سورية

بعد عشر سنوات.. «الربيع العربي» كان مسرحاً لـ«تضليل إعلامي» وكذبة.. أكبرها في سورية

| وكالات

تحوّل الفضاء الافتراضي منذ بداية اندلاع ما سمي بـ«الربيع العربي» في 2011، إلى مسرح صراع بين «المعارضة» عبر الإنترنت والسلطات، ما ساهم في ظهور «تضليل إعلامي» وكذب كبير خصوصاً فيما يتعلق والأحداث في سورية، وفق ما ذكرت وكالة «أ ف ب» في تقرير لها.
وجاء في التقرير: يبقى أحد أكبر خبر مضلل خلال مطلع الاحتجاجات في العام 2011، ذاك الذي تم تناقله عن «فتاة دمشق المثلية»، وفق ما يروي الباحث إيف غونزالس كيخانو.
وكانت أمينة عبد الله عراف تقدم نفسها على أنها أميركية- سورية مثلية وناشطة شابة، وأنشأت مدونة بهذا المسمى تابعها الآلاف من الأشخاص.
لكن أمينة اختفت فجأة بعد ذلك وتم تداول خبر «اختطافها» في دمشق وأثار ذلك مخاوف كبيرة لدى متابعيها وتم إطلاق تعبئة دولية من منظمات غير حكومية لإنقاذها من بين أيدي السلطات السورية، حسب التقرير.
لكن عمليات تقصي الحقائق عن الخبر أماطت اللثام عن كذبة كبيرة، فقد تم اكتشاف أن المدونة التي أصبحت «أيقونة الحراك الديمقراطي» ليست سوى رجل أميركي (40 عاماً) ملتح يدعى طوم ماكمستر كان طالباً حينها في اسكتلندا وينشر محاولات في الكتابة.
ويوضح كيخانو «تبدو المسألة مضحكة اليوم، لأننا اعتدنا ألا نصدق هذا النمط من الفبركة، لكن لم يكن التشكيك قائماً في تلك الفترة كما هو اليوم».
وتتذكر الناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي هويدة أنور ليلة هروب الرئيس التونسي الأسبق الراحل زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني 2011، وتقول وفقاً للوكالة «كانت ليلة مروعة ومؤلمة» مع انتشار الشائعات وأخبار كاذبة عن اغتصابات وقتل جماعي. «خلق كل هذا حالة من الهلع والهستيريا» على شبكات التواصل الاجتماعي.
وتوضح «لقد لجأ الناس آنذاك إلى الإنترنت هروباً من الأخبار الرسمية التي تبثها وسائل الإعلام تحت ضغط رقابة الحكومات، لكن مواقع التواصل الاجتماعي على غرار «فيسبوك» و«تويتر» بدأت تشهد ظهور التضليل الرقمي عبر نشر أخبار زائفة أو غير دقيقة».
واعتبر الصحفي والباحث حكيم باللطيفة أن الوضع الدولي «كان ملائماً لانتشار الأخبار الزائفة».
وعلّل ذلك في مقال نشره في مجلة «ذي كونفرسيشن» بأن «الأخبار المضللة تتغذى من غياب الثقة» إزاء وسائل الإعلام التقليدية التي تخضع لرقابة الدول العربية» التي «تخفي الحقيقة وتبقي الشعوب داخل العتمة والجهل».
وأنشئت منصات افتراضية للحوار والنقاش على غرار موقع «بنية تونسية» الذي أدارته المدونة التونسية الراحلة لينا بن مهني لتقديم أخبار تحرج السلطة ما ساهم في تغذية الحراك الشعبي في تونس والدفاع عن أطروحات مناهضة للنظام.
لكن وفي تقدير كيخانو، فإن الأخبار المضللة جعلت النشاط الإلكتروني يفقد مصداقيته.
ويقول الباحث: «لم يتوقف توظيفها والتلاعب بها من قوى سياسية أكثر تنظيماً من النشطاء في الميدان».
وبعد عشر سنوات على «الربيع العربي»، زادت طفرة المعلومات والصور من تضخيم الأخبار الكاذبة.
وأطلقت في مواجهتها حملات توعية، وأنشئت منصات لتقصي صحة الأخبار، وذلك بهدف الحد من هذه الظاهرة، كما وضعت قوانين وتشريعات في عدد من الدول تعاقب التجاوزات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن