سورية

لخطف الأضواء عن حملة موسكو… رهان أميركي على «الجيش الديمقراطي» لتحرير الرقة.. وحمو يتوقع طرد داعش منها خلال أسابيع

الوطن – وكالات :

اتضح أن واشنطن التي تخلت عن برنامجها لتدريب «المعارضة المعتدلة» في سورية، تحولت نحو خطة بديلة تتمثل في الرهان على ميليشيا «الجيش السوري الديمقراطي» للانقضاض على الرقة عاصمة الخلافة المزعومة التي أعلنها تنظيم داعش الإرهابي في كل من سورية والعراق.
التحول الأميركي، والذي راقبته بقلق أنقرة خوفاً من أن يصب في مصلحة حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي، وذراعه العسكري «وحدات حماية الشعب»، يهدف إلى التعجيل بتحقيق نصر رمزي على داعش يظهر جدية واشنطن وتحالفها الدولي الذي شكلته قبل عام ضد التنظيم الإرهابي، لخطف الأضواء عن الحملة العسكرية الروسية التي أطلقتها موسكو قبل أسبوعين بالتعاون مع الجيش العربي السوري ضد داعش وجبهة النصرة، فرع تنظيم «القاعدة» في سورية، وجميع التنظيمات الإرهابية.
وتضم ميليشيا «الجيش السوري الديمقراطي» نحو 50 ألف مسلح نصفهم من «وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية. وتتألف هذه الميليشيا من اتحاد ثماني مجموعات مسلحة، هي: (وحدات حماية الشعب – وحدات حماية المرأة» – التحالف العربي السوري – جيش الثوار – غرفة عمليات بركان الفرات – قوات الصناديد – تجمع ألوية الجزيرة- المجلس العسكري السرياني).
ونقلت صحيفة «الحياة» اللندنية عن قائد وحدات حماية الشعب، سيبان حمو، قوله إنه يتوقع بدء هجوم لطرد داعش من مدينة الرقة «في غضون أسابيع»، وأوضح أن اتصالات تجري مع التحالف بقيادة الولايات المتحدة لتحديد «ساعة الصفر» لبدء العملية.
ووفقاً لوكالة «رويترز»، فقد تلقت قوات ميليشيا «الجيش السوري الديمقراطي» يوم الأحد أسلحة صغيرة وذخيرة جواً من الولايات المتحدة لدعمها في شمال شرق سورية.
وذكر متحدث باسم قيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط «سنتكوم»، أن الطائرات الأميركية ألقت جواً، ذخائر في شمال سورية لمقاتلين من المعارضة يتصدون لتنظيم داعش.
وقال الكولونيل باتريك رايدر في بيان، نقلته وكالة الأنباء الفرنسية: إن «هذه العملية الجوية الناجحة باسم التحالف وفرت ذخائر لمجموعات عربية سورية خضع المسؤولون عنها لعمليات تدقيق ملائمة من جانب الولايات المتحدة». وذكر البيان أن طائرات شحن من طراز سي – 17 تابعة للقوات الجوية الأميركية نفذت عملية الإلقاء.
ولم يحدد بيان «سنتكوم» هوية المجموعات المعارضة التي تلقت الذخائر والعتاد، لكنه أشار إلى فاعلية المعارك التي تخوضها وحدات حماية الشعب والمجموعات العربية لتحرير المناطق الحدودية مع تركيا في شمال شرق البلاد.
وأورد أن العملية الجوية «تسعى إلى تعزيز نجاحات هذه القوات لطرد تنظيم داعش من الأراضي السورية».
ورجحت شبكة «سي. إن. إن» الأميركية للأخبار، أن يكون المزيد من المعدات العسكرية بطريقها للوصول إلى يد مسلحي جماعات المعارضة التي اختارت واشنطن دعمها في سورية، باعتبار أن تسليم الأطنان الأخيرة هي مجرد خطوة أولى في عملية إعادة تقييم عاجلة للجهود الأميركية من أجل تسليح المعارضين السوريين الذين يقاتلون داعش، وخاصة بشمال وشرق سورية.
وأوضحت الشبكة وفقاً للمعلومات المتوافرة لديها من داخل وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، أن الطائرات الأميركية ألقت 50 طناً من الذخائر عبر أكثر من مائة مظلة نجحت بالوصول إلى الأرض بسلام. وأضافت إن المعلومات تشير إلى تمكن المسلحين من أخذ كامل المعدات الملقاة التي تشمل قنابل يدوية وذخائر لأسلحة خفيفة يحتاجونها بشدة منذ أسابيع إذ كانت على وشك النفاد.
وجاء الإسقاط الجوي بعد أسبوعين تقريباً من إطلاق موسكو عمليتها الجوية في سورية، وبعد أيام من إنهاء واشنطن برنامجاً عسكرياً لتدريب وتسليح آلاف من مقاتلي المعارضة «المعتدلة»، بموازنة مقدارها 500 مليون دولار أميركي رصدها الكونغرس، في مقابل التركيز على دعم «مجموعة مختارة من قادة الوحدات» لتنفيذ هجمات منسّقة ضد مناطق سيطرة «داعش».
وسبق لوكالة «رويترز» أن ذكرت أن الحملة الأميركية المقترحة الجديدة، تتصور تقديم دعم أميركي للتحالف العربي السوري الذي سينفذ عملياته إلى الشرق من نهر الفرات وسيتقدم جنوباً صوب الرقة.
ووفقاً للوكالة فإن الإستراتيجية الأميركية المقترحة ستدعم أيضاً جماعة معظمها من المقاتلين العرب غربي الفرات لإخراج داعش من جيب على الحدود مع تركيا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن