أهالي الجولان يمنعون الاحتلال من المضي بمشروع المراوح.. ودمشق: الجولان جزء من أراضينا وسنستعيده … المقت: الاحتلال هُزم بالميدان ومشروعه لن يمر إلا على جثثنا
| سيلفا رزوق
أدانت سورية بشكل مطلق، الإجراءات الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل، مجددة دعمها اللامحدود لمواطنيها أهالي الجولان المحتل في إضرابهم العام ضد هذه الإجراءات، وما قاموا به أمس من تنفيذ إضراب واحتجاجات على مخطط الاحتلال إقامة توربينات هوائية عملاقة على أراضيهم.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان لها حول الجرائم الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل، حسب «سانا»: إن السكان العرب السوريين أهالي الجولان السوري المحتل رفضوا الخطط الإسرائيلية للاستيلاء على أراضيهم، ووقفوا في وجه الإجراءات القمعية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى ترهيبهم، والاستيلاء بالقوة المسلحة على أراضيهم، وتصدوا بكل الوسائل لقوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء محاولتها تنفيذ المخطط الاستعماري والتدميري بإقامة هذه التوربينات على أراضيهم.
بيان الخارجية أكد رفض وإدانة الجمهورية العربية السورية، للممارسات الاستعمارية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، باعتبارها انتهاكاً صريحاً لقواعد القانون الدولي، واتفاقية جنيف الرابعة عام 1949، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وقرار مجلس الأمن رقم 497 عام 1981، الذي اعتبر قرار «إسرائيل» الخاص بفرض قوانينها وولايتها القضائية وإدارتها على الجولان السوري المحتل لاغياً وباطلاً، وليس له إثر قانوني دولي.
وأكدت الوزارة في البيان، أن الجولان السوري المحتل جزء لا يتجزأ من أراضي الجمهورية العربية السورية، وستعمل حكومة الجمهورية العربية السورية على استعادته كاملاً، بجميع الوسائل المتاحة التي يكفلها القانون الدولي، باعتباره حقاً أبدياً لا يسقط بالتقادم.
وأضافت: «كما تجدد سورية دعمها اللامحدود لمواطنيها العرب السوريين، أهالي الجولان السوري المحتل في إضرابهم العام ضد هذه الإجراءات الإسرائيلية، ورفضهم قرار ضم الجولان إلى كيان الاحتلال، وسياسة الاستيلاء على الأراضي والممتلكات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الجولان السوري المحتل».
وختمت الوزارة بيانها بالقول: «إن الجمهورية العربية السورية، تدعو المجتمع الدولي إلى عدم السكوت عن الانتهاكات والممارسات اللاإنسانية الممنهجة، التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، الرامية لتكريس احتلالها للجولان السوري، بما في ذلك عن طريق تغيير الطابع الديموغرافي والجغرافي والثقافي والأمني والسياسي في الجولان السوري المحتل.
مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري وفي مقابلة مع قناة «الميادين»، أكد أن الدولة السورية عازمة على استعادة الجولان المحتل بكل الطرق التي يكفلها القانون الدولي، وهي تقف بصلابة خلف أهالي الجولان المحتل، مؤكداً أنه على مدى 53 عاماً فشلت قوات الاحتلال في فرض الجنسية عليهم، وكل السوريين في الجولان السوري المحتل فخورون بانتمائهم وهويتهم السورية.
الجعفري أشار إلى أن النظام التركي يقوم بممارسات احتلالية مخالفة للقانون الدولي في سورية، وهو باحتلاله لأجزاء من سورية، ودعم الإرهاب يصبح في مصاف «إسرائيل».
من جهته، اعتبر مندوب سورية الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف السفير حسام الدين آلا، أن مخطط سلطات الاحتلال الإسرائيلي إقامة توربينات هوائية عملاقة على أراضي أهالي الجولان السوري المحتل، يؤكد إصرارها على تنفيذ سياساتها الاستيطانية، داعياً إلى التنديد بهذه الانتهاكات للحقوق الأساسية لأبناء الجولان السوري المحتل.
وأوضح آلا في رسالة وجهها إلى مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه، حول ممارسات سلطات كيان الاحتلال والانتهاكات الجسيمة والممنهجة لحقوق الإنسان، التي ترتكبها بحق أهلنا في الجولان السوري المحتل، أن الجمهورية العربية السورية حذرت مراراً وتكراراً ومنذ مرحلة التخطيط من مخاطر ما تقوم به سلطات الاحتلال من إجراءات بهذا الشأن، وما يشكله من انتهاكات جسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني ومخاطر صحية وبيئية على أهالي الجولان، داعياً المفوضة السامية لحقوق الإنسان، إلى التنديد بالممارسات الإسرائيلية الاستيطانية والانتهاكات الناجمة عنها، للحقوق الأساسية لأبناء الجولان السوري المحتل، ورصد الآثار الكارثية لهذا المخطط الاستيطاني وتسليط الضوء عليها من خلال الآليات المختلفة التابعة لمكتبها بما يسهم في الضغط على السلطة القائمة بالاحتلال لوقفه، وتجنب آثاره وكذلك وقف كل الممارسات الاستيطانية غير القانونية والإجراءات القمعية بحق السوريين أهالي الجولان السوري المحتل.
الأسير السوري المحرر صدقي المقت وفي تصريح لـ«الوطن» أشار إلى أن أهالي الجولان وبعد 53 سنة من الاحتلال، قدموا مشهداً من الصمود والتمسك بالأرض، يصعب وصفه، لافتاً إلى أنه خلال الاجتماع الحاشد الذي عقد مساء أول من أمس في مقام الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري، اتخذ قرار وحيد بلا تراجع عنه وهو الإضراب الشامل بكل مرافق الحياة والتوجه للأراضي التي تنوي سلطات الاحتلال إقامة المراوح عليها.
وأكد المقت أن الأهالي كانوا بانتظار أن يبزغ الفجر، لأن الناس متشوقة للمواجهة ومتشوقة للكرامة والبطولة وللاستشهاد أيضاً، حيث توجهوا عند الصباح الباكر باتجاه الأراضي التي تنوي الشركة الإسرائيلية إقامة المراوح عليها، في شوق للمواجهة لطرد هذه الآليات، وعند الاقتراب من تلك الآليات وقفت شرطة الاحتلال المدججة بالاحتلال لمنع الأهالي الذين واجهوا هذه القوات وجرت اشتباكات عنيفة جداً وقامت قوات الاحتلال باستخدام القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي لكنها لم تتمكن من منع تقدم الاهالي الذين وصلوا لبعد متر واحد فقط من الآليات الإسرائيلية، لافتاً إلى أنه وعندما شعرت قوات الاحتلال بعجزها عن مواجهة الأهالي طلبت منهم الابتعاد قليلاً حتى يأخذوا فرصة بالانسحاب رغم أن الأهالي لم يكن لديهم أي سلاح، لكنهم صرخوا بوجه الاحتلال بأنهم قادمين للموت ولن يسمحوا بإقامة هذه المراوح.
ولفت المقت إلى أن قوات الاحتلال غادرت المنطقة لكنها قامت باعتقال ثمانية من أهلنا المنتفضين في الجولان، كما أصيب عدد آخر.
وأوضح المقت أنه وفور مغادرة قوات الاحتلال المنطقة اتخذ قرار ميداني من قبل الأهالي بالتوجه لمركز شرطة الاحتلال الموجود في قرية مسعدة المحتلة، حيث جرى تطويقه والطلب إطلاق سراح المعتقلين، وقال: «كنا جاهزين لكل الاحتمالات، حيث جرت مفاوضات بطلب من الاحتلال، لينتهي الأمر بإطلاق سراح ستة من المعتقلين، على أن يتم (اليوم) إطلاق سراح اثنين آخرين، كما أعلن الاحتلال تجميد مشروع المراوح لستة أشهر قادمة».
وأكد المقت أن الاحتلال هُزم بالميدان، بصمود وعزيمة الأهالي بالجولان، وهو أدرك حجم الرفض والتسابق لمواجهته، مشدداً على أن أهالي الجولان سيسمحون بمرور هذا المشروع فقط على جثثهم، لأنه مشروع احتلالي للاستيلاء على الأرض، وهو يريد تهجير الأهالي وإقامة مستوطنات بذريعتها.
المقت أكد جهوزية أهالي الجولان لمواجهة الاحتلال في أي لحظة يقرر استئناف إقامة هذه المراوح وكما كان هذا الموقف المشرف سيكون هناك مواقف أكثر صلابة وتصميم على منع الاحتلال من تنفيذ مخططاته.