رياضة

سكون غير مألوف

| محمود قرقورا

لم نكن لنتخيل أن العالم كله سيعلن الاستسلام داخل الميادين الخضراء، ولم نكن نتصور تحول صخب الملاعب وضجيجها إلى سكون غير مألوف، بسبب الفيروس اللعين الذي شلّ اللعبة الشعبية الأولى في العالم كرة القدم.
ونحن أصحاب مهنة المتاعب كنا نتلذذ يومياً بمتابعة الدوريات الأوروبية الكبرى وتحولاتها المثيرة كل جولة سواء، على صعيد الفرق أم اللاعبين أم المدربين وغيرها من التفاصيل الدقيقة.
مصير الدوريات الكبرى بات محط الهم والاهتمام ويبدو أن تأجيل النسخة السادسة عشرة لبطولة أمم أوروبا التي كانت مقررة خلال حزيران وتموز القادمين سيعطي فسحة أمل كبيرة لإنهاء الموسم بالطريقة التي تضمن العدالة للجميع وتقرب وجهات النظر حول المصير العادل للدوريات.
استئناف البطولات الأوروبية متوقع ولو تطلب ذلك العودة لبدء النشاط مع حلول شهر أيار، وستأخذ الأندية حينها القسط الكافي من الراحة كي تعد العدة تحضيراً للموسم التالي.
حالياً نعيش شللاً غير معتاد لأن التوقف لم يطل دوريات معينة بل انسحب إلى معظم دول الكون بشكل يتناسب مع رقعة انتشار وباء العصر كورونا.
المال لغة كرة القدم هذه الأيام بعد تحولها من لعبة شعبية يتابعها الصغير والكبير والغني والفقير إلى لعبة يحتاج متابعتها لدفع أموال طائلة فكيف الحال لممارسيها، والسبب المباشر الذي يجعل الاتحادات المحلية حريصة على استكمال الموسم الكروي رغماً عن أنف كورونا لتلافي الخسائر المادية التي يسيل لها اللعاب.
تقارير إنكليزية أشارت إلى أن عدم استكمال البريمرليغ سيكلف خسائر تزيد على 750 مليون جنيه أسترليني، ورئيس رابطة الدوري الإسباني أشار إلى أن عدم استكمال الليغا يتسبب بخسائر تقارب خمسة مليارات يورو، وليس غريباً نفور إدارة نادي هيرتا برلين الألماني من تأجيل مباراة ديربي برلين أمام الجار يونيون برلين بسبب خسارة ملايين اليورهات.
وما هو مهم أن استكمال الدوري من دون جمهور قد يكون حلاً مثالياً لنصف المعادلة، وهنا تضمن قنوات البث التلفزيوني حقوقها ولكن الأندية تخسر الملايين وقد تجد نفسها مضطرة لتعويض جماهيرها التي تشتري تذاكر موسمية.
ومع كل ذلك ما أجملها من تصريحات تخرج من أفواه مسؤولين ومدربين ولاعبين جوهرها: السلامة وضمان الصحة والعافية أهم من كرة القدم، تطبيقاً لحكمة الصحة تاج على رؤساء الأصحاء!
ونحن نضم صوتنا حيال هذه العبارات لأن كرة القدم تجمع ولا تفرق، تبني ولا تهدم ولكن ما هو مؤكد أن صخب الملاعب وضجيجها سيعود لا محالة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن