رياضة

الزعيم يخمد فرحة البرتقالي بالهدف الصدمة … شغب متجدد وعتب على التحكيم والاتحاد يهوي إلى المركز الأخير

| ناصر النجار

شكاوى عديدة كانت حصيلة مباريات الأسبوع السادس من ذهاب الدوري الكروي الممتاز، نصف فرق الدوري اشتكت الظلم التحكيمي وطالبت بركلات جزاء مستحقة، والشغب تجدد من بوابة مباراة حماة، والحظ عاند الوحدة ففاز الجيش بهدف قاتل، والكبار فازوا (بطلوع الروح) وكارثة تهدد فريق الاتحاد وأهداف قليلة تنم عن شح تهديفي واضح، هذه هي حصيلة مباريات الجمعة الست، وإلى التفاصيل.

الحظ المفقود
افتقد الوحدة الحظ فخسر لقاء القمة مع الجيش بهدفين لهدف، والحقيقة أن الوحدة قدم أجمل مشاهد كرة القدم وخصوصاً في الشوط الثاني لكن كل شيء عاند الوحدة فتدخل القائم مرة والعارضة مرة والحكم مرة أخرى بحالة طالب فيها الوحدة بجزاء دون جدوى.
الزعيم عرف من أين تؤكل الكتف وصورة الماضي تكررت مرتين، فالواكد يجب أن يصاب في كل لقاءات الوحدة، فخسر الجيش ثعلبه في المباراة بعد أن سجل هدف الافتتاح، والجيش يجب أن يفوز في الوقت القاتل.
الوحدة خسر في هذه المباراة مدربه المريض وبعض لاعبيه المصابين وأبرزهم الدينامو أسامة أومري، فكما كان لوجوده الأثر الكبير بالفوز على تشرين كان لغيابه الأثر الواضح بالخسارة أمام الجيش.
خسارة الوحدة في عالم كرة القدم طبيعية، وهي تؤكد أن الدوري هذا الموسم سيكون صعباً والمنافسة ستكون حادة، والمتغيرات ستكون حاضرة في كل أسبوع مع النتائج التي تتبادل فيها الأندية الكراسي الموسيقية.

صمود أمام الكبار
الفوز الصعب الذي حققه تشرين على الشرطة والكرامة على الساحل بهدف يدل على الصمود أمام الكبار، لكن البعض يؤكد أنه يدل على هزالة الكبار أكثر من الصمود!
وبين هذين المعنيين ندرك تواضع الدوري الممتاز وربما تواضع أنديته أو بعضها، وخصوصاً عندما يجتمع نادي المليار مع ناد تكلفة فريقه كله تعادل قيمة لاعب واحد، ويفوز هؤلاء بصعوبة بالغة، فما قيمة هذا المال؟

وإذا كان تشرين وهو مرعب حقاً بما يملك من لاعبين يرقص فرحاً لمثل هذا الفوز الهزيل، فما قيمة هذا الحشد من اللاعبين؟
والكرامة المتصدر يكتفي بالفوز بهدف في كل مبارياته مهما كان المنافس، أي إننا لا نجد فوزاً صريحاً ولا مباراة محسومة إلا مع صافرة الحكم وهذا الأمر تكرر مع حرجلة والاتحاد والطليعة وحطين والساحل وهدفان من سبعة أهداف جاءا من ركلتي جزاء، أي ربما لم يتحقق الفوز لولا الجزاء، هذا يرسم أكثر من إشارة استفهام؟ وقد يأتي اليوم الذي لا يسجل فيه الكرامة فيفوز منافسه.
من هنا الصدارة ستبقى مهددة لأن المنافسين باتوا كثراً والمفاجآت القادمة سترسم معالم الدوري الجديدة.

المركز الأخير
الاتحاد لأول مرة بتاريخه يحتل المركز الأخير بترتيب الفرق ويتعرض لخمس خسارات غير مفهومة المعالم؟!
ولأول مرة نجد جميع الكرويين يتعاطفون مع الاتحاد ويناشدون المسؤولين لإنقاذه مما هو فيه على مبدأ (ارحموا عزيز قوم ذل) ومرض الاتحاد لا يخص الاتحاديين وحدهم بل يخص كرتنا السورية كلها لأن حلب قلعة من قلاع كرة القدم الوطنية، وعندما نرى حال الاتحاد وحال جاره الحرية لا يسر ندرك أن كرتنا تدخل مرحلة الخطر وباتت تحتاج إلى الإنعاش.
لم تكن مشكلة نادي الاتحاد فنية بالدرجة الأولى لأن مشكلته بالعقلية التي تديره، ومشكلته بالإدارة التي لم تستطع بعث روح الأمل وثقافة الفوز عند اللاعبين، نادي الاتحاد يموت سريرياً فمن هو القادر على إنقاذه؟

عودة الروح
حطين حقق الفوز الثاني على التوالي ليعود إلى أجواء المنافسة من جديد بعد انتكاستي تشرين والكرامة، الخط التصاعدي الذي يسير عليه حطين يبشر بقادمات خير ليقلص الفوارق ويدخل معركة المنافسة بقوة، الطليعة الذي حقق فيما سبق نتائج ملفتة لم يحصل بمباراتين متتاليتين إلا على نقطة تشير إلا أن الفريق بحاجة إلى بناء نفسي أكثر من بناء فني وبدني، والفتوة الغارق بهمومه بدأ يلتمس النور بتعادل يعادل الفوز بحماة وهو ما يستبشر به عشاق الفتوة لنهاية عهد الخصام مع النتائج.
الصيام عن التسجيل في لقاء جبلة والوثبة يعكس حالة الذهنية السلبية، فالفريقان كانا يخشيان من الهزيمة فقدما مباراة سلبية بكل تفاصيلها، وهذا الشح بالأهداف كان سمة هذا الأسبوع الذي كان فقيراً بالتسجيل ولا ندري هل هو الحذر الدفاعي أم الضعف الهجومي؟

شغب متكرر
ما زال الشغب هو المادة الأدسم في الدوري ومحطة الشغب الرئيسية كانت هذا الأسبوع في مدينة حماة باللقاء الذي جمع الطليعة مع الفتوة وانتهى إلى التعادل الإيجابي بهدف لمثله، وهذا الأمر بات بحاجة إلى تدخل عقلاني من جميع أطراف اللعبة والمتهم الأول والأخير اتحاد اللعبة ولجنة الحكام.
اتحاد اللعبة غير قادر على ضبط الأمور ما دام قراره مصادراً من الصغير والكبير وسمح لمن هب ودب بالتدخل في قراراته وشؤونه الداخلية، والشكوى من التحكيم ما زالت قائمة وخصوصاً أن الأخطاء باتت تراكمية والكثير منها مؤثر، فأسباب شغب مباراة حماة هو القرار التحكيمي، وفي جبلة الفريقان اشتكيا من التحكيم وفي حمص طالب الساحل بركلة جزاء قيل إنها صحيحة وفي دمشق حالة جدلية حرم منها الحكم الوحدة من ركلة جزاء كانت لو احتسبت لغيرت معالم المباراة بشكل مبكر، وهذا غيض من فيض وهناك أسباب كثيرة لضعف القرار التحكيمي منها الكيل بمكيالين ما يؤثر على نفسية الحكام، وقد تبين للجميع بما لا يدع للشك أن هناك حكاماً لهم حظوة وحكاماً على الهامش، وبمثل هذا التعامل لن نلمس تحكيماً متطوراً ما دام الظلم أساس العمل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن