سورية

تقرير يتحدّث عن فشل الضغط الأميركي في منع التطبيع العربي مع سورية

| الوطن

فشل الضغط الأميركي في منع دول عربية من تطبيع علاقاتها مع سورية، إذ أعيد فتح السفارتين الإماراتية والبحرينية بدمشق، واستأنفت الكثير من الدول رحلاتها الجوية إليها، وأقامت أكثر من نصف تلك الدول علاقات دبلوماسية أو خطوط تواصل معها، وفق موقع «العربي الجديد» الإلكتروني القطري الداعم للتنظيمات الإرهابية والمعارضات.
وأشار الموقع في تقرير له بشأن العلاقات السورية – العربية إلى أن صمت جامعة الدول العربية حيال ما يجري في إدلب على وقع الاشتباك الروسي-التركي في سورية خلال الأسابيع الماضية، كان مدوياً، معتبراً أن ذلك يعكس ليس فقط المسار الانحداري لهذا الدور العربي، منذ العام 2014، بل محاولة ضمنية للعودة إلى لعب دور ما في سورية عبر الرهان على روسيا لتحجيم النفوذ التركي.
ولفت إلى أنه بعد محاولات جامعة الدول العربية لإخراج سورية من نفق الحرب عامي 2011-2012، تبلورت عوامل رئيسة مهدت لتراجع النفوذ العربي، لا سيما صعود تنظيم داعش الإرهابي في العام 2014، وتوسع التدخل الدولي في سورية والخلافات العربية حول صعود دور «الإسلاميين».
وأشار الموقع إلى تبدد النفوذ العربي بشكل كامل مع إغلاق الجبهتين الشمالية والجنوبية في الحرب الدائرة في سورية عام 2017.
وأوضح، أن التوسع الجغرافي لمناطق سيطرة الجيش العربي السوري فرض على الأنظمة العربية الاكتفاء بالمراقبة، أو الاختيار بين مقاربة من اثنتين: المقاربة الروسية التي تشجع على الانخراط مع دمشق، والمقاربة الأميركية التي تفرض عقوبات على الدولة السورية وتحظر التعامل معها.
واعتبر الموقع أنه ضمن هذه المظلة الدولية، هناك ثلاثة دوافع تُحرك مواقف الدول العربية المؤيدة لعودة سورية إلى جامعة الدول العربية، الأول: عدم الثقة تجاه الإسلاميين في بلادهم، وذلك يشمل مصر والجزائر والإمارات وفلسطين، والثاني: العوامل المؤثرة في السياسة الخارجية، مثلما هو الحال مع النفوذ الإيراني في لبنان والعراق. والثالث: إبعاد دمشق عن طهران، وهي مقاربة تدعمها كل من السعودية والبحرين.
ولفت الموقع إلى أن العام 2018 شهد أول محاولة لإعادة سورية إلى جامعة الدول العربية، عبر مبادرة روسية تضمّنت دفع مسارات الحل السياسي وإعادة الإعمار وعودة المهجرين.
وأوضح، أن البداية كانت مع إعادة فتح معبر نصيب على الحدود السورية-الأردنية في تشرين الأول 2018 ، لافتاً إلى أن بعض الدول الخليجية رأت حينها في المبادرة الروسية فرصة لحجز مقعد على طاولة الحل السوري، لكن واشنطن رمت بثقلها لإجهاض هذه المبادرة، عبر الضغط على الدول الخليجية لعدم الانخراط مع دمشق، وعبر فرض عقوبات متتالية على روسيا وإيران، لافتاً إلى أن هذا الضغط الأميركي نجح حينها في فرملة الانفتاح الخليجي والعربي على دمشق.
لكن الموقع بين أن هذا الضغط الأميركي لم يمنع تطبيع الدول العربية الضمني مع سورية خلال العامين الأخيرين، فأعيد فتح السفارتين الإماراتية والبحرينية في دمشق نهاية كانون الأول 2018، واستأنفت الكثير من الدول العربية رحلاتها الجوية مع سورية، ولدى أكثر من نصف الدول العربية نوع من التمثيل الدبلوماسي في دمشق، أو خطوط تواصل مع الحكومة السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن