سورية

قضية تهريب الضباط الأتراك لآثار إدلب تتفاعل: «النصرة» المورّد الأول.. وآخر ضحية «تل آفس»

| حلب- خالد زنكلو

تفاعلت قضية توقيف الاستخبارات التركية لأحد ضابط جيش الاحتلال التركي نهاية الشهر المنصرم في بلدة المسطومة بريف إدلب بزعم اتهامه بالقيام بتهريب أثار المحافظة، حي اتهمت ميليشيات معارضة، تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، بالوقوف خلف عمليات التنقيب عن الآثار وتوريدها إلى النظام التركي على يد ضباطه العاملين في نقاط مراقبة جيش الاحتلال.
وأكدت مصادر معارضة مقربة مما يسمى «الجبهة الوطنية للتحرير»، أكبر ميليشيا شكلها النظام التركي في إدلب لـ«الوطن» أن الضباط الأتراك يدفعون رشاوى ضخمة لقياداتهم العسكرية لفرزهم إلى نقاط مراقبة جيش الاحتلال في منطقة «خفض التصعيد»، والبالغ عددها 71 نقطة راهناً، لأنها تعد مصدر ثراء كبير لهم بسبب اشتغالهم بتهريب الآثار التي تشتهر بها المنطقة والتي تحوي «المدن المنسية» بآثارها الرومانية الزاخرة باللقى والأوابد الأثرية.
وكشفت المصادر أن أكثر من 500 قطعة أثرية، بعضها لا يقدر بثمن، سلمتها «النصرة» إلى الضباط الأتراك في إدلب خلال الشهرين الماضيين لبيعها إلى التجار المتخصصين بهذا النوع من اللقى الأثرية داخل تركيا، ولفتت إلى أن «النصرة» الفرع السوري لتنظيم القاعدة وسع عمليات التنقيب عن الآثار داخل «المدن المنسية» في الآونة الأخيرة، وخصوصاً في مواقع جبل الزاوية الأثرية مثل «البارة» و«سيرجلا» و«جوزف» و«بسامس» الواقعة جنوب طريق عام حلب اللاذقية والمعروفة بطريق «M4» الذي تخشى «النصرة» الانسحاب من مناطقه.
وبيّنت المصادر أن حقيقة اعتقال الضابط التركي في المسطومة لا علاقة لها بتهريب الآثار وإنما للاشتباه في علاقته مع جماعة «فتح الله غولن» المعارضة لنظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ولكن الإعلان عن صلته بتهريب الآثار فتح الباب على مصراعيه لكشف عمليات مماثلة وخبايا ما يدور في كواليس هذا الملف الشائك الذي يدر أموالاً غير شرعية كبيرة جداً على الضباط الأتراك في إدلب ولحليفتهم «النصرة» التي توفر لهم عمليات تهريب الآثار تمويلاً مهماً لنفقاتهم وبالقطع الأجنبي.
وأشارت إلى أن «النصرة»، تتوقع العثور على لقى أثرية كثيرة جراء قيامها نهاية الأسبوع الماضي بتجريف قسم مهم من «تل آفس» الأثري الذي يتربع في الجهة الجنوبية الغربية من بلدة آفس، الواقعة على بعد 18 كيلو متراً شرقي مدينة إدلب و6 كيلومترات شمال شرق مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي.
ولفتت إلى أن التوجيهات بجرف «تل آفس»، بحثا عن اللقى الأثرية وبذريعة إنشاء متاريس ترابية على خطوط التماس مع الجيش العربي السوري في سراقب وعلى طريق عام حلب حماة أو طريق «M5»، صدرت مباشرة من الضباط الأتراك في نقطة مراقبة «آفس» بعد ورود أنباء عن استخراج الميليشيات المسلحة الممولة من النظام التركي لقى مهمة في التل إبان سيطرتها عليه في وقت سابق.
ومعروف أن النظام التركي وجيش احتلاله عمدا خلال فترة احتلاله مع ميليشياته لإدلب والأرياف المجاورة لها، لاسيما في ريف حلب الغربي إضافة إلى منطقة عفرين، إلى بيع مقتنيات أثرية في غاية من الأهمية إلى تجار الآثار الذين يهربونها إلى السوق الأوروبية التي يروج بيعها فيه.
ولجأ جيش الاحتلال التركي إلى تدمير أوابد وتلال أثرية خلال احتلاله للمناطق التي تحتويها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن