سورية

واشنطن أزالتها من قائمة «التنظيمات الإرهابية» إلى التي تشكّل «مصدر قلق خاص» … العكام لـ«الوطن»: تصنيف أميركا الجديد لـ«تحرير الشام» يهدف للتنصل من اعتبارها كياناً إرهابياً

| موفق محمد

اعتبر عضو مجلس الشعب، محمد خير العكام، أن تصنيف الولايات المتحدة الأميركية لما يسمى «هيئة تحرير الشام»، على قائمة الكيانات المندرجة تحت مسمى «مصدر قلق خاص»، يهدف إلى التنصل من اعتبار هذه الكيانات كيانات إرهابية، وفقاً للقرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي في هذا الخصوص.
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال العكام، أستاذ القانون العام في كلية الحقوق – جامعة دمشق: «تغيير تصنيفات التنظيمات الإرهابية من قبل وزارة الخارجية الأميركية له بُعد سياسي، والهدف منه في هذا الوقت التنصل من اعتبار هذه الكيانات كيانات إرهابية، وفقاً للقرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي في هذا الخصوص».
وسبق أن أدرجت أميركا في أيار 2018 «هيئة تحرير الشام» على قائمة الإرهاب، معتبرة أن تعديل اسم «جبهة النصرة» إلى «هيئة تحرير الشام» لا يخدعها.
لكن الولايات المتحدة الأميركية، صنفت أول من أمس «تحرير الشام» التي يعتبر تنظيم «جبهة النصرة» المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية عمودها الفقري، وتسيطر على أجزاء واسعة من محافظة إدلب والأرياف المحيطة بها، على قائمة الكيانات المندرجة تحت مسمى «مصدر قلق خاص»، والتي تضم دولاً إسلامية أبرزها السعودية وإيران وتنظيمات «جهادية» أخرى حول العالم كتنظيم داعش.
وجاء التصنيف في تقرير حول «الحريات الدينية» لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، وقال فيه: إن «بلاده ستواصل العمل بلا كلل لإنهاء الانتهاكات والاضطهاد بدوافع دينية في جميع أنحاء العالم، وللمساعدة في ضمان أن لكل شخص، في كل مكان وفي جميع الأوقات، الحق في العيش وفقاً لما يمليه عليه ضميره».
وأوضح العكام، أن الهدف من وراء التصنيف الجديد لـ«تحرير الشام» من قبل الخارجية الأميركية هو «التنصل من تطبيق القرار 1373 على هذه الكيانات»، معتبراً أن هذا يدل على قرب الدول المعادية لسورية من هذه التنظيمات منذ بداية الحرب التي شنت على سورية وتريد أن تستخدمها في الضغط على سورية سياسياً.
ولفت العكام إلى أن تلك الدول لم تستطع عبر إيجاد هذه الكيانات تحقيق أهدافها، والآن تريد عبر تغيير تصنيف هذه الكيانات تحقيق هذه الأهداف.
وجاء إعلان وزير الخارجية الأميركي في نهاية ولاية الرئيس دونالد ترامب وبعد زيارة جويل ريبيرن المبعوث الأميركي الجديد للرئيس المنتخب جو بايدن الخاص بسورية إلى تركيا في الخامس من الشهر الجاري.
وتؤكد الكثير من التقارير والدراسات دعم النظام التركي لـ«تحرير الشام» والتنظيمات الإرهابية الأخرى المنتشرة في إدلب والأرياف المحيطة بها.
وقال العكام: «الذي اتخذ هذا القرار هو إدارة ترامب في أيامها الأخيرة، وهذا يعني أن هذه الإدارة لديها معلومات – وهذا في التحليل- أن إدارة الرئيس الجديد تريد أن تغير في تعاملها مع هذه الكيانات، أو أن ترامب يريد أن يستبق الأحداث من خلال فرض وقائع عليها في هذا الإطار، والتحليلات تقول إن هناك تشدداً أو تغيراً في الإدارة الأميركية الجديدة في طريقة التعامل مع تركيا أردوغان، وبالتالي يبدو أن هناك صفقة بين إدارة ترامب ونظام أردوغان في هذا الإطار لتقييد الإدارة الأميركية الجديدة في هذا الأمر، وإعطاء نظام أردوغان المزيد من الوقت للتعامل مع هذه التغيرات».
وأوضح العكام، أن هناك أدلة دامغة على أن هناك رجالاً في حكومة أردوغان مسؤولون مباشرة عن دعم هذه الكيانات، وبالتالي وصفها بالإرهابية يحملها مسؤولية دولية، وبالتالي يبدو أن هناك اتفاقاً بين إدارة ترامب ونظام أردوغان لتخليص الأخير من المسؤولية.
وإن كان التصنيف الجديد للإدارة الأميركية لمثل هذه الكيانات يمكن أن يؤثر في تصنيفها دولياً على اللوائح الإرهابية، قال العكام: هذا التصنيف «لا يغير من الحقيقة شيئاً، فالقرار 2253 تكلم بدقة وحمّل الدول مسؤوليات محاربة الإرهاب، إضافة إلى القرار 1173 الذي صدر في أعقاب أحداث أيلول في العام 2001، وهناك إشارة إلى ذلك في ديباجة القرار 2254 إلى اعتبار «النصرة» و«داعش» والكيانات المرتبطة بهما أنها كيانات إرهابية، وبالتالي هذا القرار والتصنيف الجديد لتخليص النظام التركي من تبعية دعم هذه الكيانات وحتى لتخليص الإدارة الأميركية ذاتها من ذلك يكشف الأثر السياسي في هذه التصنيفات».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن