إن تنكّرنا للضغوط التي تُمارس على اتحاد كرة القدم، فنكون كمن يغمض عينيه عن الواقع، ومع هذا فإن (التحايل) على مثل هذا الواقع بحاجة لـ(ذكاء أكبر) مما يستخدمه اتحادنا الكروي، على الأقل خلال الأيام القليلة الماضية.
اتحاد كرة القدم، على سبيل المثال، أخذ بما قاله مدرب المنتخب ومساعدوه في الجهازين الفني والإداري، وقرّر حرمان اللاعب عمر خريبين من تمثيل المنتخب الوطني مدى الحياة.
لستُ ضدّ قراره، ولكن ضدّ (الشكل) الذي غلّف هذا القرار، فكلّ من أدان عمر خريبين هو طرف، أما الطرف الثاني فهو اللاعب نفسه، ولو أن اتحاد الكرة امتلك (الذكاء) الكافي لوجّه دعوة للاعب المذكور، ليدافع عن نفسه، فإن حضر سمعناه، وإن امتنع أدنّاه، ولكنه لم يفعل، تاركاً الأمر لكثير من التحليلات والتأويلات، وعدم الإقناع.
في مسألة أخرى، وإنما في سياق متصل بالقرار الكروي، ألا يرى أحبّتنا في اتحاد الكرة أن قرار حضور40 بالمئة من سعة الملعب في مباريات الدوري، مع الإجراءات الصحية المتبعة (مسخرة)، وأنّ القرار بحدّ ذاته (مسخرة) لأنهم يعلمون مسبقاً عجزهم عن تنفيذه، وغير قادرين على إلزام أي شخص من الجمهور بالإجراءات الوقائية.
الأمر الثالث، ويتعلّق بالعقوبات التي اتخذها اتحاد الكرة بحق بعض الأندية، ومن ثم تخفيضها، قبل أن يأتي عفو المكتب التنفيذي لينسفها!
بصراحة، الأمر مخجل، وكأن كلّ جهة تعمل في وادٍ بعيداً عن عمل الجهة الأخرى، وكان الأصحّ، وحتى لا يحصل مثل هذا الحرج، أن يتمّ التشاور بين الجهتين، ولو في السرّ، حتى لا تكون مثل هذه النتائج.
كتبتُ قبل بضعة أشهر، ما ملخصه أنّي أخشى على (التماثيل الرياضية) من الانكسار، وزعلنا معظم أصدقائنا في الوسط الرياضي، ولكني أتلفّت حولي، لأرى ما هو جديد على ساحة العمل الرياضي، لكن حتى مع النظارات الطبية، لا أرى شيئاً يستحق الذكر!
نتمنى أن تكون هناك مراجعة، وأن تحضر (الحكمة) قبل اتخاذ أي قرار، أو حتى قبل أي تصريح، والبقية عندكم.