها إلى مستوى الفساد، فيجب تذكيره بأن المرحلة الحالية مع المكتب التنفيذي الجديد هي مرحلة شفافة، وغير قابلة للتهاون مع من تعمد الخطأ، أو التهاون بالأموال العامة، والسؤال عن أوجه صرفها ومحاسبة مهدريها، والرقابة عليها هي حق، وواجب على المكتب التنفيذي.

خلاصة
حلقات الملف أضيف إليها حلقة جديدة تشير إلى أن أحد المرافقين بصفة غير رسمية للمنتخب خلال بطولة دبي كان له دور بارز في ملف حضور اللاعب والتعاقد معه، وبأن بعض إداريي المنتخب اعتمدوا على سماسرة ووسطاء غير رسميين للتعاقد مع اللاعب، وبأن هؤلاء السماسرة اتفقوا مع بعض المتنفذين على عدم توقيع عقد مع اللاعب لتسهيل هروبه فور انتهاء البطولة لطمس المبالغ الفعلية التي قبضها، وتبقى الرواية الأخطر المفتقدة للدليل حتى هذه اللحظة بأن هروب اللاعب كان بسبب أن بعض اللاعبين لا يريدونه.

لجنة تحقيق
ما نتمناه ألا تمر هذه القضية مرور الكرام، وأن يتم تشكيل لجنة تحقيق لإماطة اللثام عن المقصرين والمسؤولين عن خسارة هذه الأموال دون تحقيق الفائدة المرجوة منها للمنتخب، وإذا كان اتحاد كرة السلة يحظى بمعاملة خاصة من الدعم والغنج والدلال على زمن المكتب التنفيذي السابق، فإننا نتمنى أن تكون عصا المحاسبة حاضرة ومشروعة في عهد القيادة الجديدة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن