سورية

قائد عسكري: سيناريوهات الميدان جاهزة إذا بقي «M4» مغلقاً

| وكالات

أكّد قائد عسكري في ريف اللاذقية، أن الجيش العربي السوري وضع مخططات لسيناريوهات عسكرية في حال إخفاق المسار السياسي لتنفيذ «اتفاق موسكو»، ضمن المهل الزمنية المحددة، موضحاً أن إخفاق النظام التركي في تنفيذ الاتفاق وإبعاد الإرهابيين عن طريق اللاذقية -حلب الدولي المعروف بـ«أم 4»، سيعيد النشاط الميداني لثلاثة محاور قتالية.
وكالة «سبوتنيك» الروسية وفي تقريراً لها قالت: «تبدو مسافة 250 كم التي تفصل حلب عن اللاذقية بعيدة المنال في السياسة، وغير معبدة ميدانياً على عكس ما تسعى تركيا لتسويقه لدى روسيا على أنها الضامن الأول في تلك المنطقة».
واعتبرت الوكالة، أن الاتفاق السياسي الذي فرضه الرئيس فلاديمير بوتين أثناء لقائه رئيس النظام التركي رجب طيب اردوغان، في موسكو قبل نحو أسبوعين، لم ينجز بند فتح طريق حلب – اللاذقية إلا من طرف الدولة السورية.
ولفتت إلى أن تعنّت التنظيمات الإرهابية المسلحة متعددة الجنسيات المنتشرة على جانبي الطريق، يستدعي سيناريو شبيهاً بما جرى عليه الحال في رحلة فتح طريق حلب – دمشق الدولي وخاصة بعدما أعلنت التنظيمات الإرهابية المتشددة المصنفة ضمن لوائح الإرهاب، رفض التفاوض الذي وصفته بـ«المخزي»، وأبدت استعدادها لخوض جولة جديدة من ما أسمته «الجهاد»، منعاً لافتتاح المقطع الإستراتيجي من طريق اللاذقية – حلب الممتد من سراقب شرقاً، مروراً بمدن وبلدات النيرب وأريحا ومحمبل فـجسر الشغور، وصولاً إلى مناطق سيطرة الجيش العربي السوري بريف اللاذقية الشمال الغربي.
ونقلت الوكالة عن القائد العسكري في ريف اللاذقية، أن الجيش العربي السوري أبعد الحلول العسكرية في الوقت الراهن، وأوقف إجراءاته الهجومية بريف إدلب، بعدما اقتربت قواته المتقدمة من محور سهل الغاب نحو الحدود الجنوبية لمدينة أريحا، كما سجلت تلك المتقدمة من جبل الزاوية، تقدماً كبيراً على الاتجاه الجنوبي لمدينة جسر الشغور.
وأشار القائد العسكري، إلى أن المرحلة الحالية تتسم بالدقة التي تقتضي تغليب الحلول السياسية على الميدان، وترك المجال مفتوحاً لاختبار قدرة النظام التركي على إرضاخ المجموعات الإرهابية الموجودة على طريق اللاذقية – حلب، مشيراً إلى أن المنطقة هي الأكثر حساسية وتشهد وجوداً كثيفاً لتنظيمات إرهابية متعددة الجنسيات مدرجة على قوائم الإرهاب العالمي، وفي مقدمتها تنظيمات «جبهة النصرة» و«الحزب الإسلامي التركستاني»، و«حراس الدين» و«جماعة الألبان» و«أنصار التوحيد»، وتنظيمات أخرى أقل شأناً، موضحاً أن جميعها تتخذ من مدن جسر الشغور وأريحا وريفيهما مقرات لـ»إماراتها».
وحول البدائل المحتملة لفتح الطريق في ظل التعنّت الشديد لتنظيم «النصرة» وحلفائه، وخاصة بعد قيامه بتفجير الجسور على هذا الطريق، والاستمرار بإطلاق الصواريخ نحو قرى وبلدات منطقة سهل الغاب، أكد القائد العسكري، أن الحلول العسكرية حاضرة وأن هناك قراراً صارماً من القيادة بالرد على أي خرق مسلح بري أو صاروخي وخاصة في مناطق خطوط التماس عند جسر الشغور المتاخمة لريف اللاذقية.
وكشف القائد العسكري، أن الجيش العربي السوري وضع مخططاته لسيناريوهات عسكرية في حال إخفاق المسار السياسي، مشيراً إلى أن إخفاق النظام التركي ضمن المهل الزمنية المحددة، وفي حال استمر ذلك ولم يتم التسليم السلمي للطريق ومحيطه على مسافة 6 كم، وتسيير الدوريات المشتركة وإبعاد المسلحين نحو الحدود السورية التركية، فإن ثلاثة محاور ستعاود نشاطها الميداني.
وأوضح أن المخططات المعدة لأسوأ الاحتمالات، تعتمد على تقسيم الطريق إلى قطاعات 3 ساخنة، الأول عند الحدود الإدارية المشتركة بين حلب وإدلب عبر القوات المرابطة في مدينة سراقب، والثاني من جبل الزاوية باتجاه مدينة إريحا جنوب إدلب، أريحا، في حين الثالث «من ريف اللاذقية نزولاُ نحو منطقتي بداما وجسر الشغور، كما تبقى بعض محاور سهل الغاب مرتبطة بمسير العملية».
وبين القائد العسكري أن خروقات الإرهابيين ما زالت موجودة وبوتائر محدودة، منوهاً إلى وجود محاولات مستمرة لاستهداف محيط مدينتي القرداحة وجبلة في ريف اللاذقية بالصواريخ، وكان آخرها قبل يومين عبر إطلاق رشقات صاروخية من تلال كباني.
وأوضح، أن هذه الهجمات لاقت رداً فورياً على مصدر الإطلاق، كون المنطقة تخضع لسيطرة خالصة للتنظيمات الإرهابية، وانسجاماً مع الأوامر الصارمة بالرد الفوري والحاسم على أي خروقات رغم قرار وقف إطلاق النار في المنطقة.
وتنتشر وحدات الجيش العربي السوري في الوقت الراهن على التلال المطلة على طريق اللاذقية – حلب، وذلك بعدما أزالت حواجزها عن الطريق قبل أيام، وساعدت في تأمين الحماية للورشات التي تعمل على إعادة تأهيل محاوره وجسوره خوفاً من استهدافها من بعض المناطق القريبة التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن