سورية

أهالي الجولان يواجهون الاحتلال: لن يقام مشروع التوربينات ولو على جثثنا

| موفق محمد

هدد أهالي الجولان العربي السوري سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، بأنهم لن يسمحوا بإقامة مشروع التوربينات العملاقة على أراضيهم الزراعية ولو على جثثهم.
وقال مدير مكتب شؤون الجولان في رئاسة مجلس الوزراء، مدحت الصالح، لـ«الوطن»: اليوم صباحاً فوجئ أهل الجولان المحتل بإقامة الشرطة الإسرائيلية حواجز عند المداخل الرئيسية لقرى الجولان وإغلاق الطرقات ومنع السكان من التوجه إلى أراضيهم وذلك بهدف معاينة الأراضي الزراعية من أجل البدء بمشروع التوربينات الهوائية المولدة للكهرباء التي رفضها أهلنا في الجولان المحتل بشكل قاطع لأن هذا المشروع يهدف إلى مصادرة الكثير من أراضي أهالي الجولان وله آثار كثيرة على البيئة والصحة والزراعة لكون المشروع بين أراضي المزارعين.
وأوضح الصالح، أن أهالي الجولان تداعوا وعبر مكبرات الصوت إلى التوجه إلى الأراضي الزراعية من أجل التصدي للشرطة ومنعها من استكمال إجراءاتهم المجرمة والتي تهدف إلى حرمان مئات المزارعين من أراضيهم وزراعتها وتهجيرهم من قراهم والعزوف عن الزراعة.
وأشار الصالح إلى أن الشرطة زعمت أنها جاءت لحماية الخبراء الذين سيفحصون التربة من أجل استكمال المشروع، لافتاً إلى حصول الكثير من المشادات بين الأهالي والشرطة وكان «هناك تهديد واضح من الأهل بأنه على جثثنا لن تقام المراوح».
وأوضح الصالح أنه وحسب المعلومات لم يتمكن الخبراء والشرطة من إتمام عملهم و«ما زال الموقف متوتراً وهناك دعاوى قضائية بهذا الشأن»، موضحاً أن إسرائيل أصرت على إقامة المشروع و«ستكون المواجهة حتمية والرسالة اليوم وصلت».
وأظهرت صور بثتها وكالة «سانا» والعديد من المواقع، احتشاد الأهالي على الطرقات المؤدية إلى الأراضي الزراعية التي تخطط سلطات الاحتلال إقامة المراوح الهوائية عليها في مناطق مجدل شمس وسحيتا وبقعاثا ومسعدة وسط وجود كثيف لقوات الاحتلال.
وشدد الأسير المحرر صدقي المقت في تصريح نقلته «سانا» على أن أبناء الجولان السوري المحتل سيواصلون الدفاع عن أرضهم مهما كلف الثمن ومهما بلغت التضحيات ولن يسمحوا للاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ مخططه الاستيطاني الرامي لإقامة مراوح هوائية توربينات على أراضيهم الزراعية.
وقال المقت خلال احتشاد أبناء الجولان المحتل على الطرقات المؤدية إلى أراضيهم الزراعية التي تهدد سلطات الاحتلال بالاستيلاء عليها: إن قوات الاحتلال كثفت وجودها في الجولان السوري المحتل بهدف الاستيلاء على الأراضي الزراعية التي تريد تنفيذ مخططها الاستيطاني عليها، مشدداً على أن الأهالي احتشدوا أمام أراضيهم رفضاً لهذا المخطط الذي لن يقبلوا به ولن يسمحوا بتنفيذه مهما بلغت التضحيات فهذه الأرض عربية سورية.
وأكد المقت تمسك أبناء الجولان المحتل بالأرض والهوية العربية السورية ومواصلة النضال في وجه الاحتلال حتى تحرير كامل الجولان المحتل وعودته إلى وطنه سورية.
وصدقت حكومة الاحتلال منذ عدة أشهر على مشروع إقامة 25 مروحة لإنتاج الطاقة الكهربائية، في الجولان العربي السوري المحتل، بعد أن وافقت «لجنة التخطيط» التابعة لوزارة الداخلية «الإسرائيلية» على المشروع.
ووفقاً لمخطط الاحتلال، سيقام المشروع على مساحة كلية تعادل 3674 دونماً من أراضي أهالي الجولان، ويتمركز على أراضي أهالي قرى مجدل شمس، مسعدة، بقعاثا، ويبعد كيلومتراً ونصف الكيلومتر عن قرية عين قنية.
وبحسب تقارير، فإن المراوح التي يخطط الاحتلال لإقامتها عملاقة ويبلغ طول الواحدة منها 200 متر، الأمر الذي يضاهي بنياناً شاهقاً مكوناً من 66 طابقاً، لافتة إلى أن إقامة مروحة واحدة تحتاج إلى بناء قاعدة من الإسمنت المسلح تزن أكثر من ألف طن على مساحة 600 متر مربع.
ولفتت التقارير إلى أن حكومة الاحتلال اعتبرت المشروع «قومياً»، مشيرة إلى أن هذا التوصيف يخول وزارة المالية بمصادرة الأراضي والطرقات ومرافقها من أجل إقامة المشروع، الذي سيلتهم مساحات واسعة من الأراضي الزراعية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن