سورية

روسيا وأميركا واصلتا التنافس لاجتذاب النظام التركي … موسكو تتوقع الاتفاق مع أنقرة على دفعة إضافية من «إس 400»

| وكالات

في الوقت تحاول فيه الولايات المتحدة الأميركية استمالته إلى جانبها عبر تصريحات لمسؤوليها عن بحثهم سبل تقديم الدعم الذي يمكن أن يقدم له بخصوص عدوانه على إدلب، توقعت روسيا أمس أن يتم الاتفاق مع النظام التركي على تزويده بدفعة إضافية من أنظمة الدفاع الجوي الروسية «إس 400» في وقت قريب.
وأوضح مدير الخدمة الفيدرالية للتعاون العسكري الفني الروسية ديميتري شوغاييف أمس حسب موقع «الميادين- نت»، الإلكتروني، أن روسيا تتوقع في المستقبل المنظور الاتفاق مع تركيا على تزويدها بدفعة إضافية من منظومات «إس 400» للدفاع الجوي قريباً.
وقال شوغاييف: «إن مسألة تزويد تركيا بدفعة إضافية من «إس 400» ما زالت على جدول الأعمال»، وأضاف: «تجري مفاوضات اليوم (أمس) ونأمل أن نصل في المستقبل المنظور إلى رأي مشترك».
وحسب الموقع، أشارت وكالات روسية إلى أن موسكو تتوقع التوصل إلى اتفاق مع النظام التركي حول تزويده بدفعة جديدة من منظومات «إس 400» للدفاع الجوي قريباً، مشيرة إلى أن هذا الأمر يتطلب مشاركة تركية معينة في عملية الإنتاج، حسب الموقع.
وأوضح شوغاييف أنهم يعملون حالياً على التنسيق بشأن محتويات المنظومات وموعد التوريد والشروط الأخرى، مشيراً إلى أن العملية التفاوضية مستمرة.
وأشار شوغاييف مع ذلك إلى أن تزويد النظام التركي بمنظومات جديدة يتطلب مشاركة معينة من قبله في عملية إنتاج المنظومات، لكنه امتنع عن كشف أي تفاصيل.
وفي السياق، قال شوغاييف: «إن روسيا زودت الصين بنظام دفاع جوي «إس 400» بموجب عقد وبقي تسليم الصواريخ» وأضاف: «سنكمل الوفاء بالتزاماتنا من خلال توريد الصواريخ المخطط لها هذا العام في الوقت المحدد».
جاءت التصريحات الروسية السابقة عن إمكانية الاتفاق مع النظام التركي على تزويده بدفعة جديدة من منظومات «إس 400» للدفاع الجوي قريباً، عقب تصريحات أدلى بها المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية جيمس جيفري لصحيفة «الشرق الأوسط» المملوكة للنظام السعودي في السادس من الشهر الجاري، حول شراء النظام التركي أنظمة «إس 400».
ودعا جيفري حينها الأوروبيين وحلف شمال الأطلسي «ناتو» إلى تقديم دعم أكبر للنظام التركي في عدوانه على سورية خاصة في إدلب التي يخوض الجيش العربي السوري فيها عملية عسكرية ضد الإرهابيين المدعومين من الاحتلال التركي، لكنه في الوقت ذاته، اعتبر أن اقتناء تركيا منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس 400» هو أمر «خطير جداً».
وسبق أن أبلغ في شهر شباط الماضي، مصدر في حلف «الناتو»، وهو دبلوماسي يعمل في بعثة إحدى الدول الأعضاء في مقر الحلف بـبروكسل، وكالة «تاس» الروسية، أن «الحلف» لا ينوي تقديم الدعم العسكري للنظام التركي في حال قيامه بهجوم أو اجتياح لشمال سورية بسبب مقتل جنود أتراك في إدلب مطلع الشهر ذاته.
وقرَّر النظام التركي في عام 2017 شراء منظومة «إس 400» من روسيا، بعد تعثّر جهوده المُطوَّلة لشراء أنظمة الدفاع الجوية الأميركية «باتريوت» وفق شروط مقبولة، وبالفعل حصلت صفقة بين موسكو وأنقرة بهذا الشأن موخراً وزودت روسيا تركيا بدفعة من هذه المنظومة.
وتمّ تطوير منظومة «إس 400» لكشف الأهداف من بُعد 600 كيلومتر وتدميرها، وهي تتميَّز بدقّتها وقدرتها على تدمير الصواريخ الباليستية وطائرات الشَبَح.
وتتكوَّن المنظومة من ثلاثة أجزاء، أولها 8 وحدات مُضادَّة للطائرات مُجهَّزة بـ12 منصّة إطلاق، والجزء الثاني يضمّ أنظمة القيادة والتوجيه والرادارات، والثالث يضمّ الدعم الفني والصيانة.
ويمكن إعداد المنظومة للإطلاق خلال خمس دقائق، وهي تحتاج إلى عشر ثوانٍ فقط لتُطلق صواريخها على الهدف بعد كشفه.
وتتميَّز المنظومة أيضاً بقابليّة إسقاط طيران وصواريخ على المدَيين المتوسّط والبعيد، وهي تُصيب الأهداف على بُعد 150 كيلومتراً، وعلى ارتفاع يتراوح بين 10 أمتار و17 كيلومتراً، وتستخدم أربعة صواريخ مختلفة المدى.
ومنذ توتر العلاقات الروسية التركية بعد العملية العسكرية للجيش العربي السوري في ريفي إدلب وحلب المدعومة من قبل روسيا والتي تم خلالها تحرير مساحات واسعة من الإرهابيين المدعومين من قبل النظام التركي ومقتل العشرات من الجنود الأتراك هناك، دخلت واشنطن على الخط في محاولة لتوتير العلاقات أكثر بين النظام التركي وروسيا عبر تصريحات إعلامية لمسؤوليها عن دعمها للنظام التركي في إدلب، وذلك في محاولة لإبعاد أنقرة عن موسكو وتوتير العلاقات أكثر بين الجانبين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن