سورية

وزير الخارجية يختتم زيارته إلى طهران.. وشمخاني يؤكد التزام بلاده معها بمكافحة الإرهاب.. وحاتمي: سنكون جنباً إلى جنب في إعادة الإعمار … الرئيس روحاني للمقداد: ندعم سورية كحليف إستراتيجي حتى النصر النهائي

| وكالات

اختتم وزير الخارجية والمغتربين، فيصل المقداد، أمس، زيارته إلى طهران بعد مباحثات أجراها لليوم الثاني على التوالي مع كبار المسؤولين الإيرانيين، الذين جددوا تأكيد وقوف بلادهم إلى جانب سورية ودعمها كحليف إستراتيجي حتى تحقيق النصر النهائي وتحرير أراضيها المحتلة بما فيها الجولان العربي السوري، وتعاونها معها في محاربة الإرهاب وإعادة الإعمار وتسهيل عودة اللاجئين والمهجرين إلى مدنهم وقراهم.
وذكرت وكالة «سانا»، أن المقداد التقى الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي أكد أن العلاقات بين إيران وسورية إستراتيجية وأخوية، مشدداً على أن مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والإرهاب هدف مشترك للبلدين.
ولفت روحاني إلى أن العلاقات بين طهران ودمشق التي يعود تاريخها إلى انتصار الثورة الإسلامية في إيران تستمر اليوم بقوة وبإرادة وقرار مسؤولي البلدين.
وشدد روحاني على أن بلاده ستقف دائماً إلى جانب سورية حكومة وشعباً وهي مصممة على دعمها كحليف إستراتيجي وستظل دائماً معها حتى النصر النهائي، مشيراً إلى أهمية التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف لإعادة إعمار سورية وتسهيل عودة اللاجئين والمهجرين إلى مدنهم وقراهم وأن إيران تعتبر صيغة أستانا مفيدة للحفاظ على مصالح سورية ووحدة أراضيها.
ولفت إلى أن مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومكافحة الإرهاب هما الهدف المشترك بين البلدين، وقال: «لا يساورنا أي شك بأننا يجب أن نستمر في المقاومة حتى النهاية والقضاء على الإرهابيين».
وأدان روحاني توقيع الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب على وثيقة تعترف من خلالها واشنطن بضم الجولان العربي السوري المحتل للكيان الإسرائيلي، مؤكداً أن علينا مواجهة المحتلين الصهاينة حتى تحرير الأراضي المحتلة بما فيها الجولان السوري.
من جهته، وصف المقداد العلاقة بين طهران ودمشق بأنها من أكثر العلاقات السياسية في العالم قيمة ونزاهة، وقال: «نعتقد أن على الدول الأخرى أن تتعلم كيفية بناء علاقة صداقة حقيقية وكيفية مواصلتها بقوة من هذه العلاقات»، مؤكداً التصميم على تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.
واعتبر المقداد، أن انتهاك الالتزامات والاتفاقيات الدولية من جانب الحكومة الأميركية غير منطقي، وأوضح أن توقيع الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة «خمسة زائد واحد» كان بنّاءً ومفيداً، كما أن جهود إيران لإلزام الأطراف المتفاوضة بالوفاء بتعهداتها كانت مناسبة وبناءة.
وقبل ساعات قليلة من اللقاء مع روحاني التقى المقداد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني وبحث معه، حسب «سانا»، التعاون الإستراتيجي بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب وآخر التطورات السياسية والأمنية في المنطقة والعالم.
وأكد المقداد، المواقف المبدئية التي تجمع الشعبين السوري والإيراني ولاسيما في ظل التطورات الإقليمية والدولية والتحديات التي تفرضها القوى الدولية عليهما لاستهداف هذه المواقف ومحاولات الضغط عليهما للتخلي عنها.
وشدد على أن التوصل إلى السلام والأمن المستدام في المنطقة مرهون بتغيير نهج بعض الدول في دعمها للإرهاب وفرضها الحصار الاقتصادي على الشعوب ومحاولتها التدخل في الشؤون الداخلية للدول وانتهاك سيادتها واستقلالها.
وعبّر المقداد عن ارتياحه للمستوى الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، مشيداً بالدعم الإيراني لسورية طوال حربها على الإرهاب.
بدوره، أعرب شمخاني عن التزام بلاده المستمر بالتعاون مع سورية في مكافحة الإرهاب وصولاً إلى انتهاء الحرب الإرهابية المفروضة على الشعب السوري، مؤكداً ضرورة الالتزام بوحدة وسلامة أراضي سورية وسيادتها واستقلالها وانسحاب القوات الأميركية والقوات غير الشرعية الأخرى منها بشكل تام.
وأدان شمخاني الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية التي تمثل انتهاكاً سافراً للقوانين الدولية وصمت المجتمع الدولي عنها.
المقداد التقى أيضاً كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة علي أصغر خاجي، حيث عبّر الجانبان عن ارتياحهما لاستمرار التنسيق والتشاور بين البلدين في كل المجالات وكذلك النتائج التي حققها انعقاد المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين في دمشق والتي فضحت زيف ادعاءات بعض الدول التي تدّعي حرصها على الشعب السوري ومحاولاتها إعاقة عقد المؤتمر والإساءة للجهود المبذولة من الحكومة السورية والدول الصديقة لإنجاحه.
وأكد المقداد التزام سورية بالعملية السياسية بالتوازي مع استمرارها بممارسة حقها في مكافحة الإرهاب الذي بات يهدد العالم أجمع من خلال الاعتداءات الإرهابية التي تشهدها العديد من المناطق وثبوت ارتباط التنظيمات الإرهابية التي تنفذ هذه الاعتداءات بأجهزة المخابرات الغربية، مشيراً بشكل خاص إلى استمرار النظامين الأميركي والتركي في دعمهما لهذه التنظيمات الإرهابية في سورية بهدف إفشال العملية السياسية فيها وإعاقة الجهود المبذولة لتحقيق التقدم المنشود وإعادة الأمن والاستقرار إلى كل أراضيها.
ونوه الجانبان بالدور الإيجابي للوفد الوطني السوري في اجتماعات لجنة مناقشة الدستور الأخيرة في جنيف، وأكدا أن هذه اللجنة هي سيدة نفسها وأنهما يدعمان عملها وفق قواعد الإجراءات التي تم الاتفاق عليها سابقاً ومن دون أي تدخل خارجي من أي جهة كانت وأدانا محاولات بعض الدول التدخل في عملها والتأثير سلباً على مجريات اجتماعاتها.
وفي ختام زيارته إلى طهران قام المقداد بتسجيل كلمة في سجل التعازي المفتوح في وزارة الدفاع الإيرانية باستشهاد العالم النووي محسن فخري زاده، حيث كان في استقباله وزير الدفاع العميد أمير حاتمي وكبار المسؤولين العسكريين.
وعقب ذلك، بحث المقداد وحاتمي التعاون والتنسيق المشترك بين الجانبين في كل المجالات، حيث أكد المقداد أهمية استمرار هذا التعاون لمواجهة التحديات والاعتداءات والجرائم الإرهابية والعدوان الممارس من الكيان الإسرائيلي والدول التي تدعمه وآخرها اغتيال فخري زاده.
وشدد المقداد على أن عملية استهداف عالم نووي كفخري زاده سيسجلها التاريخ جريمة إرهابية بحق الإنسانية والبشرية جمعاء ووصمة عار بحق «إسرائيل» وداعميها، مؤكداً أن الرد على هذه الجرائم حق مشروع.
من جانبه أكد حاتمي استمرار دعم بلاده لسورية، وقال: «كما كنا جنباً إلى جنب في محاربة الإرهاب سنكون جنباً إلى جنب في إعادة الإعمار».
وبدأ وزير الخارجية والمغتربين مساء الأحد الماضي زيارة رسمية إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية تلبية لدعوة من وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن