سورية

تجاهل دعم دول عربية للإرهابيين وانجرارها وراء سيّدها الأميركي … أبو الغيط: يجب إسكات المدافع في سورية واليمن وليبيا!

| الوطن- وكالات

دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إلى وقف القتال على كافة الجبهات العربية المشتعلة، وناشد بإسكات المدافع ووقف ما سماه «الصراعات» في سورية واليمن وليبيا، دون أن يعترف بأن تلك الدول تتعرض لعدوان إرهابي خارجي عربي رجعي وغربي استعماري، هدفه تدمير تلك الدول وسرقة خيراتها، وجرها إلى الصف الصهيو-أميركي، والذي لطالما كانت دائماً مناهضة له.
أبو الغيط وفي رسالة بمناسبة الذكرى الـ75 لإنشاء الجامعة العربية، نقلتها «سبوتنيك» أمس تناسى أن تلك الجامعة هي من عملت وبضغط أميركي عبر ممالك الرمال في الخليج العربي (السعودية وقطر) على تعليق عضوية سورية فيها وهي من الدول الرئيسة المؤسسة للجامعة.
أبو الغيط الذي دعا في رسالته إلى أهمية وجود وقفة صادقة مع النفس، لم يتجرأ على قول الحقيقة التي أوصلت الأوضاع في سورية وليبيا واليمن إلى ما هم عليه الآن، وبأن دول الرجعية العربية هي من جندت الإرهابيين وأرسلتهم إلى سورية بمساعدة النظام التركي، خدمة لسيدهم الأميركي، وبأن تلك الدول أنفقت مليارات الدولارات من أجل إسقاط سورية وتفتيتها، وفشلت، وهو الأمر الذي أكده رئيس وزراء وزير خارجيّة قطر السابق حمد بن جاسم آل ثاني عام 2017.
وأكد أبو الغيط، أن الدول العربية لن تقوى على مواجهة المخاطر التي تتعرض لها الأمة العربية بشكل فردي، وأن بعض هذه الأزمات، وبالذات في سورية واليمن، كانت له كُلفته الإنسانية الهائلة، وفي سورية على وجه الخصوص، أجمع الكثيرون على أن البلاد تواجه أخطر أزمة لجوء منذ الحرب العالمية الثانية مع وجود نحو نصف السكان بين أماكن اللجوء والنزوح.
اللهجة التي تحدث بها أبو الغيط تأتي في وقت تتوالى فيه انتصارات الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب ودول التآمر العالمي، وإعادة الأمن والأمان وسيادة الدولة إلى الأغلبية العظمى من تراب سورية.
وأشار أبو الغيط إلى أنه لا ينبغي أن يُنسينا الوباء الحالي (فايروس كورونا) أن أهلنا في اليمن يُعانون بالفعل، ومنذ ثلاثة أعوام، من تفشي وباء الملاريا الذي تجاوز عدد المصابين به نحو 116 ألفاً حتى تشرين الأول الماضي، دون أن يذكر أن سبب ذلك عدوان التحالف السعودي.
وأضاف: إن «الأزمة التي تواجه العالم ستضغط على جميع الموارد المتاحة، وستحتل مواجهة الجائحة الأولوية المطلقة بين برامج المساعدات، بما يُرتّب معاناة أكبر على الجماعات التي تُعاني بالفعل من أزمات إنسانية، واللاجئين والنازحين والفئات الأضعف».
واعتبر أبو الغيط أن تأسيس الجامعة العربية قبل 75 عاماً كان «قراراً تاريخياً بتأسيس بيت جامع يضمهم في رحابه، ونظام مؤسسي يُترجم الرابطة الحضارية التي يشعرون بها إزاء بعضهم البعض.. تلك هي الجامعة العربية التي جسدت وعياً جديداً سرى في أوصال هذه الأمة من أقصاها إلى أقصاها بأن لسانها عربيٌ، وثقافتها عربية، وشعورها وضميرها ووجدانها عربي»، مغمضاً عينيه عن الحقيقة والحال المزري الذي وصلت إليه الجامعة من تشرذم بعد تعليق عضوية سورية، وخضوع أغلبية دولها خاصة الخليجية للقرار الأميركي، حتى باتت قراراتها تعبر عن رغبة سيدهم في البيت الأبيض.
أبو الغيط تجاهل حال الأمة المتدهور نتيجة تآمر بعض الدول العربية على سورية وليبيا واليمن، مؤكداً أنه «لن يستطيع العرب اللحاق بالعصر وحماية مقدراتهم المادية والبشرية – وهي أكثر مما نتصور- إلا لو اقتنعوا بأن أمنهم القومي هو وحدة واحدة، وكلٌ لا يتجزأ، من هُرمز إلى جبل طارق، ومن النيل إلى الجولان».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن