سورية

الاتحاد الأوروبي يدعو موسكو للتوقف الفوري عن استهداف «المعتدلة»..! ميركل دعت إلى مزيد من الجهود لحل الأزمة سياسياً.. وموغيريني اعتبرت أن التدخل العسكري الروسي «يغير قواعد اللعبة»

دعا الاتحاد الأوروبي روسيا إلى الوقف الفوري لغاراتها على مواقع ما يسمى «المعارضة المعتدلة» في سورية، محذراً إياها من أن تدخلها العسكري هناك «ينذر بإطالة أمد الصراع وتقويض العملية السياسية ويؤجج التطرف»، على حين أقرت مسؤولة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد فيدريكا موغيريني أن التدخل العسكري الروسي في سورية «يغير قواعد اللعبة» هناك.
واجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ أمس وسط خلاف بشأن الموقف الذي يتعين أن يأخذه التكتل الموحد بشأن دور الرئيس بشار الأسد في المرحلة الانتقالية، مع إشارات مرونة بريطانية ودنماركية وألمانية وتشدد فرنسي.
وفي ختام الاجتماع، اعتبر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أن «الهجمات العسكرية الروسية الأخيرة على جماعات أخرى غير داعش وجماعات أخرى تصنفها الأمم المتحدة كجماعات إرهابية، وكذلك على المعارضة المعتدلة مثار قلق عميق ويجب أن تتوقف فوراً».
وأضافوا بموجب بيان أصدروه أمس «هذا التصعيد العسكري الروسي في سورية ينذر بإطالة أمد الصراع وتقويض العملية السياسية ويفاقم الوضع الإنساني ويساعد على تأجيج التطرف».
ولدى وصولها للمشاركة في الاجتماع الوزاري، صرحت موغيريني أن أفعال روسيا في سورية لا يمكن اعتبارها إيجابية أو سلبية بشكل واضح، مشيرةً إلى أن تدخل روسيا «يغير قواعد اللعبة (في سورية) ويحمل عناصر تثير القلق، خاصة خرق حدود تركيا».
وأكدت أن خطوات الأطراف المعنية يجب أن تكون موجهة ضد داعش وغيره من التنظيمات التي تعتبرها الأمم المتحدة إرهابية، وقالت: «لدى الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي جميعاً موقف مشترك يتمثل في القرارات المتخذة في إطار الأمم المتحدة. ويجب أن تكون الخطوات منسقة، وإلا فإن ذلك سيكون خطراً ليس فقط من وجهة النظر السياسية، بل ووجهة النظر العسكرية أيضاً».
وأشارت المسؤولة الأوروبية إلى أن التكتل الموحد يجب أن يبذل جهوده من أجل دعم عملية تشارك فيها جميع الجهات المعنية في تسوية الأزمة في سورية. وقالت: إن جميع اللاعبين في هذه الأزمة يجب أن يشاركوا في المفاوضات وإن نتائج الانتقال السياسي ستحدد من خلال جهود مشتركة للمجتمع الدولي وللسوريين في المقام الأول.
وقبل الاجتماع دعا وزير خارجية بلجيكا ديديه ريندرس إلى تنسيق الضربات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي ضد داعش في سورية، مع الغارات الروسية، كما دعا إلى التنسيق مع موسكو للوصول إلى عملية انتقال السلطة هناك، وذلك في حين قالت وزيرة خارجية السويد مارغوت فالستروم «علينا أن ندعو روسيا لتلعب دوراً أكبر في المجال السياسي في سورية من دورها في المجال العسكري»، واعتبرت أن الوضع في سورية «بات يثير قلقاً كبيراً بسبب زيادة التوتر» بعد انطلاق العملية العسكرية الروسية.
من جانبه طالب وزير الخارجية الدنماركي كريستيان ينسن روسيا بالانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش. وقال: «علينا أن نتحدث مع روسيا عن أمرين، أولاً، لن نسمح بخرق المجال الجوي التركي الذي يمثل كذلك المجال الجوي لحلف شمال الأطلسي «الناتو». ومن غير المقبول أن تخرق مقاتلات روسية أو صواريخ مجنحة أجواء تركيا». وأضاف: «ثانياً، إذا أرادت روسيا أن تصبح جزءا من الجهود الرامية لمكافحة «داعش» فعليها أن تنسق خطواتها مع التحالف الدولي»، معرباً عن أمله في أن تصبح جزءاً من هذا التحالف.
وصدرت عن وزير خارجية سلوفاكيا ميروسلاف لايتشاك مواقف أكثر تصالحية تجاه موسكو إذ دعا الاتحاد الأوروبي إلى الحوار مع روسيا لتسوية الأزمة في سورية. وقال: «نحتاج قبل كل شيء إلى الحوار الذي لا مكان له الآن. ومشاركة روسيا في الأزمة السورية هي الواقع الذي لا يمكن تجاهله. وعلينا أن نستجيب إذا أردنا أن نكون لاعباً مهماً. ومن المنطقي أن نجري حوارا مع روسيا بشأن سورية». وفي انتقاد مبطن لسياسة الاتحاد الأوروبي حيال سورية، طالب لايتشاك بروكسل بإعداد «إستراتيجية واقعية» للتسوية في سورية.
وفي هذا السياق أكد وزير خارجية الدنمارك أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يجري مباحثات مع الرئيس بشار الأسد من أجل إطلاق عملية سياسية لتسليم السلطة في سورية. وقال: «لا يوجد مستقبل لدى سورية في الأمد الطويل دون إطلاق عملية سياسية لتسليم السلطة وتشكيل حكومة جديدة، إلا أن إطلاق هذه العملية مستحيل دون إقامة حوار مع الحكومة الحالية. على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا وغيرها من الأطراف أن تناقش ذلك مع الرئيس الأسد». وقبيل الاجتماع أكد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند تمسك بلاده برأيها بأنه لا يمكن السماح للرئيس الأسد بالاستمرار رئيساً لسورية لكنها «مرنة» إزاء توقيت وطريقة رحيله.
وقال هاموند لدى وصوله لحضور الاجتماع «لا يمكننا العمل مع (الرئيس) الأسد كحل طويل الأمد بالنسبة لمستقبل سورية. يمكننا أن نبدي مرونة بشأن طريقة رحيله. ويمكن أن نتحلى بالمرونة إزاء توقيت رحيله».
وحافظت فرنسا على موقفها المتشدد المنادي برحيل الرئيس الأسد عن السلطة، حيث قال وزير الشؤون الأوروبية الفرنسي قبيل حضوره الاجتماع: «الانتقال السياسي شرط للسلام، ويجب أن يتم ذلك من دون مشاركة (الرئيس) الأسد».
ومن برلين أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن الجهود الدبلوماسية للغرب وروسيا والدول العربية لتسوية الأزمة السورية لم تتكلل بالنجاح حتى الآن. وأضافت في مقابلة مع صحيفة «بيلد» الألمانية «إنها حقيقة مرة. إلا أن ذلك لا يعني أنه يجب الاستسلام، بل العكس، علينا الآن بذل المزيد من الجهود للبحث عن حل سياسي وفي الوقت ذاته المساهمة في تعزيز الاستقرار في دول الجوار».
ولفتت ميركل التي قررت زيارة تركيا لبحث مشكلة اللاجئين والأزمة السورية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى أن أزمة الهجرة إلى أوروبا «تظهر لنا أن سورية توجد على بوابة أوروبا».
في براغ أكد الرئيس التشيكي السابق فاتسلاف كلاوس أن الاتحاد الأوروبي هو من تسبب بأزمة اللاجئين الحالية إلى أوروبا وخاصة بعض قادته كميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وغيرهم.
ووصف كلاوس في حديث أدلى به لموقع «أوراق برلمانية» الإلكتروني قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتصدي لتنظيم داعش في سورية بـ«الخطوة العقلانية والتصرف الجيد»، وأعرب عن أمله في نجاح الجهود الروسية للقضاء على التنظيم المتطرف وحل الأزمة في سورية.
(أ ف ب – روسيا اليوم – رويترز)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن