سورية

سورية وليبيا واليمن المصنفة عالمياً بـ«الأقل جاهزية» بسبب الحرب خالية من «كورونا»

| روسيا اليوم

مع تفشي فيروس كورونا في ربوع الشرق الأوسط، تبقى بعض دوله المصنفة عالمياً بين الأقل جاهزية للتعامل مع الأوبئة، خالية من أي إصابة، ما يطرح تساؤلات حول سبب هذا الوضع العجيب.
أعلنت حكومات الدول «الخالية من كورونا» وهي تضم سورية وليبيا واليمن، اتخاذ جملة من الإجراءات للوقائية من انتشار الفيروس، لكن إجراءات مماثلة بل أشد منها في دول ومناطق أخرى من العالم لم تمنع الفيروس الخبيث من التسلل عبر حدودها.
يقال إن سكان هذه الدول الذين يعيشون منذ نحو 9 سنوات معاناة نفسية وجسدية جمة بسبب الحروب التي تفترس ديارهم، اكتسبوا نوعا من «المناعة» تكيفهم مع تحديات صحية جديدة… لكن العراق أو أفغانستان أو الصومال التي لا يقل واقعها مأساوية من تلك الدول، لم تصمد أمام هجوم كورونا.
لا شك أن الحروب والأزمات المتراكمة أخرجت هذه الدول عن دائرة النشاط السياحي العالمي، الذي لعب على ما يبدو، دوراً كبيراً في تسهيل انتقال العدوى الكورونية عبر الحدود، لكن الحروب نفسها أتت ولا تزال تأتي إلى أراضيها بمقاتلين ومرتزقة من مختلف أنحاء العالم، بما قد يحملونه من مخاطر صحية فضلاً عن غيرها.
وينطبق ذلك بشكل خاص على سورية، التي اقتحم كورونا الدول المحاذية لحدودها، والتي دخلتها أعداد غير قليلة من الإيرانيين والعراقيين كزوار إلى المقدسات الدينية أو كمقاتلين في صفوف الفصائل الداعمة للجيش السوري، بعد أن ازداد عدد الإصابات بكورونا فيهما إلى درجة مخيفة، وقبل أن تتخذ دمشق أي إجراءات تقييدية على السفر إلى البلاد.
في حين أعلنت وزارة الصحة السورية الإثنين، إجراء فحوص مخبرية لـ103 أشخاص اشتبه بإصابتهم بكورونا، مؤكدة أن النتائج جاءت جميعها سلبية، بينما أكدت منظمة الصحة العالمية، من جهتها، عدم رصد أي حالة للإصابة بالفيروس الجديد، معربة مع ذلك عن قلقها إزاء الوضع في البلاد نظراً لأن «كل الدول المحيطة سجلت لديها حالات موثقة».
ولم تبدأ الصحة العالمية بعد بإجراء فحوص كورونا في سورية، وتستند في تصريحاتها إلى البيانات الحكومية الرسمية بشكل أساسي.
ويتحدث ناشطون عن إخفاء السلطات الأرقام الحقيقية للإصابات بكورونا في سورية وليببا واليمن، ويزعمون على سبيل المثال، وجود أكثر من 100 إصابة في سورية، بينهم إيرانيون وعراقيون، إضافة إلى عدة وفيات، دون تقديم أدلة مقنعة على مزاعمهم.
وفي ليبيا سجلت حالات اشتباه بكورونا، لكن تلتها تقارير تؤكد خلو العينات التي تم فحصها من الفيروس.
مع ارتفاع حصاد كورونا الرهيب بين إصابات ووفيات، يزداد في العالم أجمع إدراك حقيقة أن التغلب على الآفة يتطلب تضافراً للجهود وانتقالاً إلى تفكير جديد يتماشى مع مستوى التحدي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن