سورية

اعتبر أن الصين قدمت أنموذجاً في التعاون الدولي في حين أميركا أنموذج في الاستمرار بالمشروع الاستعماري … مرعي: لصياغة نظام عالمي يقوم على التعاون وليس الحرب

| موفق محمد

دعا عضو مجلس الشعب أحمد مرعي دول العالم إلى صياغة نظام عالمي جديد، يقوم على التعاون والمساعدة وليس الحرب، بعد مواصلة أميركا ودول غربية أخرى إجراءاتها القسرية أحادية ضد سورية وغيرها من الدول رغم انتشار فايروس «كورونا»، مشيداً بالخلفية الأيديولوجية التعاونية للصين، وبنفس الوقت ندد بمواصلة أميركا لأيديولوجيتها الاستعمارية عبر زيادة الضغوط على الدول لإجبارها على تقديم تنازلات سياسية.
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال مرعي المحاضر في القانون الدولي في جامعة دمشق: «ما يجري اليوم من استغلال أميركي لما يجري في إيران وسورية تحديداً، والبلدان التي تتعرض لحصار هو تأكيد على أن أميركا لم تغادر عقلية التصرف بشكل أحادي رغم أن «كورونا» لا يهدد فقط إيران وسورية والدول التي تعمل على تحصين سيادتها واستقلالية قرارها».
وأوضح مرعي، أن «كورونا اليوم يهدد جميع الدول وأميركا تعتمد عقلية «اجعل أميركا قوية مجدداً» وهذه العقلية اليوم أمام اختبار حقيقي وامتحان، بمعنى: هل تستطيع أميركا الاستمرار بهذه العقلية الفكرية التي تنطلق فقط من الاهتمام بشؤونها والهجوم على الدول الأخرى من خلال نظرة استعمارية كما حصل مع سورية وكذلك كما حصل من عملية احتكار الدواء الألماني الذي قالوا إنهم باتوا على وشك صناعته؟».
واعتبر مرعي أنه ولذلك «حتى النظام الدولي اليوم أمام اختبار، فلا يمكن الاستمرار بهذه النظام الدولي ولا يمكن الاستمرار بالعلاقات الدولية على أساس الانقسام وعدم التعاون والمطلوب اليوم أمام حالة «الكورونا» المزيد من التعاون وليس الانكفاء إلى الداخل ومواصلة العدوان على الدول التي تحمل مشروعاً استقلالياً».
وبعد أن أوضح مرعي، أن ميثاق منظمة الصحة العالمية يعتمد أولاً الوقاية والعلاج، أعرب عن أسفه لأن المنظمة حتى اللحظة لم تستطع دفع أميركا للتعاون من أجل وقف انتشار هذا الخطر أو الوباء الذي يهدد كل العالم وليس إيران أو سورية فقط، مشيراً إلى أن هذا الخطر ليس بحاجة إلى جواز سفر وليس مهاجراً غير شرعي يستطيع دونالد ترامب منعه من الدخول إلى أميركا.
وشدد مرعي على أن ما يجري يضعنا أمام ضرورة «صياغة نظام دولي جديد وعلاقات دولية جديدة تقوم على أساس التعاون والمصلحة المشتركة وليس على أساس العدوان والاستمرار بالإجراءات القسرية أحادية الجانب»، معتبراً أن «كورونا» اليوم وضع أميركا وفكرها وعقليتها على المحك لأنها لا يمكن أن تستمر بهذه العقلية.
وأضاف: «يفترض أن تجتمع الدول وتعمل على وضع صيغة لنظام دولي جديد يقوم على أساس التعاون وضمان الأمن الصحي العالمي لكل الدول وهو أمر يتطلب التعاون والمساعدة وليس الحرب كما تقوم به أميركا اتجاه إيران وسورية حاليا».
ولفت مرعي إلى ضرورة تعديل ميثاق منظمة الصحة العالمية حيث لا يقتصر على التعليمات الوقائية فقط وإنما أن يقف ضد كل دولة تمنع تقديم المساعدة للدول الأخرى وتزيد العقوبات عليها لأن مسألة منع المساعدة ترتقي إلى جريمة حرب.
وطالب مرعي الجمعية العامة بالمسارعة إلى عقد اجتماع طارئ، لأنه في الجمعية العامة تمثل جميع الدول سواء كانت صغيرة أم كبيرة وتتفق جميعها على صياغة نظام قانوني جديد يضمن مساعدة وتكاتف جميع الدول مع بعضها البعض وعدم انفراد أي دولة بدولة أخرى وفرض إجراءات قسرية ضدها، معتبراً أن جميع الدول اليوم بحاجة إلى صيانة وتحصين النظام الصحي العالمي في مواجهة أي خطر يهدد البشرية.
ورداً على سؤال حول مبادرة الصين بالتأكيد على استعدادها لمساعدة الدول التي انتشر فيها الفايروس، بعد تطويقها لانتشاره في البلاد، على حين تقوم أميركا بأمر معاكس، قال مرعي: «هذا يرتبط بالخلفية الأيديولوجية لكل من الصين وأميركا، فبالنسبة للصين الخلفية الأيديولوجية هي خلفية تعاونية بمعنى أنها استطاعت أن تواجه هذا الوباء، وأبدت استعدادها لمساعدة كل الدول التي تتعرض لهذا الخطر، في حين أن أميركا لا تزال تنطلق في سياستها وتصرفاتها وممارستها من خلفية أيديولوجية استعمارية وتزيد الضغط على الدول لدفعها للجلوس على الطاولة وتحصيل تنازلات سياسية منها في ملفات تشكل إشكالية في العلاقة بين البلدين».
وأضاف: «الصين تقدم اليوم أنموذجاً في التعاون الدولي في حين أميركا تقدم أنموذجاً في الاستمرار في المشروع الاستعماري».
ولفت مرعي إلى أنه رغم أن «كورونا» يمثل وباء عالميا يشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين إلا أنه حتى اللحظة لم تتحرك أي من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن ما عدا الصين باتجاه أي مبادرة تدعو فيها إلى مواجهة هذا الخطر الذي يهدد السلم والأمن الدوليين.
وأضاف: «إذا لم تفعل (تلك الدول) فهذا يضع منظومة المؤسسات الدولية في خطر الانهيار والاندثار ويؤكد أن المؤسسات الدولية أمام تحدي استمرارها، ويجب الذهاب باتجاه بناء منظومة أكثر تحملاً للمسؤوليات الدولية ومواجهة الأخطار العالمية المشتركة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن