سورية

عودة أكثر من 640 مهجراً إلى أرض الوطن … الخلاف الأوروبي التركي بشأن اللاجئين يتصاعد وتراشق للاتهامات بين الطرفين

| وكالات

في وقت عاد 645 مهجراً إلى الوطن من أراضي الدول الأجنبية، تصاعد الخلاف الأوروبي التركي بشأن المهجرين، إذ نددت النمسا بمحاولات النظام التركي المستمرة ابتزاز الاتحاد الأوروبي في قضية المهاجرين، في حين اعتبرت أنقرة أن الاتحاد الأوروبي غير صادق في اتفاقياته معها بشأنهم.
وقال المركز الروسي لاستقبال وتوزيع وإيواء اللاجئين أمس في نشرة إعلامية بهذا الشأن، نشرها على موقع وزارة الدفاع الروسية، حسب موقع قناة «المنار» الإلكتروني أمس: «خلال الــ24 ساعة الماضية عاد 645 لاجئاً إلى الجمهورية العربية السورية من أراضي الدول الأجنبية».
وأوضح المركز، أنه من بين العائدين «173 لاجئاً عادوا من لبنان عن طريق معبري جديدة يابوس وتلكلخ بالإضافة إلى 472 شخصاً عادوا من الأردن عبر معبر نصيب».
وأشار المركز إلى أن الوحدات الفرعية التابعة لسلاح الهندسة العسكرية في الجيش العربي السوري قامت خلال الـ24 ساعة الأخيرة بعملية تطهير أراضي على مساحة 1.9 هكتار بالإضافة إلى قيام الخبراء باكتشاف وتدمير27 عبوة قابلة للانفجار.
في الأثناء، واصل النظام التركي استغلال ملف المهجرين السوريين ومعاناتهم بفعل مرتزقته الإرهابيين لابتزاز أوروبا في بازاره الاقتصادي والسياسي واستجرار دعم مالي لاقتصاد بلاده المتراجع وسياسي وعسكري لعدوانه على الأراضي السورية.
وفي هذا الشأن، ندد وزيرا الداخلية والدفاع النمساويان بمحاولات النظام التركي المستمرة ابتزاز الاتحاد الأوروبي في قضية المهاجرين.
وقال وزير الداخلية كارل نيهامر في تصريح له، حسب وكالة «سانا»: إن الوضع على الحدود التركية اليونانية «لم يكن من باب الصدفة» في إشارة إلى اعتداء سلطات النظام التركي على المهاجرين وإجبارهم على عبور الحدود باتجاه اليونان تحت تهديد السلاح، معتبراً أنها محاولة من رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان «لوضع اليونان والاتحاد الأوروبي تحت الضغط».
بدورها قالت وزيرة الدفاع كلوديا تانر: إن الحكومة النمساوية ترفض الابتزاز كاشفة عن قرارها إرسال 2200 جندي لحماية الحدود النمساوية تحسباً لتوافد أعداد كبيرة من المهاجرين من اليونان عبر البلقان.
بدورها، بدأت قوات حرس الحدود اليونانية بوضع سواتر ترابية على خط الحدود مع تركيا لمنع دخول طالبي اللجوء الراغبين بالتوجه إلى أوروبا، حسبما ذكرت وكالة «الأناضول» التركية.
ومنذ 12 يوماً يواصل النظام التركي دفع اللاجئين إلى الحدود مع اليونان بغية التوجه إلى أوروبا، حيث تستخدم قوات حرس الحدود اليونانية لمنع دخولهم البلاد، رذاذ الفلفل وخراطيم المياه، إضافة إلى إطلاق الرصاص المطاطي والحي الذي أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين صفوف طالبي اللجوء، حسب تقارير.
وبنفس السياق، بدأ جنود يونانيون بمد أسلاك شائكة على أجزاء من ضفة نهر مريج الفاصل بين تركيا واليونان.
في غضون ذلك، أعلن وزير خارجية النظام التركي مولود تشاوش اوغلو، أن تركيا تأمل في التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي لحل أزمة الهجرة بحلول 26 آذار وذلك غداة محادثات أجراها أردوغان في بروكسل.
وقال تشاوش أوغلو وفق «الأناضول»: «إذا توصلنا إلى اتفاق بحلول 26 آذار فسيطرح على الطاولة خلال قمة القادة الأوروبيين» التي ستعقد في ذلك الموعد.
وحسب الوكالة فإن تشاوش أوغلو كان يشير كما يبدو إلى قمة المجلس الأوروبي المرتقبة في 26 آذار.
تأتي هذه التصريحات غداة قمة عقدت في بروكسل بين أردوغان ورئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، ودُعي إلى هذه القمة بشكل طارئ بعدما أعلنت تركيا قبل أسبوعين عن فتح أبوابها مع أوروبا لإفساح المجال أمام المهاجرين الراغبين بالرحيل ما تسبب بتدفق عدد كبير من المهاجرين إلى الحدود اليونانية.
وخلال محادثات الإثنين، قرر الاتحاد الأوروبي وأنقرة مواصلة المفاوضات حول مسألة الهجرة.
وفي هذا الإطار، أعلن تشاوش أوغلو أنه سيجتمع مع وزير الخارجية الأوروبي جوزيب بوريل.
كما ذّكر الاتحاد الأوروبي الإثنين تركيا «باحترام تعهداتها» الواردة في الاتفاق المبرم بين الطرفين في آذار 2016 والذي نص على بقاء المهاجرين في تركيا مقابل مساعدة مالية أوروبية.
في مقابل ذلك، أعلن تشاوش أوغلو أنه يجب إعادة تقييم اتفاق 2016 في ضوء التطورات الأخيرة في سورية وخصوصاً في إدلب، وقال «نحن مستعدون للعمل بشكل بناء، لكن إذا كان علينا رسم خريطة طريق فنتوقع من الاتحاد الأوروبي أن يكون صادقاً».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن