بين رئيس وزراء فرنسا ووزير دفاعها «ضاعت الطاسة» … تضارب أنباء حول حصاد الغارات الفرنسية على معسكر لداعش قرب الرقة
الوطن – وكالات :
تضاربت الأنباء حول مقتل جهاديين فرنسيين في غارتين نفذتهما طائرات فرنسية على موقع لتنظيم داعش الإرهابي في محافظة الرقة، خارقةً بذلك سيادة سورية.
وبينما زعمت مصادر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أن الغارتين أسفرتا عن مقتل 6 جهاديين فرنسيين، أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أمس أن لا شيء يسمح بتأكيد هذه المعلومات.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الوزارة: أن باريس قصفت ليل الخمس الجمعة «معسكراً لتدريب جهاديين من داعش. نعلم أن هذا المعسكر كان يدرب مقاتلين لإرسالهم إلى أوروبا وفرنسا لشن هجمات».
وأكدت الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية الأميركية، على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن طائرات رافال فرنسية وجهت ضربات جوية قرب مدينة الرقة، حيث استهدفت مواقع تدريب لداعش.
وأضافت وزارة الدفاع الفرنسية: «من الممكن أن يكون بين هؤلاء فرنسيون أو ناطقون بالفرنسية. في هذه المرحلة لا يمكننا تأكيد أي عنصر محدد يتعلق بهذا القصف».
وفي وقت سابق من يوم أمس، أعلن مصدر حكومي فرنسي على هامش زيارة رئيس الوزراء الفرنسي للأردن أن جهاديين فرنسيين قتلوا على الأرجح في الغارات الفرنسية.
وتابع المصدر الذي رفض الكشف عن هويته أن «الضربات الجوية الفرنسية أدت إلى مقتل جهاديين (في سورية) قد يكون بينهم فرنسيون»، مضيفاً: إن «منظمة غير حكومية سورية أشارت إلى مقتل ستة منهم لكن لا يمكننا تأكيد أي شيء حتى الساعة».
وعند اتصال وكالة الأنباء الفرنسية بالمرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، لم يؤكد وجود فرنسيين بين الجهاديين الذين قتلوا في الغارات الجوية الفرنسية الأخيرة.
وتذرعت فرنسا لتنفيذ غاراتها في سورية خارج نطاق الشرعية الدولية، بوجود جهاديين فرنسيين. وعدم تأكيد مقتلهم سيؤثر على صورة الرئيس فرانسوا هولاند والحكومة الفرنسية، وأيضاً على سمعة الاستخبارات الفرنسية التي سلمت وزارة الدفاع الفرنسية إحداثيات الموقع قرب مدينة الرقة، مؤكدةً أنه يضم جهاديين فرنسيين وناطقين بالفرنسية.
من جهة أخرى سيثبت الفشل الاستخباراتي الفرنسي في سورية صحة المقاربة الروسية لمكافحة الإرهاب. وتؤكد موسكو استحالة هزيمة الإرهاب في سورية من دون قوة فاعلة على الأرض، يمثلها الجيش السوري، ومن دون تعاون استخباراتي واسع يضم الحكومتين السورية والعراقية بالدرجة الأولى.
في غضون ذلك زار فالس أمس قاعدة عسكرية في الأردن ينطلق منها عدد من الطائرات الحربية الفرنسية لضرب معاقل تنظيم داعش في سورية. وتشارك فرنسا والأردن في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة من أجل ضرب تنظيم داعش في كل من سورية والعراق.
وفي إطار هذا التحالف الدولي نشرت فرنسا طائرات حربية في الأردن تشارك في ضرب التنظيم المتطرف في العراق منذ عام، وفي سورية منذ بضعة أسابيع.
ووصل فالس عمان الأحد قادماً من مصر، ومن المقرر أن يزور السعودية ويرافقه وزير الدفاع جان ايف لودريان في هذه الجولة التي تعد أطول جولاته إلى الخارج منذ تسلم مهامه على رأس الحكومة الفرنسية في آذار 2014.
ودافع فالس عن غارات بلاده في سورية التي تجري خارج نطاق الشرعية الدولية، مؤكداً أن فرنسا قررت «ضرب داعش باسم الدفاع الشرعي عن النفس، لأن التنظيم يعد لعمليات إرهابية في فرنسا انطلاقاً من سورية».
وأضاف فالس في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأردني عبد اللـه النسور أول أمس «نحن نضرب داعش وكل الذين قرروا ضرب فرنسا ممن ينتمون إلى هذا التنظيم أياً كان أصلهم أو جنسيتهم»، في إشارة إلى شبكات الجهاديين الفرنسيين التي تضم قرابة 1700 شخص 500 إلى 600 منهم في سورية أو في العراق.