من دفتر الوطن

مجنون مؤقتاً!

| عبد الفتاح العوض

الدراسة التي تنشرها «الوطن» اليوم إن معظم الطلاب يعانون حالة نفسية متوسطة إلى سيئة.
وإن معظم الذين أجريت عليهم الدراسة الذين كبروا أثناء الحرب يعانون «الغضب المرضي».
بالتأكيد لا نحتاج إلى دراسات لنعرف أن المجتمع السوري من آثار الحرب أصبح مملوءاً بالأمراض النفسية، وكثير منا يعاني هذه الأمراض ويشعر أن من حوله يعانونها.
لكن ما أريد أن أتوقف عنده هنا هو «الغضب»، كثير منا يلاحظون أن ردود أفعالنا تتسم بالانفعال والتعبير باستخدام كلمات غاضبة، وهناك سلوكيات تصل في كثير من الأحيان للعنف مثلما يحدث في بعض مدارسنا، حيث يقوم التلاميذ والطلبة في سني المراهقة باستخدام وسائل عنف ليس من الطبيعي أن يستخدمها الطلاب عادة حتى في حال تصنيفهم مشاغبين.
كان المشاغب في الصف مجرد مهرج يثير الضحك بينما أصبح المشاغب الآن يستخدم أدوات عنف تؤذي الآخرين بشكل يهدد حياتهم أحياناً.
في كل الأدبيات ثمة من يعتبر الغضب حالة سوداء… والحديث الشريف المعروف عن الرجل الذي قال للنبي (ص) أوصني قال: لا تغضب فردد مراراً فقال: لا تغضب.
وقد تعلمنا جميعاً أن الغضب عاطفة سلبية، بينما تعتبر القوة هي السيطرة على الغضب، والجميع على دراية بأن الغضب أوله جنون وآخره ندم.
لا يمكنك أن تسأل شخصاً سورياً لماذا أنت غاضب؟!
القائمة التي يمكن أن يقدمها لك كثيرة جداً، وسيكون صعباً أن تجد شخصاً ليس لديه ما يثير غضبه.
هناك ما يسمى «الغضب الانزياحي» وسأحاول أن أشرح هذه الفكرة ببساطة.. عندما تكون غاضباً من شيء ما أو شخص فإن غضبك يظهر مع شخص آخر أو من شيء آخر، ربما هي أشبه «بفشة خلق».
مع كل هذا ما ألاحظه أن قدرة السوريين على التحكم بالغضب مقارنة بما مرّ بهم تعتبر جيدة. ولدينا أشياء كثيرة تعطينا صورة مقبولة إن لم تكن جيدة من الصحة النفسية للسوريين.
فما زال الكثير يتمتع بحسن الفكاهة وبالإقبال على الحياة وبالأمل، ولدينا إرث جيد في مواجهة الصعاب، وقد تعلمنا أشياء كثيرة على مدى السنوات السابقة.
أخيراً… ليس كل الغضب ضاراً، ففيه منافع كثيرة منها أنك تفرغ الشحنات السلبية وتطلق المكبوت فيك، ومع ذلك تبقى النصيحة الذهبية على مر العصور ولكل الأجيال: لا تغضب.

أقوال:
– المسامحة هي اقتصاد القلب، إنها غفران يحميك من نفقة الغضب وتكلفة الكراهية.
– إذا حاججت فلا تغضب، فإن الغضب يدفع عنك الحجة ويظهر عليك الخصم.
– الغضب هو العقاب الذي نعاقب به أنفسنا مع خطأ اقترفه شخص آخر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن