ماكرون: نرفض الوضع الحالي في شرق المتوسط.. والسيسي: اتفقنا على التصدي للدول التي تنتهج سياسات مستفزة
| وكالات
استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس الاثنين في قصر الإليزيه، وبحثا التنسيق السياسي المشترك بين البلدين تجاه مختلف القضايا، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات بين البلدين.
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أنه ناقش مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تطورات الأوضاع الإقليمية في شرق المتوسط والشرق الأوسط، بالإضافة إلى ضرورة التصدي لبعض التحركات والتصرفات الاستفزازية التي تنتهجها بعض الدول، والتي تقوم بدعم الإرهاب في المنطقة.
وشدد الرئيس السيسي، على أن الحل السياسي في ليبيا هو السبيل الوحيد للاستقرار، مؤكداً على ضرورة خروج كافة الميليشيات من ليبيا.
وعن الوضع في لبنان دعا إلى تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد، مؤكداً أن مصر «لن تتخلى أبداً عن أشقائها في لبنان».
بدوره، أعلن ماكرون، أنه ناقش مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الوضع في شرق المتوسط، في ظل التوتر القائم هناك.
وأوضح ماكرون خلال مؤتمر صحفي مع السيسي، بثته «فرانس24» ، أنه تم التأكيد على رفض الوضع الحالي في شرق المتوسط، وانتهاك بعض الدول للقانون الدولي.
واتهم ماكرون قوى إقليمية باستخدام ليبيا مسرحاً للنفوذ، مؤكداً إصرار بلاده على وقف إطلاق النار هناك، والتنسيق مع كل الشركاء لدعم الحوار السياسي فى ليبيا.
وتابع ماكرون: «نعول على دور مصري للحل في ليبيا، ونود أن ننسق مع الحلفاء الأوروبيين وفي المنطقة لإنجاح الحوار السياسي في ليبيا لتحقيق استقرار سياسي».
وناقش السيسي مع ماكرون ضرورة عدم ربط الإرهاب بالدين، مطالباً بعدم الإساءة للرموز الدينية.
وقال الرئيس المصري: «المسلمون في العالم إذا افترضنا أنهم مليار مسلم، إذا قام 1 بالمئة بأعمال متطرفة فهذا لا يعني أن الجميع متطرف».
وأضاف السيسي إن مصر تتعامل بهدوء وتوازن مع مشكلة الإرهاب رغم أنها أكثر الدول التي دفعت ثمناً باهظاً لممارسات الإرهاب والتطرف.
وأضاف: «استشهد من المصريين من كل طوائف الشعب حتى أشقائنا من المسيحيين دفعوا ثمناً في مواجهة هذا التطرف»، مشيرا إلى: «أن مصر أكثر دولة في المنطقة عانت من الإرهاب».
من جانبه قال ماكرون إن الرسوم الكاريكاتورية ليست رسالة من فرنسا إلى المسلمين، بل هي مجرد تعبير من مصور، مضيفاً: «بعض الرسوم المسيئة صدمتكم وأنا آسف من صدمة هذه الرسوم، ولكن علينا الرد عليها بسلام».
وخلال نقاشهما حول حقوق الإنسان في مصر، قال ماكرون: «ناقشت مع الرئيس المصري بعض الموضوعات المتعلقة بعمل منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان في مصر، وناقشنا بعض الأسماء».
ورد الرئيس المصري قائلاً: «تتحدثون معنا في هذا الأمر وكأننا حكام مستبدون وهذا الأمر لا يليق بالدولة المصرية، ولا يمكن التحدث فيه معنا لأنكم تتحدثون وكأننا لا نحترم الناس»، موضحاً أن هناك 55 ألف منظمة مجتمع مدني تعمل في مصر.
والتقى السيسي في وقت سابق أمس بقصر «الإنفاليد» الوطني بباريس مع فلورانس بارلي وزيرة الدفاع الفرنسية، حيث ناقشا جوانب التعاون العسكري بين البلدين وتطويره في المرحلة المقبلة.
وأكد الرئيس المصري، حرص مصر على تعزيز العلاقات العسكرية والأمنية وبرامج ونظم التسليح مع فرنسا في إطار علاقة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
من جانبها، أعربت بارلي عن تطلع بلادها لترسيخ الجانب العسكري والأمني في علاقات التعاون بين البلدين، والتي تمثل ركيزة للاستقرار والأمن في منطقة المتوسط خاصة في ضوء الدور المهم والحيوي الذي تقوم به مصر في تحقيق التوازن الإقليمي.
ووصل الرئيس عبد الفتاح السيسي أول من أمس الأحد إلى فرنسا بزيارة رسمية تلبية لدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، استهلها بمقابلة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان.