شؤون محلية

لا هلع في حلب من «كورونا» و«رقابة تموينية» مكثفة

| حلب- خالد زنكلو

تعامل سكان مدينة حلب بهدوء وترو مع الأنباء التي يتلقونها عن انتشار «فيروس كورونا» عالمياً، ولم تخلق «الإجراءات الاحترازية» التي اتخذتها الحكومة حيال الأمر أي حال من الهلع لدى أغلبية السكان في وقت شنت محافظة حلب حملة «رقابة تموينية» مكثفة على أسواق المدينة للتأكد من تطبيق التعليمات الحكومية ذات الصلة وتقديم تقارير يومية عن هذه الجولات.
ورصدت «الوطن» في عدد من أسواق وشوارع حلب حركة تسوق وسير اعتياديتين أمس، على الرغم من العطلة الرسمية، وذلك في أول يوم من سريان مفعول قرارات مجلس الوزراء الخاصة بالتعامل مع الفيروس المستجد.
وأكدت أم عبد الرحمن، التي كانت تتسوق حاجياتها من سوق حي الأعظمية، أنها واثقة من تصريحات المعنيين في وزارة الصحة من عدم وجود حالات من الإصابة بالفيروس شأنها شأن جارتها أم عبدو التي ترافقها والتي قالت بأنها لا تلتفت إلى الإشاعات التي تتحدث عن وجود إصابات هنا وهناك بالفيروس. وأبديتا ارتياحهما من إجراءات الحكومة لمنع وصول «كورونا» إلى المناطق السورية ووقف انتشاره في حال وجوده.
أبو غياث، صاحب سوبر ماركت بحي الفرقان، أكد أن الإقبال على شراء المواد الغذائية في حدوده المعتادة وأقل منها، ونفى وجود أي نزعة في المدينة لاقتناء المواد التموينية بهدف تخزينها تحسباً من الفيروس. وعزا ذلك إلى خبرة سكان المدينة بالتعامل مع الحالات الطارئة التي أكسبتهم إياها سنوات الحرب سواء عبر الحصار الذي عاشته من قبل الجماعات الإرهابية أو فرض حظر التجوال بسبب القذائف والصواريخ التي كانت تنهال على كل ركن من المدينة.
وأشار أحد صيادلة حي الموكامبو إلى أن الأيام الأخيرة شهدت إقبالاً ملحوظاً على الصيدليات لشراء الصوابين ومواد التعقيم، وخصوصاً الكحول الذي نفدت كمياته من الكثير من الصيدليات «وهو إجراء وقائي مهم يدل على حال من الوعي الصحي لدى الأهالي، يشير إلى القلق المشروع في مواجهة هكذا نوع من الوبائيات»، على حد قوله.
رسمياً، وفي ضوء الإجراءات الاحترازية المتعددة التي أصدرتها رئاسة مجلس الوزراء لمواجهة «كورونا» في جميع مؤسسات الدولة والنشاطات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وبهدف تحصين المواطنين ضد فايروس كورونا، كلّف محافظ حلب حسين دياب أمس مديريات «التجارة الداخلية وحماية المستهلك» و«الشؤون الصحية» بمجلس المدينة بالإضافة إلى اللجان الرقابية المشتركة المشكلة سابقاً في المحافظة للقيام بجولات يومية مكثفة على المحال والمطاعم التي تقدم المأكولات والأطعمة المكشوفة والحلويات والنراجيل ومحال ألعاب «الكمبيوتر» و«البلاي ستيشن» و«البلياردو»، وذلك «لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المخالفين للشروط الصحية والأنظمة والقوانين»، بحسب مصدر في محافظة حلب لـ«الوطن».
وأوضح المصدر أنه من ضمن إجراءات المحافظة الاحترازية للحفاظ على سلامة الأهالي والحفاظ على صحتهم، التقى محافظ حلب أمس وبشكل إفرادي أصحاب الحاجات الملحة من المواطنين، الذين دأب على الاجتماع بهم بشكل جماعي ضمن ما يسمى «لقاء المواطنين» كل يوم سبت، للنظر في مشاكلهم ومتطلباتهم وشؤونهم الخدمية بغية حلها وتوجيه الجهات المعنية بمتابعتها، حيث يصل عدد المراجعين في مثل هذه اللقاءات بين 60 إلى 100 مواطن في كل لقاء.
وطالب أهالٍ التقتهم «الوطن» بالإسراع في اتخاذ الإجراءات الوقائية الخاصة بوسائل النقل الجماعي من تعقيم، والتي اتخذتها الحكومة نظراً لخطورتها على الصحة العامة ونشر الفايروس في حال وجوده بين عامة السكان الذين لا يمتلكون وسائل نقل خاصة. وطالب بعضهم بإيجاد حل لمشكلة التجمعات التي يسببها تجمع المواطنين أمام كوات «السورية للتجارة» للحصول على المخصصات التموينية من الرز والسكر وغيرها وفق «البطاقة الذكية»، وكذلك التجمعات أمام الأفران للحصول على الخبز لأنها سبب رئيسي في انتشار العدوى.
في السياق ذاته، بين مصدر في رئاسة جامعة حلب لـ«الوطن» أن الجامعة اتخذت قراراً باتخاذ الإجراءات اللازمة لتعقيم الوحدات السكنية في المدينة الجامعية المأهولة بالطلاب اعتباراً من اليوم الأحد وبشكل مستمر، بما يضمن توفر شروط الإقامة الصحية للطلاب المقيمين فيها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن