سورية

كارثة معيشية تعم مناطق سيطرة «النصرة» … بعد اندحار التنظيم أمام الجيش الجولاني يحاول تعويم نفسه في إدلب

| الوطن

في وقت تشهد المناطق المتبقية تحت سيطرة تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحلفائه كارثة حقيقية من حيث الوضع المعيشي، سعى متزعم التنظيم المدعو أبو محمد الجولاني إلى تعويم نفسه من خلال إظهار نفسه أنه المسيطر على عموم إدلب ومحيطها، رغم الخسائر الكبرى التي مني بها هو وحلفاؤه على يد الجيش العربي السوري وحلفائه.
وذكرت مصادر إعلامية معارضة، أن معظم سكان المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «النصرة» هم من النازحين، لافتة إلى أن لهؤلاء احتياجات تضاف إلى احتياجات المقيمين الأصليين، إذ بات اليوم السكن في منزل يعتبر من رفاهيات هؤلاء النازحين، حيث ترتفع إيجارات المنازل في المنطقة الحدودية شمال محافظة إدلب، ما يضطر النازحين إلى السكن في منازل غير مكسوة أو مدمرة بشكل جزئي وجميعها لا تصلح للسكن، وهذا لمن كان محظوظا واستغنى عن الخيمة ومشاكلها.
وأشارت المصادر إلى انتشار فرق «المنظمات الإنسانية» في المخيمات الحدودية والعشوائية وفي القرى والبلدات، وأن المنطقة شهدت خلال الأيام الأخيرة وصول شحنات من المساعدات الإنسانية إلى أهالي إدلب، في إشارة إلى الدعم الذي يقدمه النظام التركي ومشيخة قطر للإرهابيين.
على صعيد متصل، كشفت المصادر، عن أن أسواق المناطق التي تخضع لسيطرة تنظيم «النصرة» وحلفائه في شمال غرب سورية شهدت انخفاضا طفيفا بأسعار المواد النفطية وذلك مع بدء دخول مادة المازوت «المكرر بدائيا» من مناطق سيطرة ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية – قسد» إلى المنطقة بعد انقطاع لمدة خمسة أشهر إبان العدوان التركي الذي يشنه النظام التركي على شمال شرق سورية منذ التاسع من تشرين الأول الماضي.
ولفتت المصادر، إلى أنه في إدلب التي تعد «منطقة حرة» تخضع أسعار المواد الغذائية لصرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي الذي وصل إلى أرقام لم يعهدها السوريون، لافتة إلى غلاء كبير في أسعار جميع المواد.
وأشارت إلى أن فقدان الأراضي الزراعية والمراعي في شرق وجنوب إدلب وشمال حماة، يساهم في زيادة الاعتماد على المنتجات المستوردة، مما يقلل فرص العمل ويزيد من أسعارها.
وبما يشير إلى أن تدهور الوضع الاقتصادي في تلك المناطق هو عملية مقصودة، بينت المصادر أن البطالة تنتشر بين الشباب الذي يندفع في ظل هذه الحال إلى الالتحاق بالتنظيمات الإرهابية.
على صعيد متصل، ذكرت شبكات إخبارية معارضة، أن متزعم «النصرة»، الجولاني حضر اجتماعاً في إدلب ضم عدداً من الفعاليات المحلية في معبر باب الهوى شمال المحافظة.
ونقلت الشبكات عمن سمته «مصدراً خاصاً»، أن الجولاني في ظهوره هذا اتبع أسلوباً جديداً إذ أوعز إلى جهات مقربة منه لتنظيم اجتماع ليقوم بدوره في الحضور وتمرير رسائله محلياً ودولياً في محاولة منه لإعادة تصدير نفسه على أنه المسيطر على عموم مرافق المنطقة.
وبحسب المصدر ذاته فإن مجريات الاجتماع امتدت لساعات متواصلة تضمنت بحث أبرز المستجدات في المنطقة، لاسيما التطورات السياسية والعسكرية الأخيرة بخصوص شمال غرب البلاد.
وأشار المصدر إلى أن اللقاء تم بتنسيق من شخصيات تعمل لدى «منظمات محلية» مع أعضاء ما يسمى «المكتب التنفيذي للهيئة السياسية» لمحافظة إدلب وما يسمى «تجمع الثورة»، في حين حضر الاجتماع مع الجولاني ما يقارب الـ60 شخصية.
وذكر أنه جرى الاتفاق على أن يتظاهر الأعضاء بدعوتهم للقاء الفعاليات السياسية دون علمهم بأن اللقاء بحضور الجولاني الذي يعمل على تعويم نفسه ضمن الاجتماعات واللقاءات الإعلامية المتكررة.
وبحسب المصدر فإن إخفاء القائمين على الاجتماع لعلمهم بحضور الجولاني جاء بهدف تجنب الحرج الداخلي والخارجي لاسيما مع انعدام الثقة والحاضنة الشعبية لكل من يتعامل مع تنظيم «النصرة» وأذرعه.
وذكر المصدر، أن الجولاني عمل على نفي الأنباء التي تتناول حل «النصرة» وتحدث عما وصفه بـ«الفساد بالمنظمات الإنسانية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن