رياضة

ما الآثار المترتبة على توقيف الدوري الكروي؟ مراجعة دقيقة وقراءة متأنية ووضع النقاط على الحروف

| ناصر النجار

توقف النشاط الكروي بشكل قسري له سلبياته وإيجابياته على الدوري وعلى الأندية بشكل عام.
ولسنا بصدد الحديث عن صوابية التوقف من عدمه، أو عن استعراض البدائل المتوقعة، لأن هذا الأمر ندعه لأصحاب الشأن، ونقتصر في حديثنا عن التداعيات السلبية لهذا التوقف وعن مجمل الإيجابيات التي يمكن أن نستفيد منها جراء هذا القرار، ونبدأ بالأثر السلبي أولاً.

ضغط وأزمات مالية
لاشك أن الدوري الممتاز ما زال لدينا متعرج الخطا وغير منضبط ويسير وفق المستجدات، ودوماً لا نعرف متى يبدأ وأين سينتهي، وهو عرضة للتوقفات المتكررة مرة بسبب المنتخب الأول ومرة بسبب المنتخب الأولمبي، وهذه المرة بسبب إجراء احترازي تماشياً مع التوصيات الصادرة عن الاتحادين الدولي والآسيوي لأسباب صحية.
والأثر السلبي الذي سيعاني منه اتحاد كرة القدم هو تأخر المسابقات وضغط الروزنامة، وهو أثر سلبي على كل الدوريات في العالم أو أغلبها، وسيخلّف أزمة نشاط محلي وقاري ودولي، وخصوصاً أن البطولات الكبرى على الأبواب، كبطولة الأمم الأوروبية وأولمبياد طوكيو، ناهيك عن التصفيات التي أعلن توقفها وتأجلت إلى وقت لاحق.
وهذا الأمر سيبقى متروكاً للظروف، وفي أسوأ الأمر أن يلغى النشاط وفي أصعبه قد يتصل هذا الموسم بغيره دون فترة توقف، وفي أيسره أن يستأنف الشهر القادم وهذا ما نتمناه.
على صعيد آخر فإن فترة التوقف هذه ستطيل من عمر الموسم الكروي إن لم يتم تدارك ذلك بضغط المباريات، وهذا سيؤدي إلى زيادة في المصاريف التي تتكبدها الأندية، فضلاً عن تراجع الموارد التي ستضعف مع هذا الإعلان، وقد يؤدي هذا الأمر إلى إرباك عندما تنتهي عقود اللاعبين السنوية والموسم الكروي لما ينته بعد، وهذا الأمر بحاجة إلى قرار اتحادي يدعم موقف الأندية مع حفظ حقوق اللاعبين.
على صعيد آخر فإن بعض الأندية المتوهجة ستعاني هذا التوقف لأن نشاطها القوي ومردودها العالي وروحها المعنوية المرتفعة قد يخف وهو أمر طبيعي وهذا الأمر ينطبق على أندية تشرين والوثبة وحطين بالدرجة الأولى وعلى ناديي الطليعة والفتوة بالمرتبة الثانية، فالطليعة بدأ يتلمس الطريق الصحيح والفتوة بدأ يبحر نحو مراكب النجاة، وهناك فرق أخرى تعيش الحالة ذاتها وسيعوقها التوقف أكثر مما سيفيدها ومنها فريقا الجيش والشرطة.

فوائد عامة
الفائدة التي ممكن أن تجنيها الفرق تكمن بعودة المصابين إلى الفريق، فالفترة المعلن عنها كفيلة باستعادة جميع المصابين الغائبين باستثناء من تكون إصابته أليمة وتحتاج إلى أشهر طويلة وهم قلة قليلة في أنديتنا.
يمكن في هذه الفترة إعادة دراسة أوضاع الفرق من القائمين عليها، واتخاذ القرار الصحيح بعيداً عن ضغوط الدوري ومبارياته، فالفترة القادمة يمكنها إصلاح كل شيء بهدوء وإعادة ترتيب الأوراق ووضع النقاط على الحروف.
الفائدة ستكون كبيرة لنادي الوحدة وأعتقد أنه أكبر المستفيدين من هذا التوقف، فالمدرب الجديد سيكون لديه الوقت الكافي ليطلع على الفريق ميدانياً وليعرف إمكانياتهم وكيفية توظيفها، وهناك إصابات كثيرة في الفريق سيتم علاجها والتأكد من سلامتها.
أندية أخرى تعاني اضطرابات عديدة على الصعيد الفني، فالساحل على سبيل المثال متمسك بمدربه المستقيل هشام شربيني ومثله فراس معسعس في النواعير، هذا التوقف يمنح إدارة الفريقين الوقت اللازم لاتخاذ القرار الصحيح في هذا الشأن، فإما الاتفاق مع المدربين وإزالة كل الشوائب المتعلقة بمحيطهما، وإما البحث عن مدربين جدد قادرين على انتشال الفريقين من وضعهما الذي لا يسر صديقاً ولا عدواً.
في نادي الساحل الوضع أصعب، فالمشاكل تجتاح النادي والصعوبات تعترضه في فريق الرجال وفي كل الفئات، وكل يوم نسمع عن استقالة هنا وهناك.
في جبلة الوضع مماثل، الفريق يتهاوى، والنتائج تتراجع أسبوعاً بعد أسبوع والفريق يسير بثقة نحو الهبوط، هذه الفترة كافية لإدارة النادي لاتخاذ قرارات حاسمة على صعيد اللاعبين وعلى صعيد الإدارة الفنية للفريق، والحديث يشمل أيضاً فريق الشباب الذي يحتل قاع الدوري.
فريق الاتحاد يعاني أوضاعاً مضطربة إدارية وفنية وطفا على السطح وجود ما يشبه المعارضين للإدارة الحالية الذين يثيرون الفوضى في النادي ويذكون الفتنة والشللية وهذا يؤثر في النادي سلباً وقد يدمره، وهذا يتطلب قراراً مسؤولاً ووعياً من أبناء النادي لضرورة الحفاظ على وهج ناديهم، قد يتطلب الأمر تضحيات مؤلمة سواء كانت على صعيد الكوادر أم اللاعبين، المهم أن يستقيم وضع النادي وأن يعود قوياً ومعافى.
الجزيرة آخر الفرق وأكثرها مشاكل وأزمات، يعاني الفريق ضيق ذات اليد بالدرجة الأولى ما جعل أبناءه ينفرون منه سواء كانوا من الكوادر أم اللاعبين، وعلمنا أن الإدارة قدمت استقالتها، ولم يبق هناك أحد في النادي.
الوقت متاح أمام القائمين على الرياضة في مدينة الحسكة بالتعاون مع المكتب التنفيذي لاتخاذ قرارات حاسمة، وإيجاد الحلول الناجعة قبل أن يغلق النادي أبوابه.

ترتيب الأوراق
أنديتنا بإمكانها في هذه الوقفة التي قد تطول أو تقصر أن تعيد ترتيب أوراقها وأن تبني فرقها من الآن للمواسم القادمة، وهذا الأمر ضروري وجدي وخصوصاً أن معالم الطريق قد اتضحت، المواقع بانت على حقيقتها، فالمنافسون على اللقب قلائل وهم تشرين ومعه الوثبة وبنسبة أقل الجيش، والهاربون من الهبوط أربعة، الجزيرة وجبلة والساحل والفتوة، على ضوء ذلك فإن سبعة فرق لم يعد يعنيها أمر المنافسة أو صراع الهبوط وبناء عليه فبإمكانها إعادة ترتيب فرقها من خلال منح الأولوية للشباب من أبناء النادي، وكما نعلم فهناك العديد من الأندية التي تملك مواهب عديدة تحتاج إلى الصقل، الكلام أخص به النواعير متصدر دوري الشباب والطليعة وحطين وتشرين والوحدة وهذه الفرق مملوءة بخامات طيبة.
أيضاً بقية الفرق (كالشرطة مثلاً) يملك جيلاً جيداً من الشباب في الفريق الحالي وبالفريق الذي دربه الملاح قبل سنتين.
الفكرة إن كانت تروق للبعض وإن أحسنا الترويج لها وتطبيقها فإننا سنساهم بدعم الدماء الجديدة الشابة التي باتت كرتنا تحتاجها وبالقضاء على ظاهرة الأسعار الفاحشة التي (كوت) التعاقدات وباتت أكثر من خيالية.
فرقنا عليها أن تدرس عقود لاعبيها بعناية فائقة وعقلانية، وهناك لاعبون في كل الفرق يستحقون فسخ عقودهم لأنهم لم يقدموا العطاء المطلوب منهم فكانت العقود أكبر من حجمهم.
على صعيد اتحاد كرة القدم فإن التوقف لا يوحي بالراحة ولابد من مراجعة الكثير من القرارات المستعجلة والقضايا التي ما زالت في الأدراج ولم يبت بها بعد.
كذلك موضوع اللجان لابد من إعادة دراسة وضعية هذه اللجان وإعادة تشكيلها، فليس من الضروري كل من له صوت انتخابي أن يكون له مقعد في اللجان، وليس كل عضو لجنة فنية صالحاً لأن يكون عضواً في لجنة عليا، وفهمكم كفاية.
أخيراً ممكن الإشارة إلى موضوع الملاعب وجاهزيتها وصيانتها والعناية بمرافقها وهي فرصة لدراسة موضوع الملاعب والعمل على تجهيزها حسب الوقت المتاح.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن