سورية

القمة الرباعية رحبت باتفاق وقف إطلاق النار … «الغارديان»: بوتين أذلّ أردوغان بشكل كبير بشأن إدلب … واشنطن حاولت التأجيج بين روسيا وأنقرة على خلفية «إس400»!

| وكالات

بينما رحّب المشاركون في القمة الرباعية التي جمعته مع قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا، باتفاق وقف إطلاق النار في إدلب، اعتبرت صحيفة «الغارديان» البريطانية، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أذل بشكل كبير رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان أثناء محادثاته معه مؤخراً حول المحافظة، مما دفع الأخير للالتفاف على الغرب لابتزازهم بخصوص اللاجئين السوريين.
«الغارديان» وفي تقرير لها أورده موقع قناة «العربية» المملوكة للنظام السعودي أمس، قالت: إن بوتين قام بإذلال أردوغان بشكل غير مسبوق ولم يحصل منه سوى على القليل، وهو ما دفع بأردوغان إلى الالتفات إلى أوروبا، وابتزازها باللاجئين السوريين من أجل الحصول على المال.
وأشار التقرير إلى أن تركيا ضغطت على القادة الأوروبيين لتقديم تعهدات مالية جديدة لمنع عشرات الآلاف من اللاجئين من مغادرة البلاد، ومحاولة الوصول إلى أوروبا وسط هجوم روسي سوري شمال غرب سورية، لافتاً إلى أنه وبعد القصف المكثف من قبل الجيش العربي السوري والقوات الروسية على مواقع الإرهابيين في محافظة إدلب الشهر الماضي، شجع أردوغان آلاف اللاجئين في بلاده على المضي قدماً نحو الجزر اليونانية والبلطيق، في تكرار للموجة التي حدثت في أوروبا في عام 2015.
وأوضح التقرير أن الاتهامات وجهت إلى أردوغان باستخدام اللاجئين كوسيلة لابتزاز أوروبا لانتزاع المزيد من المال منها.
وقال: إن أردوغان تعرض للإذلال إلى حد كبير من قبل بوتين، الذي رفض تقديم تنازلات في سعيه لطرد التنظيمات الإرهابية من إدلب، موضحاً أنه وفي 5 الشهر الجاري، طار أردوغان إلى موسكو في محاولة للحصول على تنازلات، لكنه لم يغادر إلا بوقف محدود لإطلاق النار.
والتقى أردوغان مسؤولين في الاتحاد الأوروبي ببروكسل في 9 من الشهر ذاته لمناقشة مطالبه بالمزيد من المال في بروكسل، ولكن لم يتم التوصل إلى تسوية.
في غضون ذلك، أعلنت الحكومة البريطانية في بيان نقلته وكالة «الأناضول» ترحيب المشاركين في القمة الرباعية التي جمعت أول من أمس، أردوغان والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عبر دائرة تلفزيونية مغلقة استمرت 75 دقيقة، باتفاق وقف إطلاق النار في إدلب.
وفي مؤشر على امتعاضهم من دحر أدواتهم الإرهابية في إدلب، أدان الزعماء الأربعة في القمة، بحسب البيان، ما سموه هجمات الجيش العربي السوري وداعميه، زاعمين أنها تسببت بحدوث أزمة إنسانية ونزوح جماعي داخلي وخارجي للسكان في البلاد!
وأشار البيان إلى أن الزعماء تناولوا خلال القمة ملفات دولية عديدة، مثل سبل التعاون والتحرك المشترك لمواجهة فيروس كورونا، وسبل حل الأزمة السورية، وطرق إيصال المساعدات الإنسانية إلى إدلب، وأزمة طالبي اللجوء، والمستجدات الأخيرة في ليبيا، وعلاقات النظام التركي مع الاتحاد الأوروبي.
مواقع إلكترونية معارضة من جهتها نقلت، أمس، عن ميركل قولها في مؤتمر صحفي بالعاصمة الألمانية برلين عقب القمة: «لقد كانت قمة مفيدة للغاية، تناولنا فيها كيفية مساعدة الوضع الإنساني بإدلب، سنرسل 125 مليون يورو للمنطقة، فمن المهم وصول هذا المبلغ في الوقت الراهن».
وأعربت ميركل عن ترحيبها بقرار وقف إطلاق النار المؤقت بإدلب، مشيرة إلى أن المشاركين في القمة أبدوا حرصهم على مواصلة مساعيهم من أجل المزيد من الدفع للعملية السياسية برمتها في سورية، حسب زعمها.
على خط مواز، حاول أردوغان كعادته، استغلال الوضع الإنساني الذي تسبب به في المحافظة من خلال دعمه للإرهاب، وقال في «تغريدة» له عقب القمة، نقلتها وكالة «الأناضول»: أن «القمة شكلت فرصة لإجراء تقييم شامل للعديد من الملفات، انطلاقاً من مكافحة فيروس كورونا، إلى الوضع الإنساني في إدلب، وسبل حل الأزمة السورية، والمستجدات الأخيرة في ليبيا، مروراً بمسألة طالبي اللجوء إلى العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي».
وأضاف: «سنفعّل بشكل أكبر آليات التعاون والدبلوماسية، وسنواصل العمل بكل عزيمة من أجل إيجاد حلول لمشاكلنا بأسرع وقت».
وبعد ساعات من تصريحات أردوغان، حاولت واشنطن تأجيج التوتر بين روسيا والنظام التركي، وخاصة أن الحديث الآن يدور عن احتمال حصول اتفاق لتسليم منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس 400» إلى تركيا، حيث اتهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في مؤتمر صحفي عقده في مبنى الخارجية الأميركية، بحسب «الأناضول»، روسيا بأنه تقف خلف مقتل عشرات الجنود الأتراك في إدلب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن