سورية

تنظيم «النصرة» يشتري «أقلام» إعلاميين ومُفتيه يدعو إلى «المصالحة» بين التنظيمات الإرهابية

| وكالات

في الوقت الذي تسعى فيه ما تسمى «هيئة تحرير الشام» التي يتخذ منها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي واجهة له لشراء «أقلام» نشطاء إعلاميين في مناطق سيطرته، دعا «مفتي شرعي» بارز في «الهيئة» إلى «مصالحة» شاملة بين التنظيمات الإرهابية، عقب «فتوى» سابقة له بقتل التنظيمات الأخرى وقوله: «اضربوهم فوق الرأس وتحته»، ما أثار سخرية ناشطين.
وذكرت قناة «العالم» في موقعها الإلكتروني، أن الشرعي البارز في «الهيئة» المدعو «أبو الفتح الفرغلي» المصري الجنسية وجّه دعوة إلى ما سماه «مصالحة عامة» مع كل التنظيمات الإرهابية السورية المسلحة.
وحسب الفرغلي، الذي يشغل منصب عضو مجلس الشورى التابع لـ«تحرير الشام» فإن الساحة الشامية أحوج ما تكون في الوقت الحالي لـ«مصالحة عامة» بين كل مكوناتها.
وأشار إلى أن عدم تحقيق ما دعا إليه سيؤدي إلى «دفع الثمن باهظاً»، داعياً إلى تقديم الجميع من دون استثناء ما وصفها بـ«تنازلات مؤلمة» من أجل المصالحة مهما كان الماضي مؤلماً والحاضر أسود، على حد قوله، مدعياً أن الدعوة تأتي «على أساس التشارك وليس الهيمنة».
وسخر ناشطون سوريون مما جاء في تصريحات الفرغلي، ولفتوا إلى أن «تحرير الشام» أبادت كل التنظيمات التي كانت تنافسها، واعتبروا أن هذه الدعوات كان يجب إطلاقها قبيل إنهاء «الهيئة» لعدد من التنظيمات بمزاعم متعددة، وليس قبل الترويج لها، في وقت علّق ناشطون على تلك الدعوات بالتهكم والسخرية مع صدورها من أبرز الشخصيات المقربة من زعيم «النصرة» المدعو أبو محمد الجولاني.
وسبق أن أفتى الفرغلي لمسلحي «تحرير الشام» بأن «يضربوا فوق وتحت الرأس» في قتال مسلحي تنظيمات منافسة لهم، حسب مقطع صوتي مسرّب.
وجاء في التسجيل المسرّب للفرغلي خلال إعطائه تعليمات لمسلحي «الهيئة»: «كل من يقاتل اقتله، اضرب فوق الرأس وتحت الرأس، وحتى لو انهزم لمناطق يقاتلنا منها اقتله، لو كان ينسحب انسحاباً أيضاً فأجهز عليه واقتله».
وعملت «الهيئة» عبر ما يسمى مكتب العلاقات الإعلامية التابع لها، خلال شهر تشرين الثاني الماضي، على التقرب من نشطاء إعلاميين ومراسلي بعض الشبكات المحلية والدولية والتلفزيونية، عبر ما سمته «تكريماً لجهودهم في تغطية الأحداث الميدانية في محافظة إدلب».
ونقلت مواقع إعلامية معارضة عمن سمّتهم مصادر خاصة أن مكتب العلاقات الإعلامية الذي يديره الإرهابي «الأمني السابق» في «الهيئة» المدعو «أبو أحمد خطاب» التقى بنحو ثلاثين إعلامياً خلال شهر تشرين الثاني الماضي، في منازلهم كل على حدة، وأهداهم «درعاً نحاسية، ودرعاً صحفية وخوذة» إضافة لمبلغ مالي تراوح بين 2000 و3000 ليرة تركية.
ورأى البعض، حسب المواقع، أن «الهيئة» تعمل على شراء ذمم النشطاء واستقطابهم إلى جانبها لغضّ الطرف عن القضايا السلبية والتجاوزات التي تبدر منها وذراعها المدنية المتمثلة بـ«حكومة الإنقاذ» وحتى بعض المؤسسات المملوكة للنافذين في «الهيئة».
ونقلت عن المدعو «محمد» وهو اسم مستعار لعامل في «المجال الإعلامي» من محافظة إدلب، قوله لأحد المواقع الإعلامية المعارضة: «من الغريب أن تتقرب هيئة تحرير الشام التي طالما تصدرت لوائح الانتهاكات بحق الإعلاميين خلال الأشهر الأخيرة حسب تقارير صادرة عن المؤسسات المعنية برصد تلك الانتهاكات بحق الإعلاميين الذين طال معظمهم بطش وتضييق تحرير الشام».
وأضاف «محمد»: «ربما لم تستطع «تحرير الشام» تكميم أفواه الإعلاميين بالترهيب، فاتبعت سياسة الترغيب والتقريب، لفضحهم بمكرمتها وتحميلهم منّتها إذا رصدوا أياً من تجاوزاتها مستقبلاً».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن