كشفت مصادر معارضة مقربة مما يسمى «الجيش الوطني»، الميليشيا التي شكلها نظام الرئيس رجب طيب أردوغان في المناطق التي يحتلها في ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي، أن النظام الأذربيجاني رفض طلب نظيره التركي بتوطين مرتزقة ميليشياته التي أرسلها إلى إقليم قره باغ في وقت سابق للقتال ضد القوات الأرمينية في الإقليم.
وقالت المصادر لـ«الوطن»: إن نحو 800 مرتزق من ميليشيات «الحمزة» و«السلطان مراد» و«فيلق الشام»، التابعة لـ«الجيش الوطني» وذات المكون التركماني، عادت خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة إلى مناطق نشاطها السابقة شمال وشمال شرق حلب في ما يسمى مناطق «غصن الزيتون» و«درع الفرات» بعد رفض توطينهم في أذربيجان أو في المناطق التي استولى عليها الجيش الأذري في قره باغ.
وتوقعت المصادر، عودة عدد مماثل الشهر الجاري في حال عدم استجابة باكو لطلب النظام التركي الاحتفاظ بما تبقى من مرتزقته لديها.
وجند نظام أردوغان أكثر من 3000 مرتزق إرهابي سوري من مناطق احتلاله بريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي للقتال لمصلحة أذربيجان ضد القوات الأرمينية في إقليم قره باغ إبان اشتداد المعارك بينهما، قتل منهم ما يزيد على 350 مرتزقاً، وعاد منهم عدد مماثل مع انتهاء عقود تجنيدهم لثلاثة أشهر على حين طرد منهم 800 مرتزق جديد أخيراً رفض توطينهم.
وأوضحت المصادر المعارضة، أن سبب عدم توطين مرتزقة أردوغان مرده إلى أن باكو لا تريد نسف وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه برعاية موسكو ولا ترغب بإفشال جهودها لتسوية «مستدامة» ضمنت مصالحها في الإقليم المتنازع عليه على حساب يريفان، وهي راغبة بتنفيذ بنود الاتفاق المعلن دون تقويضه حتى لو أغضبت النظام التركي.
وأضافت: إن النظام التركي بات أمام خيارين أحلاهما مرّ، يمنع الأول تجديد عقود نحو 1400 من مرتزقته ابتداء من مطلع العام المقبل، وبالتالي، إعادتهم إلى مناطق في أرياف حلب، ويتحدى الثاني إرادة نظام الحكم في أذربيجان بإبقاء مرتزقته داخل أراضيه تحسباً لتجدد النزاع مع جارته أرمينيا وإغضاب موسكو من رعونة نظام أردوغان وتدخله مجدداً في النزاع بخلاف رغبة حليفه السابق في باكو.