قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن روسيا هي الدولة الأكثر دعماً لإيران في مواجهة العقوبات الغربية الأحادية، مشيراً إلى أنه لا ينبغي مراجعة الاتفاق النووي وطرح قضايا أخرى فيه.
وأضاف لافروف أمس السبت: «نحن لا نرفض فقط الاعتراف بالعقوبات الأحادية الجانب، ولكننا ندعم إيران بأفعال ملموسة، ربما نفعل أكثر من أي شخص آخر، وطهران تعلم جيداً أننا نقوم بذلك.
وأشار إلى أنه «إذا ترجمنا هذا إلى أرقام، فإننا نتحدث عن مليارات الدولارات، ويجري العمل في جميع المجالات، من الزراعة إلى تكنولوجيا المعلومات».
وأشار لافروف إلى أن حجم التجارة بين البلدين زاد العام الماضي بأكثر من 20 بالمئة، وفي النصف الأول من هذا العام (عندما تأثرت بالفعل تداعيات وباء كوفيد-19) زاد بنسبة 8 بالمئة، حسبما ذكرت وكالة «إرنا».
وفيما يخص الاتفاق النووي، قال لافروف: «نعتقد أن موقف الولايات المتحدة من الاتفاق النووي غير بنّاء، وهناك قوى في الولايات المتحدة تريد تقويضه».
وأكد لافروف أنه على الرغم من الاستفزازات الأميركية، فإن إيران تفي بالتزاماتها في الاتفاق النووي وتنفذ البروتوكول الإضافي واتفاقية ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي يحترمها ويشيد بها المجتمع الدولي.
وقال إن «إيران وروسيا لاعبان عالميان قويان وبإمكانهما أن يلعبا دوراً في النظام العالمي ويمكن الآن تحقيق مبادئ ميثاق الأمم المتحدة التي تؤكد مساواة حقوق الشعوب والعدالة أكثر فأكثر.
وتطرق لافروف إلى قضية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة، مشيراً إلى أهمية إعلام المجتمع الدولي بنتائج التحقيق في مقتل العالم النووي محسن فخري زاده.
وأشار لافروف إلى أن اغتيال فخري زاده استفزاز يهدف إلى زعزعة استقرار الوضع في المنطقة، وقال: «لقد سمعت أن إيران أعلنت التوصل إلى بعض النتائج في التحقيق في عملية الاغتيال، سيكون من المهم للجميع معرفة النتائج التي تم التوصل إليها خلال التحقيق، عندما يرى الجانب الإيراني أن ذلك ممكن».
وأشار لافروف إلى أن موسكو أدانت مقتل القائد السابق لفيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في مطار بغداد، وقال: «اعترف الأميركيون أنهم فعلوا ذلك، هذا موقف غير مقبول لأي دولة».
وفيما يتعلق بحرب قره باغ قال لاوروف: إنه يجب أن نختتم الآن المفاوضات، يمكن تحويل هذه المنطقة من منطقة صراع إلى منطقة للتعايش السلمي ويمكن لأرمينيا وجورجيا وجمهورية أذربيجان العيش معاً في السلام.
وأعرب لافروف عن ثقته في أن روسيا وإيران لديهما إمكانات كبيرة لتوسيع العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية، فضلاً عن التعاون العسكري التقني.
على خط مواز، وصف وزير الخارجية النمساوي ألكساندر شالنبرغ قرار الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن بالعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران بأنه مشجع وقال إن فيينا ستلعب بالتأكيد دورها في تسهيل المفاوضات بين الجانبين مؤكداً ضرورة العودة إلى الاتفاق النووي.
وسبق أن أكد بايدن في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأميركية أنه لن يسمح لإيران بحيازة أسلحة نووية، إلا أنه أكد أنه ما زال متمسكاً بموقفه من رفع العقوبات التي فرضها ترامب في حال امتثال إيران للاتفاق النووي، معتبراً أن أفضل طريقة لتحقيق بعض الاستقرار في المنطقة هو التعامل مع البرنامج النووي
وقال ألكساندر شالنبرغ أمس السبت رداً على سؤال مراسل «إرنا» حول موقف النمسا من هذه القضية: إن فيينا ملتزمة بالاتفاق النووي وتدعم أيضاً جهود أعضاء الاتفاق النووي للحصول على حل دبلوماسي كخطوة إلى الأمام.
وأضاف: إنه يتعين على جميع الأطراف العودة إلى الاتفاق النووي الذي يعد نموذجاً لأعلى مستوى للنظام متعدد الأطراف.
ووصف رئيس السلك الدبلوماسي النمساوي اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي الذي من المقرر أن يعقد في فيينا الأربعاء القادم رغم القيود المفروضة بسبب تفشي فيروس كورونا، بأنه حيوي من أجل إبقاء التواصل بين الأطراف المعنية بالاتفاق.
وأعرب عن وجهات نظره بشأن العلاقات الثنائية مع إيران قائلاً: نحن فخورون بـ160 عاماً من العلاقات الدبلوماسية المستقرة والودية مع إيران ونريد بالتأكيد مواصلة هذه العلاقات.
وأشار الدبلوماسي النمساوي إلى زيارته الأخيرة لإيران في آذار الماضي وقال إنني كنت آخر وزير خارجية لدولة غربية زار إيران قبل تفشي كوفيد -19 وأجريت محادثات بناءة مع رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية ووزير الخارجية الإيراني».