نحاول قدر الإمكان أن نبتعد عن التفاصيل المزعجة التي ترافق عمل اتحاد السلة المؤقت، حتى لا يقال عنا بأننا لا ننظر إلا لنصف الكأس الفارغ، لكن هذه التفاصيل المزعجة تلاحقنا حتى عندما نكون خارج التغطية.
ما سنذكره ليس سراً ولا مشهداً من أفلام الأكشن، وإنما هو حقيقة ماثلة حصلت فصولها في صالة الفيحاء الفرعية.
ويبدو أن اتحادنا المؤقت بات مؤهلاً وبقوة لدخول سجل غينيس للأرقام القياسية ليس لإنجازاته، ولا لخططه، ولا لبراعة أعضائه وخبرتهم وتعاطيهم الدائم مع اللعبة، بل لهفواته التي باتت عناوين بارزة في مسابقاته المحلية.
هل يصدق أن تقام مباراة في دوري الناشئين من دون وجود مراقب لها، نعم أيها السادة، المؤقتون على سلتنا فعلوها ونجحوا في إقامة مباراة بين فريقي الثورة والجيش من دون وجود المراقب الذي يعد حضوره القائد والحكيم والناصح لأي خطأ قد يطرأ على مجريات اللقاء.
المباراة بدأت من دون أن ينتبه الفريقان لعدم وجود المراقب، بينما تغاضى طاقم الحكام وهذه واحدة تسجل عليهم، وما إن مضت دقائق قليلة من عمر المباراة وقع خطأ فني أثار استغراب الفريقين له، وبين الأخذ والرد والمشاورة توصل الفريقان إلى ضرورة التوجه لمراقب اللقاء، وهنا انتبه مدربا الفريقين لغيابه، واكتشفا تستر طاقم الحكام عنه، فاختلط الحابل بالنابل وعمت فوضى عارمة كادت توصل المباراة لمرحلة لا يحمد عقباها.
والسؤال هنا: أين أعضاء الاتحاد الذين لم يتنازلوا عن عرشهم العاجي لحضور مباراة لدوري الفئات العمرية من هذا الخطأ الفاضح، ولو كانت هناك متابعة لما وقع الفريقان في هذا الخطأ، ثم كيف لطاقم الحكام وهم المعنيون بإيصال اللقاء إلى بر الأمان أن يتغاضوا عن غياب المراقب ويسمحوا بانطلاقة المباراة.
يبدو أن هاجس قبض أجور المباريات وأذونات السفر باتت محرزة، وكان حرياً منهم عدم إطلاق العنان لصافرة اللقاء قبل تواجد المراقب البديل، ثم أين لجنة الأمور المستعجلة التي شكلها الاتحاد، والتي من صلب عملها التدخل السريع لإيجاد الحلول لهذه الهفوات ضماناً لسير المباريات من دون أي منغصات.
فتصورا لو أن أحداث اللقاء تفاقمت نتيجة الخطأ ووصل الأمر إلى تشابك وضرب بين لاعبي الفريقين، فمن كان سيقوم بدور المراقب في إخماد فتيل الشغب.
على اتحاد السلة المؤقت تشكيل لجنة تحقيق فورية ومساءلة طاقم الحكام عن كيفية التستر عن غياب المراقب، ومن الذي سمح لهم بانطلاقة المباراة، وفرض عقوبات رادعة بحقهم كي يكونوا عبرة لكل من يتهاون بعمله.
وكلنا أمل ببعض أعضاء الاتحاد المحبين للعبة والمخلصين لها بعيداً عن عبارات التنظير والأخذ والرد، وأن يتم معالجة الموضوع خوفاً من تكراره في لقاءات حساسة قد يحصل ما لا يحمد عقباه، وحينها لن ينفعنا الندم ولا التحسر على ما فات.