سورية

«النصرة» تواصل عرقلة فتح طريق اللاذقية حلب بترغيب وترهيب الأهالي وتفجير الجسور … «اتفاق موسكو» صامد والجيش ملتزم وإرهابيو أردوغان يحشدون ويتسلحون!

| حلب - خالد زنكلو - حماة: محمد أحمد خبازي - دمشق: الوطن - وكالات

تواصل الهدوء الحذر لليوم الحادي عشر على التوالي في آخر منطقة لخفض التصعيد في إدلب، بعد «اتفاق موسكو» الروسي التركي، الذي استغله الإرهابيون المدعومون من النظام التركي وخاصة تنظيم «جبهة النصرة» لإعادة تجميع صفوفهم والتزود بالسلاح، وعرقلة تنفيذ الاتفاق، من خلال تمويل العمليات الرامية إلى عدم فتح الطريق الدولية «M4» أمام الدوريات المشتركة الروسية- التركية، والقيام بعمليات إرهابية على الطريق والتي كان آخرها تفجير جسر على هذه الطريق.
وقال مصدر عسكري بريف إدلب الشرقي لـ«الوطن» إنه وعلى الرغم من خروقات الإرهابيين المتكررة والمحدودة إلا أن الجيش العربي السوري ظل ملتزماً بالتهدئة لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار وباقي بنود «اتفاق موسكو» وتهيئة الظروف الملائمة لوضع الطريق الدولي حلب – اللاذقية المعروفة بـ«M4» في الخدمة، ومن أجل ذلك امتنع مع الجيش الروسي عن تنفيذ طلعات بسلاح الجو في سماء منطقة خفض التصعيد كاملة.
وأكدت مصادر معارضة مقربة من ميليشيا «فيلق الشام»، الموالية للاحتلال التركي لـ«الوطن» أن الجماعات الموالية لتنظيم «القاعدة» وفي مقدمتها «النصرة» والتنظيمات التكفيرية المنضوية في غرفة عمليات «وحرض المؤمنين» مثل «أنصار التوحيد» و«حراس الدين» و«أنصار الإسلام» و«أنصار الدين»، باتوا أكثر قوة من حيث العدة والتسليح بعد أن أعطوا فرصة ذهبية عبر وقف إطلاق النار لإعادة تنظيم صفوفهم من جديد إثر الانتكاسات والهزائم الميدانية التي منوا بها على يد الجيش العربي السوري خلال معارك تحرير أرياف إدلب وحلب الأخيرة وفتح طريق عام حلب حماة وتأمين مدينة حلب.
وبينت المصادر، أن العتاد العسكري الذي حصل عليه الإرهابيون خلال الهدنة، السارية منذ 5 الشهر الجاري، مصدره الحدود التركية حصراً وبعلم سلطاتها وجيش احتلالها داخل مناطق إدلب والذي يسهّل وصول الأسلحة والذخيرة إليهم ولا يعبأ بمواجهتهم وإبعادهم من الشريط الآمن على طرفي الطريق الدولي بين سراقب والحدود الإدارية لمحافظة اللاذقية عند تل حور، وفق الالتزامات والتعهدات التي قطعتها أنقرة لموسكو لتسيير دوريات مشتركة وفق الاتفاق بين الجانبين.
مصدر ميداني آخر بيَّنَ لـ«الوطن» أن المجموعات الإرهابية التي تدين بالولاء لتنظيم «النصرة» حاولت ليل أول من أمس التسلل نحو نقاط عسكرية بريفي حماة وإدلب للاعتداء عليها بقذائف صاروخية، ولكن وحدات الجيش العاملة بالمنطقة كانت لها بالمرصاد ودكتها بالمدفعية الثقيلة وذلك على محوري السرمانية بسهل الغاب الغربي، وكنصفرة في ريف إدلب الجنوبي وحققت فيها إصابات مباشرة.
وأوضح المصدر أن تلك المجموعات الإرهابية، تستغل دوماً اتفاق موسكو لوقف إطلاق النار بمنطقة خفض التصعيد بحشد المزيد من الإرهابيين وتنظيمهم بمجموعات إرهابية للاعتداء على نقاط الجيش بمختلف المحاور بمنطقة خفض التصعيد بريفي حماة الشمالي الغربي وإدلب الجنوبي الشرقي، لكن وحدات الجيش تمنعها من تحقيق خططها العدوانية، وتحبط محاولاتها وتكبدها خسائر فادحة بالأفراد والعتاد.
ولفت المصدر إلى أن مجموعات إرهابية تدين بالولاء لـ«النصرة»، فجرت مساء أول من أمس جسر بلدة محمبل غرب أريحا على الطريق الدولي حلب – اللاذقية، بهدف منع الدوريات الروسية التركية المشتركة من أداء مهامها بتأمين الطريق تطبيقاً لاتفاق موسكو.
وأوضح المصدر أن تلك المجموعات زرعت أيضاً مسامير فولاذية في عدة نقاط على الطريق لإعاقة سير الدوريات المشتركة، لافتا إلى أن تلك المجموعات الإرهابية أجبرت بقوة السلاح مواطنين مدنيين على نصب خيم على محور الطريق في عدد من المقاطع لتعطيل حركة الدوريات عليه.
ولم يكتب أول من أمس النجاح لعملية تسيير أول دورية روسية – تركية مشتركة على طريق حلب – اللاذقية الدولي، إذ اعترضت مجموعات إرهابية تستخدم المواطنين دروعاً بشرية مسارها، ما دفعها للانكفاء.
على خط مواز، قالت مصادر إعلامية معارضة أمس إن المجموعات الإرهابية قامت بنقل العديد من أفرادها وعشرات المدنيين بعد إغرائهم بالمال للبقاء على قارعة الطريق ومحيطه لضمان استمرار قطعه أمام الدوريات وتعطيل حركة السير الطبيعية عليه، مشيرة إلى من بين تلك التجمعات من يتبع لتكتلات سياسية ومدنية مدعومة من النظام التركي، وأنه تم خلال تلك التجمعات ترديد عبارات معينة تدعم موقف النظام التركي.
وأشارت المصادر إلى أن المجموعات الإرهابية قامت بنشر أشرطة مصورة تهدد وتتوعد الجانب الروسي في حال مرور تلك الدوريات على الطريق الدولي حلب-اللاذقية، وأن أحد المقربين من «النصرة»، أعلن مكافأة بمبلغ مالي كبير في حال قتل إعلاميي الوكالات الروسية الذين كانوا يرافقون الدورية أول من أمس، مؤكدة أن تنظيم «النصرة» دفع للمشاركين في التجمعات تكاليف النقل من المدن والقرى والبلدات للوصول إلى الطريق الدولي وتكفل بالخيم وتوزيع المشروبات والطعام على المشاركين.
من جهة ثانية، نقلت وكالة « سانا» عن مصدر في قيادة شرطة محافظة ريف دمشق: إن لغماً أرضياً من مخلفات التنظيمات الإرهابية انفجر في إحدى المزارع على أطراف مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية ما أدى إلى استشهاد طفل يبلغ من العمر تسع سنوات وإصابة طفل آخر عمره عشر سنوات بجروح خطيرة أسعف إثرها إلى مشفى المواساة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن