عربي ودولي

دميرتاش يدعو العالم إلى تعزية الشعب التركي وليس القاتل أردوغان … تظاهرات وإضرابات تعم تركيا استنكاراً لسياسات العدالة والتنمية وتساهلها تجاه الإرهاب

أطلق التفجير الانتحاري المزدوج الذي أدى إلى مقتل ما يصل إلى 128 شخصاً في أنقرة قبل ثلاثة أسابيع من موعد الانتخابات شرارة انتقادات استهدفت إدارة الرئيس رجب طيب أردوغان في الوقت الذي تخوض فيه تركيا صراعاً في جنوب شرق البلاد حيث يتركز الأكراد.
وعن الموالين لأردوغان وحزبه العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية: التفجيران مؤامرة جديدة من جانب قوى تلقى دعماً من الخارج لتقويض الدولة التركية وإلحاق الضرر بمكانتها في الشرق الأوسط.
أما خصومه ومنهم حزب الشعوب الديمقراطي المعارض المؤيد للأكراد الذي استهدفه التفجيران فإن أيدي إدارة أردوغان ملطخة بالدماء لفشلها على صعيد الاستخبارات في أفضل الأحوال وللتواطؤ في محاولة لإذكاء النعرة القومية في أسوئها.
وشهدت جميع المدن التركية منذ الصباح أمس الباكر تظاهرات واعتصامات وإضرابات عن العمل في عدد كبير من مرافق ومؤسسات القطاع العام والخاص وذلك استنكاراً لموقف وسياسات حكومة حزب العدالة والتنمية فيما يتعلق بالعمليات الإرهابية التي وقعت في أنقرة السبت وراح ضحيتها 128 قتيلاً ومئات الجرحى والمفقودين.
وخرج عشرات الآلاف من المواطنين إلى الشوارع في العديد من المدن ومنها إسطنبول وأزمير وأنقرة وأنطاليا وديار بكر وهتفوا ضد الرئيس رجب أردوغان ووصفوه «بالقاتل والمجرم» واتهموا حكومته بالتعاون والتنسيق مع تنظيم «داعش» الإرهابي.
كما اعتصم الآلاف من المحامين والأطباء وطلبة الجامعات أمام المحاكم والمستشفيات والجامعات بالتزامن مع إضراب عن العمل في عدد كبير من المصانع والمؤسسات الخاصة والعامة رغم تهديدات الحكومة بطرد المشاركين في الإضراب. وكانت نقابات العمال والموظفين والاتحادات والروابط المهنية ناشدت أعضاءها المشاركة في الاعتصامات والإضرابات للتضامن مع ضحايا العمليات الانتحارية واستنكاراً لسياسات ومواقف الحكومة التي لم تتخذ التدابير اللازمة للتصدي لإرهاب «داعش».
ومن المتوقع استمرار الإضرابات والاعتصامات والتظاهرات اليوم الثلاثاء أيضاً وسط نداءات من الأحزاب للتظاهرات الليلية، على حين هدد وزير الداخلية أن «سلطات الأمن ستتصدى لها». بدوره طالب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كيليتشدار أوغلو وزيري العدل والداخلية التركيين بتقديم استقالتهما أو عزلهما من منصبهما في حال رفضهما الاستقالة على خلفية التفجيرين الإرهابيين في أنقرة. ونقلت صحيفة «جمهورييت» عن كيليتشدار أوغلو قوله في تصريحات صحفية عقب لقائه رئيس الحكومة: إن «وزير العدل التركي كنان ايبك كان يبتسم أثناء مؤتمر صحفي عقده مع وزيري الصحة والداخلية في العاصمة أنقرة عقب التفجيرين الإرهابيين على حين أصيب المجتمع بصدمة إثر وقوعهما وعليه لا يمكن أن يجلس على كرسيه مجدداً». وشدد كيليتشدار أوغلو على أن الحكومة مسؤولة عن حماية أرواح وأموال المواطنين منتقداً تصريحات وزراء العدل والصحة والداخلية على شاشات التلفزة التي تجاهلوا فيها وجود ضعف أمني.
من جهة أخرى هدد مراسل تلفزيون «اكيت» الموالي لحكومة حزب العدالة والتنمية بلال جون دوغدو في تغريدة له على موقع «تويتر» رئيس حزب الشعب الجمهوري بالقتل وقال في تغريدته: «كيليتشدار أوغلو الذي قال إن التفجير الانتحاري هو تقليد في الشرق الأوسط سيقتل وسيحاسب وسيحاكم ولن يستطيع الإدلاء بتصريحات كاذبة».
بدوره دعا رئيس حزب الشعوب الديمقراطي التركي المعارض صلاح الدين دميرتاش دول العالم إلى توجيه التعازي إلى الشعب التركي بضحايا التفجيرين الإرهابيين في أنقرة وليس إلى القاتل رجب أردوغان.
وقال دميرتاش في تصريح له: إن «الدولة هاجمت الشعب والتعازي يجب أن توجه إلى هذا الشعب وليس إلى أردوغان»، وأضاف: «قلوبنا تدمى ولكننا لن نتحرك بدافع الانتقام أو الحقد ونحن بانتظار الأول من تشرين الثاني موعد الاقتراع حيث سنبدأ العمل لإطاحة الديكتاتور».
من جهته اتهم رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية أحمد داود أوغلو تنظيم «داعش» بتنفيذ التفجيرين الإرهابيين وقال في مقابلة مع شبكة «إن تي في» التلفزيونية: «إن الأولوية هي للتحقيق حول داعش وذلك نظراً لطريقة تنفيذ الاعتداء».
وأعلن داود أوغلو أن الانتخابات التشريعية المبكرة ستجري في موعدها في الأول من تشرين الثاني القادم مهما كانت الظروف.
وفي السياق ذاته حث الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج أمس تركيا على الرد «بشكل متناسب» على الهجمات الإرهابية رغم أنها عانت أزمات الشرق الأوسط أكثر من غيرها في حلف الأطلسي، وأضاف: إن الأتراك «شهدوا عدة هجمات إرهابية. لهم الحق في الدفاع عن أنفسهم لكنني بالطبع أتوقع أن تبدي تركيا رداً متناسباً». ومن المؤكد أن ضمان الأمن في الانتخابات التي ستجري في الأول من تشرين الثاني سيصبح أكثر إلحاحاً الآن. ورغم أن الانتخابات ستسفر على الأرجح عن برلمان معلق لا يفوز فيه حزب بالأغلبية فإن أنصار أردوغان يعتقدون أن طول فترة عدم الاستقرار قد يدفع الناخبين إلى الحنين للعودة إلى حكم الحزب الواحد.
(سانا– رويترز– روسيا اليوم- الميادين)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن