شؤون محلية

مشفى تشرين الجامعي.. معاناة من نقص الكوادر التمريضية والطبية

اللاذقية – نهى شيخ سليمان :

بعد انتظار طويل تجاوز 30 عاماً تم وضع مشفى تشرين الجامعي باللاذقية في الخدمة حيث كانت المباشرة في التنفيذ عام 1983 وتم الافتتاح نهاية العام الماضي ليتم من خلاله تقديم الخدمات المجانية للمواطنين في جميع الاختصاصات، إلا أنه منذ افتتاح المشفى وهو يعاني قلة الكوادر التمريضية، هذه القلة التي عكست وما زالت تعكس آثارها السلبية على الكوادر العاملة التي تتحمّل ضغطاً كبيراً نتيجة النقص الحاصل، وأمام هذا الوضع تستغرب الكوادر التمريضية القائمة على رأس عملها عدم وجود تعيينات جديدة لكوادر تمريضية ترفد الكوادر الموجودة لتكون عوناً لها، وخاصة أن نسبة كبيرة من الشباب لا عمل لها وهي في حالة ترقب دائم لتأمين فرصة عمل مأمولة.
وفي حديث للوطن مع مدير مشفى تشرين الجامعي الدكتور منير عثمان حول موضوع النقص الحاصل في الكوادر التمريضية وإمكانية معالجته أكد بدوره قائلاً: طموحاتنا بالعمل كإدارة مشفى أكبر مما هي عليه حالياً بكثير، إلا أن وجود بعض المعاناة يعوق ذلك، وخاصة نقص الكادر التمريضي، وكذلك النقص الحاصل في الاختصاصات الطبية، فالاختصاصات الموجودة حالياً على رأس العمل محدودة جداً مقارنة بالحاجة الماسة لوجود 27 غرفة عمليات باختصاصات مختلفة وعلى رأسها جراحة القلب، وأضاف د. عثمان أنه وإضافة لنقص الكوادر التمريضية والاختصاصات الطبية هناك معاناة من بعض البيروقراطية من حيث تأمين المستلزمات الطبية التي تتطلب المناقصات بسبب كلفتها الباهظة، وخاصة أن المشفى قد أقلع حديثاً والمناقصات لا يتقدم لها أحد بسبب عدم استقرار الصرف وارتباطه بالدولار، إلا أننا كإدارة مشفى نبذل كل الجهود الممكنة لتأمين المستلزمات اللازمة.
ورأى د. عثمان أن نقص الكوادر التمريضية يعود لإغلاق مدرسة التمريض منذ عام 2010، علماً أن جميع خريجي مدارس التمريض التابعة لوزارة التعليم العالي قد تم تعيينهم، وأمام هذا الوضع نقترح ضرورة إعادة النظر لفتح مدرسة التمريض من جديد ليتم رفد المشافي بكوادر شابة تستطيع تقديم الخدمات باستمرار، وخاصة أن كلية التمريض لا تفي بالحاجة ولا يمكنها أن تحل محل المدرسة، لافتاً أن كلية التمريض لم يتم إغلاقها إلا في اللاذقية دون معرفة السبب.
وفي جولة للوطن ضمن المشفى لوحظ وجود إقبال كبير على كل الأقسام ومنها قسم أو شعبة المعالجة الفيزيائية التي تستقبل العسكريين والمدنيين، والتي أفاد عنها رئيس الشعبة الدكتور ياسر جراد بأنها تعتبر من أولى الشعب التي افتتحت في المشفى وهي مجهزة بشكل جيد جداً بالأجهزة الأساسية للمعالجة الحركية والكهربائية، مع وجود مطالبة بتأمين بعض الأجهزة الكمالية كالليزر وغيرها وحالياً بانتظار تأمينها، ، وقد تلقى القسم إقبالاً جيداً منذ الافتتاح، فهو يستقبل بشكل وسطي ما بين 40-45 حالة يومياً بعض هذه الحالات تتلقى علاجاً مديداً والبعض الآخر معالجة عبر جلسات محدودة وفق الحاجة لجرحى الجيش والعسكريين والمدنيين والأطفال ولجميع الحالات بمختلف أشكالها سواء العصبية – الروماتيزمية- العظمية، وأوضح د. جراد أن العسكريين وجرحى الجيش علاجهم مفتوح ومهما تطلبت حالتهم للجلسات فهم يحصلون عليها وفق خطة علاجية، لافتاً أن جميع حالات المعالجة حالياً مجانية لكن هناك استعدادات للمعالجة المأجورة وهي بانتظار العقود مع شركات التأمين إلا أن بعض الأقسام تبقى مجانية دائماً.
وعن معوقات العمل في شعبة المعالجة الفيزيائية فقد بين د. جراد أنه لا توجد أية مشكلة سوى في المعالجة المائية المؤجل العمل بها حالياً، وذلك بسبب وجود قلة في مادة المازوت ما يؤدي لعدم تشغيلها لكونها تحتاج للتدفئة حرصاً على المرضى.
وبالعودة إلى مدير المشفى د. عثمان حول إمكانية حل مشكلة المعالجة المائية العائدة لنقص مادة المازوت أكد أنه لا يوجد أي نقص في المادة فهي متوافرة، وتوقف العمل في المعالجة المائية يعود إلى أن تسخين مراجل المياه يتطلب وجود عدد من المرضى حده الأدنى خمسة مرضى يخضعون للعلاج معاً وتوفر هذا العدد لم يحصل حتى الآن.
جدير بالذكر أن حركة مشفى تشرين الجامعي خلال الثلثين الأول والثاني للعام الحالي منذ بداية العام ولغاية 31/8 كانت حركة تشير للاقبال ونذكر بعض المجالات ومنها التحاليل المخبرية التي بلغت نحو 127 ألف تحليل مخبري متنوع، وعدد مراجعي العيادات الخارجية حوالي 32 ألف مراجع، وعدد الجلسات الكيميائية 22490 جلسة، والمعالجة الشعاعية 14429 جلسة، والفيزيائية 4909 جلسات، عدد الصور الشعاعية 4292 صورة، ومرجعي السعاف 3624 مراجعاً، عدد حالات الايكة المختلفة 8097، وصور الطبقي المحوري 484 صورة، أما عدد جلسات الكلية الصناعية فقد بلغت 654 جلسة استفاد منها 48 مريضاً، إضافة إلى 962 تخطيط قلب ودماغ وأعصاب، 51 عملية قلبية، إضافة لعمليات أخرى غيرها متنوعة..

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن