سورية

ألمانيا.. من «ثقافة الترحيب» باللاجئين إلى «سياسة الترحيل»

| وكالات

في الخامس من أيلول عام 2015، قالت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل «إن التغلب على موجة اللجوء، «مهمة وطنية كبيرة»، وأصرت على أن ألمانيا ستنجح في هذه المهمة»، وفي الحادي عشر من كانون الأول 2020 أعلنت وزارة الداخلية الألمانية أن الحكومة ستسمح بترحيل اللاجئين السوريين إلى سورية بدءاً من العام القادم، وبين هذا وذاك انتقل اللاجئ في ألمانيا بقرارها الأخير، من «ثقافة الترحيب» إلى «سياسة الترحيل».
نائب وزير الداخلية هانس غيورغ أنغيلكه قال للصحفيين، يوم الجمعة، حسبما نقل موقع شبكة «دويتشه فيلله» الإلكتروني: «إن الحظر العام على الترحيل إلى سورية ستنتهي مدته في نهاية هذا العام»،(…) الذين يرتكبون جرائم أو يسعون وراء أهداف إرهابية لإلحاق أذى خطير بدولتنا وشعبنا، يجب أن يغادروا البلاد وسوف يغادرون».
الموقع أشار إلى أن القرار جاء خلال مؤتمر عبر الهاتف بين وزير الداخلية الفدرالي المحافظ هورست زيهوفر، الذي كثيراً ما طالب بإنهاء حظر الترحيل، ووزراء الداخلية الـ16 على مستوى الولايات.
ومنذ العام 2012 جمدت الحكومة الألمانية عمليات ترحيل اللاجئين السوريين بشكل كامل، وجددت التجميد 9 مرات متتالية، بسبب الظروف الأمنية والحياتية المتردية في سورية، حسب زعمها.
وتستضيف ألمانيا نحو مليوني لاجئ حسب إحصاءات 2019، 41 بالمئة منهم من السوريين، وقد بدأ الحديث عن ترحيل السوريين بعد هجوم بالسلاح الأبيض وقع في ولاية «سكسونيا» في تشرين الأول الماضي، أدى لمقتل شخص وإصابة آخر، واعتقلت السلطات حينها شابّاً مشتبهاً به ادعت أنه سوري.
ووفقاً لوزارة الداخلية، يوجد في ألمانيا حتى نهاية تشرين الأول الماضي، 5719 سوريّاً، ملزماً بمغادرة البلاد.
وفي سياق متصل، قالت صحيفة «لاكروكيس» الفرنسية في تقرير لها أمس، حسبما نقلت مواقع إعلامية معارضة: إن ملايين النازحين في سورية، يعانون نقص الغذاء وتفشي فيروس «كورونا»، مشيرة إلى وجود ما يقارب ثلاثة ملايين نازح شمال غرب سورية حيث يسيطر تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وتنظيمات إرهابية أخرى على أجزاء واسعة من المنطقة، بينما يحتل النظام التركي مناطق فيها ويدعم التنظيمات الإرهابية.
وأوضحت الصحيفة أن المخيمات الموجودة في المنطقة، والبالغ عددها 458 مخيماً، لا تحتوي على الحد الأدنى من مرافق الصرف الصحي، مؤكدة أن 500 ألف شخص يعانون الحصول على المياه.
وذكرت أن حالة الطوارئ الأولى في المخيمات تتمثل بتزويد النازحين بالطعام، مؤكدة أن المنطقة تعاني سوء الخدمات الطبية والمجتمعية، وخاصة أن أغلب المستشفيات والمدارس مهدمة ومهجورة.
ونقلت الصحيفة عن نائب مدير فرع منظمة «كير» الإنسانية العالمية في تركيا تو جاكوبسن قوله إن: «سوء التغذية آخذ في الارتفاع، وإن نصف البالغين فقط هم من يجد عملاً لا يتجاوز متوسط دخله 35 يورو شهرياً، في وظائف مدفوعة الأجر يومياً وغالباً ما تكون في الحقول الزراعية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن