سورية

انتقد إلقاء واشنطن أسلحة لـ«الحر».. وسأل عن ضمانات ألا تنتهي بيد داعش … بوتين: هدفنا مكافحة الإرهاب في سورية.. والغرب لم يرد على اقتراح بعقد حوار سياسي عسكري رفيع حولها وعمليات التحالف لم تأت بنتائج تذكر

وكالات :

نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس أن تكون بلاده ساعيةً وراء لعب دور الزعامة في سورية، مشيراً إلى أن هدفها ينحصر في العمل على مكافحة الإرهاب الذي يهدد العالم، وكشف أن واشنطن وبروكسل لم ترد على اقتراح باستضافة العاصمة الروسية موسكو لقاء سياسياً عسكرياً رفيع المستوى حول سورية، معتبراً أن الاتصالات الروسية الأميركية، الجارية على المستوى العسكري، حول مكافحة الإرهاب «غير كافية».
وإذ أشار إلى أن عمليات التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد تنظيم داعش الإرهابي، لم تأت بنتائج تذكر، انتقد بوتين إلقاء واشنطن للأسلحة لميليشيا «الجيش الحر»، متسائلاً أين هذا الجيش؟ وما الضمانات بألا تصل الأسلحة ليد التنظيم المتطرف، وكشف أن واشنطن رفضت طلب موسكو تسليمها إحداثيات الأهداف الإرهابية التي ينبغي قصفها، وغير الإرهابية التي لا ينبغي قصفها في سورية.
وخلال مشاركته في أعمال منتدى الاستثمار «روسيا تنادي»، قال بوتين، وفقاً لما نقله موقع قناة «روسيا اليوم» الالكتروني: «أريد أن أشدد على أننا لا نسعى للزعامة في سورية بأي شكل من الأشكال.. في سورية زعيم واحد فقط وهو الشعب السوري»، وأوضح أن روسيا تسعى إلى «المساهمة بقسطها في مكافحة الإرهاب الذي يهدد الولايات المتحدة وروسيا والدول الأوروبية والعالم برمته».
وأكد أن جميع العمليات الروسية في سورية تنفذ بمراعاة صارمة لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، لافتاً إلى أن ذلك ما يميز الحملة الجوية الروسية في سورية عن الغارات التي يشنها التحالف الدولي بقيادة واشنطن والذي يعمل في الأراضي السورية من دون تفويض من مجلس الأمن الدولي ومن دون موافقة الحكومة السورية.
وشدد الرئيس الروسي على أن بلاده تواصل بذل جهودها بإصرار من أجل توحيد الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب، لكي تكون نتائج تلك الجهود واضحة ولكي تساهم فعلاً في تحقيق الهدف وهو القضاء على الإرهاب الدولي، وأقر بأن الاتصالات بين موسكو وواشنطن حول مكافحة الإرهاب تجري حالياً على مستوى العسكريين، معتبراً أن هذا النطاق غير كاف.
ودعا بوتين إلى رفع الجهود على المسار السوري إلى مستوى أكثر موضوعية مع التركيز على العملية السياسية. وإذ أكد استعداد روسيا لمثل هذا العمل، كشف أن موسكو لم تتلق حتى الآن رداً أميركياً على اقتراحاتها بهذا الشأن.
وفي هذا السياق أوضح أنه سبق أن عرض على الأميركيين إرسال وفد رفيع المستوى إلى واشنطن برئاسة رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف لبحث تحديات الأزمة السورية، لافتاً إلى أن الوفد يجب أن يضم نواباً لرئيس هيئة الأركان الروسية وممثلي وكالات الاستخبارات. كما كشف أنه اقترح على الأميركيين والأوروبيين عقد لقاء خاص بسورية في موسكو على مستوى عسكري وسياسي رفيع، لكنه لم يتلق حتى الآن رداً على اقتراحه هذا أيضاً.
واستنتج قائلاً: «(إذا) كنا نريد من جهودنا أن تكون فعالة، فعلينا ألا نكتفي بتوجيه الضربات الصاروخية، بل يجب التوصل إلى تسوية سياسية (في سورية)» موضحاً أن هذا الهدف يتطلب من الروس والأميركيين والأوروبيين «تشجيع القوى الموجودة داخل (سورية) على العمل المشترك». كما شدد على أهمية التعاون حول سورية مع دول المنطقة، بما فيها تركيا والأردن والإمارات والعراق، فيما يخص تسوية الأزمة السورية. وخص تركيا، التي توترت علاقاتها بموسكو مؤخراً على خلفية خرق طائرات حربية روسية للأجواء التركية قادمة من سورية، واصفاً إياها، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء، بـ«أحد أهم شركاء روسيا»، مشيراً إلى حاجة موسكو إلى «فهم سبل بناء علاقات مع تركيا لمحاربة الإرهاب».
من جهة أخرى ذكَّر الرئيس الروسي بأن عمليات التحالف الدولي بقيادة واشنطن والذي يشن غارات على مواقع داعش في سورية منذ أكثر من عام، لم تأت بنتائج تذكر. وأردف قائلاً: «لقد نفذوا أكثر من 500 ضربة في أراضي سورية، وأنفقوا، حسب البيانات الرسمية فقط، نصف مليار دولار على تدريب «الجيش السوري الحر». كما أنهم أعلنوا مؤخراً عن إلقاء كميات من الذخيرة والعتاد من طائرات لدعم «الجيش الحر»، وأضاف متسائلاً: «لكن أين هذا الجيش الحر؟». كما تساءل قائلاً: «أين الضمانات بأن هذه الذخيرة والعتاد لن تقع مجدداً في أيدي إرهابيي داعش كما حدث أثناء تدريب قوات أخرى للمعارضة السورية؟»، في إشارة إلى إعلان واشنطن إلقاء طرود ذخائر وأسلحة للمسلحين شمال سورية يوم الأحد الماضي.
ونفى بوتين الاتهامات الغربية الموجهة إلى روسيا بأن عمليتها العسكرية في سورية تستهدف «المعارضة المعتدلة» وليس تنظيم داعش. وأوضح أن الجانب الروسي طلب من شركائه تسليمه إحداثيات الأهداف الإرهابية في سورية، لكن الدول الغربية رفضت بذريعة أنها «غير مستعدة لذلك». ولذلك، طلبت موسكو من واشنطن مؤخراً تزويدها بالمعلومات عن الأهداف التي لا يجوز أن تضربها الطائرات الروسية، لكن الأميركيين رفضوا مرة أخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن