رياضة

مدرب سلة الكرامة الجميّل: من اقترح تخفيض الأندية لم يعش مهنة التدريب وسننافس بالدوري

| مهند الحسني

حققت سلة رجال نادي الكرامة نتائج جيدة في مسابقة كأس الجمهورية، وكانت قاب قوسين أو أدنى من التأهل للمربع الذهبي لولا فارق النقاط الذي ذهب لمصلحة الوحدة حينها، وتأتي هذه النتائج الإيجابية نتيجة عدة عوامل جيدة، أهمها حالة الاستقرار الذي سعت إليه الإدارة الجديدة، إضافة للجهود الكبيرة التي بذلها الجهاز الفني للفريق، وعلى رأسهم المدرب هيثم جميل الذي نجح في إحداث نقلة نوعية بأداء الفريق على الصعيدين الفردي والجماعي.. «الوطن» التقت المدرب جميل وأجرت معه الحوار التالي:

ما رأيك بقرار تأجيل الدوري هذا الموسم؟
نظراً للحالة الصحية الطارئة التي تمر بها معظم دول العالم، اتخذت القيادة الرياضية قراراً هاماً، مضمونه الحرص على جميع الكوادر الرياضية، ولاشك هذا التوقف سيكون له تأثير سلبي على المستوى الفني عموماً، وذلك لفترة التوقف الطويلة، ولكن هذه الحالة الطارئة كشفت سوء التخطيط للمسابقات، والذي تحدثنا كثيراً بضرورة البدء مبكراً بمسابقة الدوري، ولكن وللأسف ما زال الاتحاد مصراً على البدء دوماً بمسابقة الكأس، واعتبارها فترة تحضيرية للدوري، وهذا شيء غير منطقي وغير مفيد فنياً.

كيف ترى نتائج منتخبنا الأول في التصفيات الآسيوية؟
أفضل ما حدث هو فوزنا على المنتخب السعودي، ولكن إذا أردنا أن نتكلم من الناحية الفنية فالحديث يطول، سواء من الناحية الدفاعية، والتعامل مع جميع الفرق بنفس الأسلوب الدفاعي دون التنويع في التعامل مع مكامن الخطورة بالفرق الأخرى، والتعامل معها بما يناسب من حلول دفاعية لتحجيم الأداء الهجومي، أما من الناحية الهجومية فوضع اللاعبين بغير مراكزهم قد أثر كثيراً على مردودهم الفني.

ماذا ينقص سلتنا الوطنية حتى تتطور؟
كلمة تطوير تحمل في طياتها العديد من الأمور الإدارية والفنية، في البداية نحتاج لتغيير الفكر الرياضي، والإيمان بأن الرياضة صناعة، وأنها وسيلة وتحد مع الأمم الأخرى، لذلك نحن نحتاج لإعادة تأهيل البنية التحتية من صالات ومرافق وتجهيزات، وتحديد الأهداف التي نريد أن نصل إليها سواء على المستوى العربي أم القاري أم الدولي، والعمل ضمن برامج مدروسة ومخصص لها ميزانية حقيقية.
أما فنياً فنحن نملك العنصر البشري، ولكن مشكلتنا في الاختيارات السليمة، وخطط تطوير الكوادر الفنية سواء الإداريون أم المدربون أم اللاعبون.

هل أنت مع التعاقد مع مدرب أجنبي لقيادة المنتخب؟
خلال عشر سنوات تم التعاقد لتدريب الفريق الأول ستة مدربين ثلاثة وطنيين ومثلهم أجانب، هل تم تقييم نتائج كل مدرب؟ هل حقاً مشكلتنا في جنسية المدرب، أم بالبيئة المحيطة بالمدرب وبالمنتخب؟ برأيي الشخصي نحن قمنا بتجريب اللاعب الأجنبي والمدرب الأجنبي، ونحتاج الإداري الأجنبي لينقل لنا كيفية النهج الذي يجب أن نسير عليه، وكلنا شاهدنا التجربة الرائعة والنتائج الباهرة لكرة اليد المصرية، والسلة التونسية، كرة القدم الأردنية، السلة الإيرانية، خبراء أجانب وضعوا كامل الخطط، وتم اتباعها بكل دقة، وتم حصد أهم النتائج في جميع المحافل الدولية.

هل تخفيض عدد الأندية مفيد في تطوير المستوى العام للعبة؟
لا أدري على ماذا استند اتحاد السلة الموقر بتخفيض عدد الأندية، من الواضح أنها عملية هروب إلى الأمام، فكرة الشكل الهرمي فكرة صحيحة، ولكنها تبدأ من بناء القاعدة وليس هدم القمة، كان الأولى به التفكير في زيادة وتوسيع عدد الأندية في الدرجة الثانية، وليس من الضروري أن يكون هناك درجة ثالثة في الوقت الحالي، وليس تقليل عدد أندية الدرجة الأولى.
تاريخياً الرقم المميز هو عشرة أندية للأولى، وحسب الإحصائيات بهجرة الكثير من اللاعبين خلال فترة الأزمة، فالأجدر باتحاد السلة أن يقوم بتخفيض عدد اللاعبين على القوائم من 14 إلى 10، وأن يتم إلغاء جميع القيود التي فرضت على اللاعبين وحدت من إمكانية تنقلهم ما بين الأندية، وذلك إرضاء لإدارات الأندية، حجة البعض أن تقليل عدد الفرق سيرفع المستوى الفني، إذا كان الأمر بهذه البساطة فلماذا يوجد عشرون فريقاً بالدوري الإسباني، وهل يعقل أن جميعهم على نفس السوية، وكأن القائمين قد تناسوا العدد السكاني والبعد الجغرافي، ولم يفكروا بحلول حقيقية موجودة لدعم الأندية مادياً رغم أن هذا المبرر غير حقيقي.
والواضح أن من اقترح هذا القرار لم يعش مهنة التدريب، ولا يعلم حقيقة الأمور الفنية، فكيف للمدرب أن يعطي أي فرصة للاعب جديد، أو تجريب أي فكرة فنية إذا كانت جميع المباريات على مستوى عال.

ماذا تتوقع لسلة الكرامة هذا الموسم؟
هدفنا واضح وهو الحضور الفني المميز والنتائج الجيدة، لم تبخل الإدارة بأي جهد ممكن يساعد في تحقيق أفضل النتائج، وكذلك اللاعبون من خلال التزامهم وحرصهم على تطوير أنفسهم، لذلك المنافسة سوف تكون قوية، ونطمح أن نكون بين الأربعة الكبار.

لو عرض عليك قيادة المنتخب الأول فهل ستوافق؟
لاشك أن قيادة المنتخب الأول مهمة وطنية يتشرف أي مدرب باستلامها، وقد سبق لي أن استلمت مهام تدريب منتخبات الشباب والناشئين، تمكنت الوصول بالمنتخب للنهائيات الآسيوية، وهنا النقطة الأساسية عند تكليف المدرب لأي منتخب، هناك فكرتان، الأولى طموح التسجيل في السيرة الذاتية الشخصية، والثانية طموح تحقيق نتائج ومستوى فني يعبر عن سمعة الوطن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن