أبلغ الرئيس اللبناني ميشال عون الموفد الأميركي الوسيط في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، ضرورة استمرار مفاوضات ترسيم الحدود مع الجانب الإسرائيلي، مؤكداً أن «لبنان المتمسك بسيادته على أرضه ومياهه، يريد أن تنجح مفاوضات الترسيم».
وأكد الرئيس عون أن الصعوبات التي برزت في الجولة الأخيرة للتفاوض يمكن تذليلها من خلال بحث معمّق يرتكز على الحقوق الدولية ومواد قانون البحار وكل ما يتفرع عنها من نصوص قانونية.
وأشار الرئيس عون إلى أن الوفد اللبناني المفاوض لديه تعليمات واضحة يفاوض على أساسها، لافتاً إلى ضرورة استمرار هذه المفاوضات لتحقيق الغاية من إجرائها، وإذا تعثر ذلك لأي سبب كان، يمكن درس بدائل أخرى.
من جهته، تمنى السفير جون ديروشيه خلال لقائه عون استمرار عملية التفاوض لما فيه مصلحة الجميع.
وحضر اللقاء من الجانب الأميركي السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا والمستشار السياسي اودري كيرانين، ومن الجانب اللبناني الوزير السابق سليم جريصاتي والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير والمستشاران العميد بولس مطر وأسامة خشاب.
وكان لبنان تبلّغ رسمياً، الإثنين الماضي، من الجانب الأميركي تأجيل جولة التفاوض المرتقبة الخامسة هذا الأسبوع مع «إسرائيل» بشأن ترسيم الحدود البحرية، وفق ما أفاد مصدر عسكري لبناني. ويذكر أن موعد الجلسة الخامسة كان محدداً في الثاني من كانون الأول الجاري.
وقال المصدر العسكري اللبناني لوكالة «فرانس برس»، إنه «تبلّغنا رسمياً تأجيل جلسة المفاوضات غير المباشرة، واستبدالها بجلسة خاصة مع الجانب اللبناني»، من دون تحديد الأسباب، لافتاً إلى أن «الجانب الأميركي هو من طلب التأجيل».
وجاء الإعلان عن تأجيل الجلسة، بعد اتهام وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس في 20 تشرين الثاني الجاري، لبنان بأنّه «غيّر موقفه بشأن حدوده البحرية مع «إسرائيل» سبع مرات»، محذراً من احتمال أن تصل المحادثات إلى «طريق مسدود».
في المقابل، نفت الرئاسة اللبنانية الاتهام الإسرائيلي، مؤكدة أن موقف بيروت «ثابت» من مسألة ترسيم الحدود البحرية.
ويتمسك لبنان بحقوقه البحرية ويرفض التنازل عنها لصالح «إسرائيل»، وهو قدّم على طاولة المفاوضات مستندات ووثائق وخرائط تثبت حقه بحدود مياهه البحرية.
كما تمسك المفاوضون اللبنانيون بمطلب بزيادة 1430 كيلومتراً إضافية عن الـ860 كيلومتراً، ما يعني أن نصف حقل «كاريش» هو ملك للبنان. في المقابل، وصفت الحكومة الإسرائيلية هذه المطالب بـ«الاستفزازية».
وعقد لبنان و«إسرائيل» 4 جولات من المفاوضات غير المباشرة، منذ شهر تشرين الأول الماضي، برعاية الولايات المتحدة، والأمم المتحدة.
وفي سياق آخر دعا عون المجلس الأعلى للدفاع إلى اجتماع استثنائي بعد ظهر غد للبحث في الأوضاع الأمنية في البلاد وتطورات متابعة قرار التعبئة العامة.