من ملامح الأسبوع السادس من الدوري الكروي الممتاز … صورة رمادية وحمراء رابعة وهمسات عتب
| ناصر النجار
مباريات الأسبوع السادس من ذهاب الدوري الكروي الممتاز لكرة القدم لم تحمل إثارة الأهداف ووفرتها، فكل الفرق التي حسمت المباريات حسمتها (بطلوع الروح) وهذا يوحي بأشياء كثيرة، كعجز الفرق الكبيرة في مواجهاتها مع الفرق الأخرى إلى تحقيق فوز سهل وصريح، وتقارب مستوى أغلب الفرق، والأسلوب المتبع في اللعب سواء دفاعياً وهجومياً.
العمل الدفاعي يعتمد على شيئين، أولهما: إغلاق المنطقة الدفاعية بأكبر عدد من اللاعبين، وتمويت اللعب بادعاء الإصابة، والغاية استفزاز الفريق الآخر، والخروج بنتيجة التعادل، ولنا في ذلك أمثلة عديدة، كمباراة جبلة والوثبة وقد بذل الفريق الضيف كل جهده للوصول إلى التعادل السلبي وكان له ما أراد عبر إضاعة الوقت وادعاء الإصابة، وما شابه ذلك.
وأمام هذا الأسلوب المقيت لا نجد الأسلوب الهجومي القادر على فك هذه الطلاسم والتعقيدات، وقد تكون أسهل الحلول تسجيل هدف مبكر سيكون ملزماً للفرق الأخرى للتخلي عن هذه العادات السيئة.
هناك سببان مهمان في هذا المشهد الرمادي من المباريات، أولهما: الفرق الكبيرة تصاب بالغرور والكبر لذلك تعجز في مواجهة من هم دونها، وثانيهما الفرق الأضعف تتخلى عن ثقافة الفوز، فتدخل المباراة خاسرة نفسياً لاعتقادها أن منافسها سيهزمها، لذلك يتم اللجوء إلى وسائل لا تمت لكرة القدم ونكهتها، ومهما كانت الخسارة بهدف أو ثلاثة أو أكثر، فالخسارة واحدة، لكننا هنا نخسر الكثير وأهمها حافز التطور وثقافة الفوز.
الحمراء الرابعة
إحدى عشرة بطاقة حمراء احتسبت في ست مراحل، لكن الغريب في الأمر أن ثلث هذه البطاقات نالها لاعبو الجيش، فبات الفريق إذا أضفنا ما ناله من بطاقات صفراء يحتل المركز الأخير في جدول ترتيب اللعب النظيف.
البطاقة الأولى نالها زيد غرير بلقاء الاتحاد في الأسبوع الأول، والثانية لعبد الناصر حسن بلقاء الكرامة في الأسبوع الثالث، والثالثة لخطاب مشلب في الأسبوع الخامس بلقاء حطين، والرابعة لجهاد الباعور بلقاء الوحدة في الأسبوع السادس.
هذا الأمر يحدث مع الجيش للمرة الأولى في كل المواسم التي خاضها، ولاشك أن هناك مشكلة وعلى إدارة النادي أن تبحث عن الانضباط داخل الملعب، لأن استمرار الفريق على الشاكلة هذه سيحرمه الكثير من اللاعبين، وقد يأتي هذا الحرمان بأصعب المباريات، وكما نعلم أن الدوري طويل ويحتاج إلى نفس طويل ببطاقـات أقل.
سؤال محق
الكثير سأل عن حرجلة ونتائجه قياساً إلى ما أعده من لاعبين وإمكانيات ودعم، فقالوا: ماذا ينقص حرجلة؟
الجواب جاء بالأمس عبر إقالة مدرب الفريق، وعلى ما يبدو أن إدارة النادي اعتبرت مشكلة الفريق فنية، فالتنظيم الدفاعي مفقود، والحلول الهجومية معدومة، فهل أصابت إدارة النادي أم أخطأت في قرارها؟ الأيام القادمة ستعطينا الإجابة الصحيحة.
فجر هو المدرب الخامس المستبعد عن الدوري الممتاز بعد مهند البوشي وأنس الصاري (الاتحاد) وإياد عبد الكريم (الفتوة) مع العلم أن المدرب الرابع فراس معسعس (الساحل) هو الذي استقال من مهمته.
وسبق لإدارة حطين أن أبعدت مدربها حسين عفش بعد خسارة الفريق أمام الكرامة، لكنها عدلت عن قرارها بعد ساعتين فقط!
أحد خبراء الدوري الكروي قال لنا في أحد الأيام: كل مدربي الدوري عندنا يضعون حقائبهم خلف الباب، لأن أمر إقالتهم واردة في كل لحظة!
تشنج
اللون الرمادي هذا الأسبوع ظهر في مدينة حماة بلقاء الطليعة والفتوة، وكأنه كُتب علينا أن نشاهد في كل أسبوع لوحات سوداء، كرة القدم وجهان لعملة واحدة، فيها فائز وفيها خاسر، وليس من الضروري أن يكون الحكم في كل مباراة متوافقاً مع أفكارنا وعواطفنا، قد يصيب الحكم وقد يخطئ، وهو أمر وارد الحدوث في كل مباراة، لكن ليس من الضروري أن نلبس الدوري ثوباً أسود، وعلينا تقبل واقع الأمر، ففي الدوري يوم حلو ويوم مر.
همسة عتب
– التصرف الذي بدر من لاعب جبلة عبد الإله حفيان برفضه قرار مدربه بتبديله يرسم أكثر من إشارة استفهام، وهذه الحالة يجب الوقوف عندها مطولاً؟ والكلام لا يخص نادي جبلة وحده، فاللبيب من الإشارة يفهم!
– من الظواهر المدهشة في الدوري الكروي الممتاز أن يشهد أحد اللقاءات حكماً عمه مقيِّم تحكيمي عليه، فماذا ستكون النتيجة؟ إما سيعطيه علامة جيدة لا يستحقها بداعي القربى، أم أنه سيظلمه حتى لا يقال إن عمه يدعمه؟
– المراقبون المدعومون لا يراقبون إلا في محافظاتهم وأسماؤهم باتت محفوظة عن ظهر قلب، المراقبة سواء للمباراة أم لتقييم الحكم هي عملية مهمة جداً وليست مصدر رزق فقط يجب أن نناله بأقل مجهود!
– تكليفات الحكام باتت واضحة، وبات الحكام أصحاب المكانة معروفين للصغير والكبير ويكلفون أسبوعياً بدوري الممتاز والشباب والدرجة الأولى فضلاً عن بعض مباريات الفئات، فإذا كان الهم والغاية من التحكيم جمع المال، فمتى ستصبح غايتنا تطوير التحكيم؟
– ركلتا الجزاء اللتان احتسبتا هذا الأسبوع كانتا موضع جدل، وشاهدنا ست حالات في مباريات أخرى هذا الأسبوع تستحق أن تكون جزاء قياساً إلى الركلتين المحتسبتين، وهذا يدل على أن القـرار التحكيمـي مزاجي!