رياضة

صفحة الماضي لم تطوَ كاملة في نادي الاتحاد … جهاز فني جديد والصراع مستمر

| حلب – فارس نجيب آغا

استغلت إدارة نادي الاتحاد فترة التوقف الحالية للنشاط الرياضي وسارعت لاتخاذ عدة قرارات مهمة بما يخص وضع فريق رجال كرة القدم بعد النتائج المتراجعة التي حصلت في المراحل الأخيرة من عمر بطولة الدوري الممتاز، حيث كان لابد من التحرك وتدارك الموقف قبل تفاقمه ولعل عملية فسخ العقد مع المدرب التونسي قيس اليعقوبي بالتراضي لم تعجب الكثير من الجماهير الاتحادية، لكن القريب من الحدث يعي تماماً أن اليعقوبي لم يستطع تقديم شيء للفريق اللهم إلا الكلام المعسول والتصريحات الرنانة التي لم تفد في شيء مع انشغاله بقضايا جانبية ومعاملته غير اللائقة للاعبيه واتهامه بقصص معيبة لا يمكن لأحد تصديقها، وهو ذات الشيء الذي فعله تماماً عندما كلف بالإشراف على فريق الوحدات الأردني الموسم الماضي.
ولكن الحق لا يقع عليه بكل تأكيد بل على من تركه يعمل دون محاسبة وفي النهاية كان مصيره الرحيل، وهو ما توقعه أغلبية العالمين ببواطن الأمور نظراً لعدم امتلاكه عقلية احترافية بالتعامل مع اللاعبين وتكرار عمليات خروجه عن النص عبر كلمات معيبة طالت كل من عمل معه وحتى الجماهير وسجلت من خلف الكواليس، فيما لعب على وتر الإعلام بشكل جيد والتواصل مع البعض عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي مستغلاً طيبتهم بكلمات منمقة فيها الكثير من التحريض والمؤسف أن عملية استقدامه لم تأخذ حيزاً جيداً من الدراسة والتفكير واعتمدت على توصيات، فيما هو مدرب عادي لا يملك سيرة ذاتية يمكن التوقف حيالها وخلو سجله من أي إنجاز، ونرى أن التعاقد معه كان خطأ فادحاً مع هدر عشرات الملايين على مدرب متواضع جداً ونعتقد أن مدربينا الوطنيين أحسن منه بكثير وهو ما تبين وبكل أمانة.
قصة ذلك المدرب طويت صفحتها وتبين أنها تجربة مريرة لم تخدم الاتحاد بشيء لا فنياً ولا بدنياً ولا تكتيكياً وخاصة أن الفريق ظهر بصورة مريبة لم تُشعر المتابع جدية منافسته على اللقب وهو دليل سوء التحضير وعدم تمكن المدرب من السيطرة على غرفة الملابس التي كانت تعج بالمشاكل، وهذا سبب رئيسي في تراجع النتائج.
مجلس الإدارة وبعد مشاورات كثيرة ولعدة أيام وصل لقرار نهائي من خلال تسمية جهاز فني جديد بغية استكمال ما تبقى من بطولة الدوري الممتاز ومسابقة كأس الجمهورية التي بات الاتحاد يعول عليها كثيراً كونها المتبقية له هذا الموسم بعد اتساع الفارق النقطي مع المتصدر تشرين.

العقيل والبناي
أواخر الأسبوع الماضي شهد اجتماعاً عاجلاً لمجلس الإدارة بعد تبلور الصورة النهائية بين جميع الأطراف وتم الاتفاق على تعيين محمد عقيل مدرباً والدكتور طارق البناي مدرباً للياقة البدنية، والأخير له اسمه وحضوره ويمتلك الكثير من العلم والمعرفة وله مؤلفات تعتبر مرجعيات لدى جميع المدربين على مستوى الوطن العربي والتعاقد معه مكسب كبير لكرة الاتحاد التي سيكون هو من أهم عوامل النجاح.
على الطرف الآخر أحد أعضاء مجلس الإدارة كان قد طرح من جانبه التعاقد مع المدرب مهند البوشي وسرب الخبر للجماهير على أمل وضع بقية المجلس تحت الضغط في موقف غير لائق ولا يعبر عن نضج وثقافة كروية وهو أمر مرفوض أن يتم اللجوء لهذه الطريقة في هذا الوقت بالذات خاصة أن هناك حملة يقودها بعض ممن فشلوا بالانتخابات ضد المجلس الحالي لم تؤت ثمارها رغم كمية الضخ وحالة الاستجداء التي تم اتباعها أثناء تواجدهم في دمشق، وهم مجربون بدورات سابقة حيث خرجوا بقرار حل لمجلس إدارتهم حينها نتيجة التراكمات التي لحقت بهم وهمهم الآن ينحصر بالهرولة لحجز كرسي مجدداً في ظل وجود شركة داعمة ويعتقدون أن هناك عوائد مادية وفائدة لمن يعمل وهو كلام غير منطقي لأن الشركة لا تدفع لصندوق النادي بل تدفع لأصحاب العلاقة بشكل مباشر أي بالعربي الفصيح لا يوجد أي منفعة لمجلس الإدارة الحالي.

صراع الأبناء
حالة الإعلان عن المدرب محمد عقيل شهدت هرجاً ومرجاً على منصات المواقع مع انحدار أخلاقي غير مسبوق لفئة لا تملك أي ثقافة تعبير بديلة سوى القدح والذم وتناول أعراض الناس، وهو شيء بات يتفاقم أكثر فأكثر بالوسط الرياضي، لذلك يجب أخذ ذلك على محمل الجد: لن ينصلح نادي الاتحاد في ظل حالة القطيعة ورمي الاتهامات ونشر الغسيل بين أبناء النادي ورفض الطرف الخاسر مد يده والتعاون مع من فاز بالانتخابات، بل نرى العكس تماماً عبر تأجيج الصراع وتحريك الجماهير بصورة قبيحة تعبر عما يجول بداخلهم من انعدام لأبسط معاني الثقافة وهم يخرجون على شاشات التلفزة ويذرفون الدموع في عملية مبطنة رخيصة للبيع والشراء لا تحتاج لمن يكشف عنها اللثام عن فئة تدعي الفهم والمعرفة وتنصب نفسها على أنها من زمرة الخبراء وهي لم تتدرج في العمل الفني ولم تضع قدمها بعد، فهل هؤلاء قادرون بالفعل على إدارة هذا النادي أم تبدو عملية استعطاف فقط الغاية منها كسب ود الجماهير وقلب المعايير؟
خلاصة الكلام: معضلة نادي الاتحاد هي فقدان الثقة والمحبة بين الأغلبية واستبدالها بالضغينة والحقد والسعي بكل قوة لتأليف قصص غير موجودة وكله تحت أحجية النادي ومحبته، في حين الحقيقة هؤلاء يلهثون خلف مصالحهم مع استمرار عمليات التحريض والفتن وخلق النزاعات دون ترجيح العقل والالتفاف حول النادي وفريق كرة القدم مع فئة جماهيرية باتت مسيرة خلف مجموعة من اللاعبين السابقين تعمل بحسب رغباتهم ومصالحهم من خلال اعتماد أسلوب القذف والشتم فقط.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن