عربي ودولي

الفدائيون الفلسطينيون يضعون نتنياهو أمام «مأزق» الاستقالة فيأمر بعزل القدس عن العالم … سلسلة عمليات فدائية تسفر عن مقتل 3 مستوطنين وجرح العشرات… وحدود غزة تشتعل… وسائل الإعلام الإسرائيلية تكشف النقاب عن استجابة دول عربية لدعوات الاحتلال وتضغط على عباس لعدم السماح بتفجير انتفاضة ثالثة

فلسطين المحتلة – محمد أبو شباب :

العمليات الفدائية المكثفة التي شهدتها مدينة القدس وعدة مدن محتلة أخرى أمس والتي أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من المستوطنين في عمليات إطلاق نار وطعن بالسكاكين ستعجل من دون شك كما يقول مراقبون برحيل حكومة بنيامين نتنياهو خاصة مع تصاعد دعوات المستوطنين لرحيلها والتي هي بالأصل حكومة مستوطنين وتنذر بتعمق واتساع الانتفاضة الفلسطينية لتصل لكل الأراضي المحتلة رفضاً لسياسة القتل والإرهاب التي تمارسها حكومة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته.
وفي تفاصيل اليوم المشهود ويوم الغضب كما يقول الفلسطينيون قتل ثلاثة مستوطنين أمس وأصيب أكثر من 20 آخرين في سلسلة عمليات إطلاق نار ودهس وطعن في القدس المحتلة ومدينة «رعنانا» وسط الكيان الإسرائيلي، وسط حالة من الهلع الشديد.
وفي تفاصيل العملية النوعية في القدس، صعد فلسطينيان مسلحان بمسدس وسكاكين إلى إحدى الحافلات المكتظة بالركاب بحي «أرمون هنتسيف» الاستيطاني القريب من جبل المكبر بالقدس، وأطلق أحدهم النار على الركاب. وحسب مصادر الاحتلال، بدأ الآخر بطعنهم، الأمر الذي أدى إلى مقتل ثلاثة من المستوطنين، بينما أصيب إثنان آخران بجراح خطرة والعديد من الإصابات الطفيفة، وحضرت قوة من الشرطة للمكان بينما أغلق أحد المهاجمين مداخل الحافلة، وتمكنت الشرطة من إطلاق النار على المنفذين واستشهد أحدهما في المكان، وأصيب الآخر بجراح بالغة نقل على أثرها للمستشفى لتلقي العلاج.
وبعد وقت قصير من عملية الحافلة أقدم فلسطيني آخر على دهس خمسة من المستوطنين بشارع «ملكي يسرائيل» بالقدس المحتلة، ومن ثم خرج من مركبته وحاول الإجهاز على المصابين بسكين كبيرة، الأمر الذي تسبب بمقتل مستوطن وإصابة خمسة أحدهم بحال الخطر وإثنان بجراح متوسطة وإثنان طفيفة، بينما اعتقلت الشرطة الإسرائيلية منفذ الهجوم.
ثم تلاحقت العمليات الفدائية الفلسطينية ووقعت عملية ثالثة بمدينة «رعنانا» الساحلية وسط دولة الاحتلال وذلك بعد قيام فلسطيني بطعن مستوطن بشارع «أحوزاه» الرئيسي بالمدينة، فأصابه بجراح طفيفة، وأصيب المنفذ بجراح خطيرة جراء اعتداء المستوطنين عليه.
وذكرت شرطة الاحتلال أنه في مدينة «رعنانا» نفسها وبعد وقت قصير من العملية التي نفذت في المدينة نفسها أقدم فلسطيني ثان على طعن 4 مستوطنين أحدهم بحال الخطر في الشارع نفسه، ودهسته مركبة وأصيب بجراح خطيرة.
وبعد العمليات الفدائية الفلسطينية المكثفة في القدس حولت شرطة الاحتلال الإسرائيلي مدينة القدس المحتلة إلى ثكنة عسكرية، وأغلقت جميع الطرق المؤدية إليها، بعد مقتل أربعة مستوطنين.
ونشر الاحتلال قواته ووحداته الخاصة في أنحاء متفرقة من المدينة، وفرض طوقاً أمنياً مشدداً على بلدة جبل المكبر جنوب شرق القدس، وحولها إلى ثكنة عسكرية وسط دعوات لفرض القوانين العسكرية على المدينة المقدسة وتسليح جميع المستوطنين الأمر الذي ينذر باحتمال ارتكاب هؤلاء لمجازر بحق المقدسيين.
وفي قطاع غزة أصيب العشرات من الفلسطينيين بجروح خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال بالقرب من المناطق الحدودية شمال القطاع.
وذكرت المصادر الطبية الفلسطينية أن عدد شهداء الهبة الجماهيرية ارتفع إلى 30 شهيداً ونحو 1500 بجروح في قطاع غزة والضفة الغربية.
في سياق متصل شهدت الأراضي الفلسطينية أمس إضراباً عاماً احتجاجاً على الانتهاكات المتواصلة بحق المسجد الأقصى والضفة المحتلة والاعتداءات التي تتواصل بحق المواطنين.
وعم الإضراب مدن الداخل الفلسطيني المحتل فضلاً عن تنظيم مسيرة مركزية في سخنين وتعليق الدوام في المدارس.
وفي قطاع غزة، أعلنت القوى الوطنية والإسلامية أمس إضراباً لجميع المحال التجارية في قطاع غزة، وذلك دعماً وإسناداً لأبناء شعبنا الفلسطيني في القدس والضفة الغربية.
وأكدت القوى في بيان لها، وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة مقاومته وأحلامه وآلامه وتصديه للمشروع الصهيوني ووفاء لدماء الشهداء الني روت تراب القدس والأقصى المبارك.
في هذا السياق أكدت حركة الجهاد الإسلامي أن تصعيد شباب الانتفاضة للعمليات البطولية والثورة ضد الاحتلال والإرهاب الاستيطاني دليل على أن الانتفاضة ستستمر وتتواصل وأن كل الشعب بات مشاركا فيها.
وقال داود شهاب مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين: إن هذا اليوم (أمس) يوم مبارك حيث التصعيد الواضح للمواجهات والعمليات البطولية من شباب الانتفاضة والثورة ضد جيش الاحتلال والإرهاب الاستيطاني المجرم».
في الغضون كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية النقاب عن استجابة دول عربية لدعوات دولة الاحتلال وقامت بممارسة ضغوط على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وطلبت منه عدم السماح بتفجير انتفاضة ثالثة.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن أجهزة أمن الاحتلال عاجزة تماماً عن مواجهة ثورة السكاكين، لأن جميع من يقومون بعمليات الطعن هم فتية يتحركون بشكل منفرد، الأمر الذي يجعل من المستحيل أن يتم جمع معلومات استخبارية مسبقة لإحباط هذه العمليات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن