سورية

اجتمع مع ظريف وقاليباف وولايتي ويلتقي شمخاني اليوم … المقداد: النصر على الإرهاب هو انتصار لسورية وإيران وباقي الدول الصديقة

| وكالات

في إطار زيارته الرسمية إلى طهران، التقى وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، حيث تناول اللقاء سبل تعزيز وتعميق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، ومجالات التعاون الثنائي في هذه المرحلة إضافة إلى تطورات الأوضاع في سورية وإيران والمنطقة.
وأدان الوزير المقداد خلال اللقاء، بحسب ما أوردت وكالة «سانا» الرسمية، تدخل النظام التركي في الشؤون الداخلية لمجموعة من الدول واستمرار دعمه المجموعات الإرهابية في سورية وخارجها، بما يزعزع أمن واستقرار المنطقة والعالم منوها بوقوف إيران حكومة وشعباً إلى جانب سورية في مواجهتها الحرب الإرهابية، ومؤكداً أن الانتصار في هذه الحرب هو انتصار لسورية وإيران وباقي الدول الصديقة.
وقدم المقداد تعازيه باستشهاد العالم محسن فخري زاده، مشيراً إلى أن فقدانه لا يمثل خسارة لإيران فقط بل لسورية والعالم والإنسانية جمعاء، معتبراً أن هذه الجريمة الإرهابية جريمة ضد الإنسانية تأتي في سياق مخطط يستهدف كلا البلدين.
من جانبه أكد ظريف استعداد إيران الدائم لتعميق العلاقات بين البلدين في كل المجالات ورحب بعقد المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين في دمشق، مشيراً إلى أهمية استمرار العمل المشترك للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية.
كما أكد الوزيران ضرورة متابعة الجهود لمواجهة التطرف والإرهاب والتنسيق والتعاون بين دول المنطقة في مواجهة الحملات التي تستهدف استقرارها ومستقبلها.
كما التقى المقداد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني محمد باقر قاليباف، واستعرضا آخر التطورات على الساحة السورية والإقليمية والدولية، وأكدا أن التعاون بين البلدين من شأنه أن يفشل كل المخططات الرامية إلى تقسيم المنطقة وتجزئتها خدمة للمشروع الصهيوأميركي.
وشدد الجانبان على أهمية التعاون البرلماني والتنسيق والتشاور المستمر بما يعزز موقف البلدين في المحافل والمنابر الدولية، وأكدا ضرورة تعزيز العلاقات في المجالات كافة ولاسيما في المجالات الاقتصادية والتجارية والتعليمية.
وأشار المقداد إلى دور البرلمانات في مواجهة الإجراءات القسرية أحادية الجانب الموجهة ضد البلدين، فيما أكد قاليباف استمرار بلاده في تطوير العلاقات مع سورية في مختلف المجالات وخاصة البرلمانية منها بما يلبي تطلعات شعبي البلدين.
كما التقى المقداد مستشار قائد الثورة الإسلامية الإيرانية للشؤون الدولية على أكبر ولايتي، وبحث معه سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين إضافة إلى تطورات الأوضاع في سورية.
ونقل المقداد تحيات وأمنيات الرئيس بشار الأسد إلى قائد الثورة الإسلامية علي خامنئي، معرباً عن تقدير القيادة السورية والشعب السوري للدعم الذي تقدمه إيران لسورية في مختلف المجالات فيما حمل ولايتي المقداد تحيات خامنئي للرئيس الأسد.
وأشار المقداد إلى أن التعاون السوري الإيراني يسهم بشكل فعال في صمود سورية في المعركة التي تخوضها ضد الإرهاب التكفيري، ومن يدعمه من قوى ودول وأطراف معروفة تسعى لتدمير سورية خدمة لمصالح إسرائيل، وتنفيذاً لأهدافها المعادية.
وشدد وزير الخارجية والمغتربين على أن الانتصار الذي تم تحقيقه في سورية على الإرهاب وداعميه، هو انتصار مشترك لسورية وإيران وروسيا وحلفائهم مؤكداً أهمية التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في سورية تحفظ وحدتها وسيادتها على كامل أراضيها دون أي تدخل خارجي.
بدوره أكد ولايتي أن إيران، ستواصل وقوفها إلى جانب سورية والشعب السوري على الصعد كافة، وتعزيز العلاقات وتطويرها في مختلف المجالات، مشدداً على محورية دور القيادة السورية في أي مفاوضات سياسية متعلقة بمستقبل سورية وإعادة الأمن والاستقرار إليها.
وكالة «فارس» الإيرانية أشارت إلى أنه من المقرر أن يلتقي المقداد اليوم، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، موضحة أن هذه المباحثات ستتناول القضايا الثنائية وآخر المستجدات في المنطقة، ولاسيما مكافحة الإرهاب بأشكاله الجديدة.
وبالترافق، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، في تغريدة على صفحته الشخصية في «تويتر»، وقوف إيران إلى جانب الشعب السوري وحكومته في محاربة الإرهاب.
وأشار خطيب زادة إلى أن جدول أعمال زيارة المقداد لطهران يشمل استعراض مستجدات الأزمة السورية والعلاقات الثنائية والتعاون الإقليمي، وقال: «الحل السياسي هو الخيار الوحيد الممكن لإنهاء الأزمة الراهنة».
وتحمل زيارة المقداد إلى طهران رسائل وأبعاداً مهمة، كونها الأولى له عقب تسلمه مهام وزارة الخارجية والمغتربين، وفي مقال لها لفتت «فارس» أمس، إلى أن زيارة المقداد تأتي بعد أحداث شهدتها إيران على مستوى اغتيال العالم النووي محسن فخري زادة وما سيترتب عليه من ردّ حازم، وأيضاً على مستوى مستجدات الساحة الإقليمية بعد خطوات التطبيع مع الكيان الصهيوني وتأثيرات ذلك على إستراتيجية محور قوى المقاومة مستقبلاً.
وأكدت الوكالة، أن العلاقات الإستراتيجية بين طهران وسورية تتطلب أن يكثف البلدان مشاوراتهما وتنسيقهما حول القضايا ذات الاهتمام المشترك لمحاكاة المتغيرات الحاصلة وتناول المعطيات الراهنة مع ملاحظة حاجة قوى المقاومة إلى صياغة رؤى جديدة تشكل زخماً لانتصاراتها على المؤامرة الصهيوأميركية في الشرق الأوسط، يضاف إليها التزام وسائل جديدة للرد على الاعتداءات الإسرائيلية، وبما يؤدي إلى لجم العربدة الصهيونية.
وبينت الوكالة أن طهران تنظر باهتمام فوق العادة إلى زيارة المقداد، حيث تؤكد رؤية البلدين الشقيقين ضرورة إزالة التوترات المعرقلة للتضامن الإسلامي والعربي بهدف الالتفات للعدو المشترك الذي لا يخشى إلا قوة المقاومين والمجاهدين في هذه المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن