سورية

«الصليب الأحمر»: الاحتياجات العاجلة وطويلة الأمد في سورية هائلة

| الوطن- وكالات

مع دخول الحرب الإرهابية التي تشن على سورية عامها العاشر، اعتبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الاحتياجات العاجلة وطويلة الأمد التي تحتاجها البلاد هائلة، مؤكدة استعدادها لزيادة مستوى استجابتها لتلبية الاحتياجات الهائلة في جميع أنحاء سورية.
وفي بيان تلقت «الوطن» نسخة منه أمس تحت عنوان «سورية: قرابة عقد من الزمن انقضى في أتون العنف، والاحتياجات العاجلة وطويلة الأمد هائلة» قالت اللجنة:
بينما تدخل الأزمة في سورية عامها العاشر، تبقى احتياجات الأشخاص الذين أثقلت الأزمة كاهلهم هائلة ومُعقّدة».
ولفتت اللجنة إلى أن الإحصاءات واضحة بمدلولاتها، إذ تشير إلى أن أكثر من 11 مليون سوري يعتمدون على المساعدات، في حين لا يزال عشرات الآلاف في عداد المفقودين، وأن مليوني طفل على الأقل توقفوا عن الدراسة أو لم تتح لهم فرصة بدء التعليم من الأساس.
وأشارت اللجنة إلى أنه إلى جانب تلك الحاجة الماسة لدعم طويل الأمد، فإن ملايين العائلات في سورية تحتاج لمساعدات طارئة وعاجلة.
ونقل البيان عن رئيس اللجنة بيتر ماورير، خلال زيارة قام بها إلى حلب مؤخرًا، حيث تجول في محطة ضخ للمياه بالمدينة، يستفيد منها أكثر من مليوني شخص: «إن إتاحة سبل الوصول من دون عوائق إلى جميع الأماكن التي يحتاج فيها الناس إلى مساعدات عاجلة ضرورة حاسمة، ويمكن أن تغيّر حياة الأشخاص الذين نصل إليهم.
وذكرت أن ماورير في بيان صحفي صدر عن «اللجنة الدولية» يوم الجمعة الماضي قال: إنه «ينبغي عدم تسييس مسألة إيصال المساعدات الإنسانية، فهي خطوة مهمة في طريقٍ طويل، ويجب ألا يغيب عن أذهاننا أن الاحتياجات طويلة الأمد في جميع أنحاء سورية هائلة»، مضيفاً: «كان من المهم جداً أن أرى بأم العين كيف نعمل مع الهلال الأحمر العربي السوري في محطة ضخ المياه في حلب، فالمدينة لا تكاد تصلها مياه الشرب لولا هذا العمل المشترك، ويبيّن هذا كم أن قدرتنا على المحافظة على برامجنا في سورية أمر حيوي لملايين الناس في هذا البلد».
وأشار ماورير إلى أن عدة ملايين من الأشخاص في جميع أنحاء سورية يحتاجون إلى الدعم لإعادة بناء حياتهم واستعادة سبل كسب عيشهم، ويتعين توفير الخدمات الأساسية مجدداً وإعادة بناء المستشفيات والمدارس، كذلك تطهير المنازل والأراضي من الذخائر غير المنفجرة، كما ينبغي إيجاد فرص عمل ومصادر أخرى للدخل وضمان استمرارها، ويحتاج الناس إلى المساعدة للتعامل مع التبعات البدنية والنفسية المترتبة على ما قاسوه من مِحن.
وأشارت اللجنة في بيانها إلى قضية المفقودين، مؤكدة أنها ركيزة أساسية من ركائز المصالحة، مناشدة الجميع الوفاء بالتزاماتهم في البحث عن المفقودين والتعامل مع الجثث بشكل منهجي وبالاحترام الواجب.
وأكدت اللجنة أنها في إطار تعاونها مع الهلال الأحمر العربي السوري وبدعم من شركائها الآخرين في الحركة، على أهبة الاستعداد لزيادة مستوى استجابتها لتلبية الاحتياجات الهائلة في جميع أنحاء سورية.
من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في رسالة له بمناسبة دخول الحرب الإرهابية على سورية عامها العاشر: إن العملية السياسية هي المسار الوحيد القابل للتطبيق لإنهاء الأزمة في سورية، والذي من شأنه أن يقدّم سلاماً دائماً للشعب السوري.
ولفت غوتيريش إلى أهمية تنفيذ «البروتوكول الإضافي لمذكرة استقرار الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب» الذي تم توقيع في الخامس من الشهر الجاري بين روسيا وتركيا.
ومن دون أن يتطرق إلى جرائم المجموعات الإرهابية التي سلبت المواطن السوري أمنه وأمانه، أو إلى جرائم الإرهابيين آكلي أكباد البشر، وإلى دعمهم من تركيا وقطر والسعودية وإسرائيل وأميركا وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول، تناول غوتيريش المعاناة الإنسانية الهائلة التي تكبدها ملايين السوريين بسبب الحرب الدائرة في بلدهم على مدار الأعوام التسعة الماضية.
وفي السياق، ذاته نقلت وكالة الأنباء الألمانية دعوة منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» في بيان لها، المجتمع الدولي لعدم التخلي عن الأطفال السوريين.
وقدرت المنظمة وجود نحو 8.‏2 مليون طفل سوري لا يستطيعون الذهاب إلى المدرسة جراء الحرب، منهم كثيرون لم يتسنَ لهم ولوج المدرسة على الإطلاق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن