العرض الأول على شاشة مفتوحة … «بورتريه» وقدرة الحب على إزالة رواسب الماضي ومداواة جروحه الغائرة!
| وائل العدس
في مطلع آذار الماضي، انطلق تصوير مسلسل «بورتريه»، وكان مقرراً أن يعرض خلال شهر رمضان الماضي مع زحمة الأعمال الدرامية، لكن الظروف أوقفت تصويره قسراً، فبعد الإعلان عن أول حالة مصابة بفيروس كورونا في سورية، أعلنت الشركة المنتجة لمسلسل «بورتريه» تعليق التصوير حتى إشعار آخر حرصاً على سلامة الفنيين والفنانين، وحرصاً على سلامة الناس، قبل أن تعلن الحكومة عن إيقاف تصوير جميع المسلسلات، وحينها كان العمل قد قطع شوطاً كبيراً وصور منه أكثر نصف المشاهد، قبل أن يعاود التصوير في وقت لاحق وينتهي خلال شهر تموز ومن ثم يعرض عبر قناة مشفرة في منتصف شهر أيلول.
مساء الجمعة الماضي بدأ عرض المسلسل عبر قناة مفتوحة للمرة الأولى، وهكذا فإن العمل يعرض على قناة «لنا» السورية في التاسعة مساء ويعاد في اليوم التالي في الثالثة عصراً.
قصة حب
العمل من تأليف تليد الخطيب وإخراج باسم السلكا وإنتاج شركة إيمار الشام وإشراف ديانا جبور، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي- تشويقي، حول قصة حب بين «ريما» و«حازم»، تبدأ فصولها من لقاء عابر في ظروف غير اعتيادية، لكن هذه القصة ستثقلها أحقاد ماض عائلي مشترك بينهما، لم يكونا يعلمان عنه شيئاً، وسيلقي بظلاله على مستقبل علاقتهما.
وأشار صنّاع العمل إلى أن سير أحداث العمل بمستويين زمنيين مختلفين، دفعهم للرهان في أحد هذين المستويين على تقديم وجوه سورية شابة، تدفع بهم لدائرة الضوء، عبر إسناد أدوارٍ أساسية لهم.
وتطرح حكاية «بورتريه» التساؤل حول قدرة الحب في إزالة رواسب الماضي بين العائلتين، ومداواة جروحه الغائرة، أم أنه سيتحول إلى سيل جارف يدمر كل ما يحيط بالعاشقين، بسبب لعنة الحب السابق الذي لم يكتمل؟
إنه عمل عن الحب، عن قدرته على ملء النفس البشرية بشتى المشاعر المتناقضة من أكثرها نبلاً إلى أشدها خبثاً، الحب القادر على تغيير مسارات حياتنا، وأخذها إلى أماكن ما كانت لتخطر لنا على بال.
وراهن «بورتريه» على مقترح حكائي وفني جديد، من خلال سردية جديدة للأحداث، قدمها تليد الخطيب في أول نص تلفزيوني يكتبه منفرداً، بعد حضور لافت حققه في عدة نصوصٍ سينمائية وشراكات تلفزيونية، كما عول على مقترح بصري جديد للمخرج باسم السلكا، في أول تجاربه الإخراجية التلفزيونية الطويلة، بعدما خاض تجارب إخراجية سابقة، نجح عبرها بلفت النظر إلى موهبةٍ شابة ودؤوبة.
ويؤدي أدوار البطولة الممثلون فادي صبيح ومديحة كنيفاتي وجلال شموط وسيف الدين سبيعي ونادين قدور وجفرا يونس ونوار يوسف وريم زينو وأمية ملص وتولين البكري ومريم علي وسارة الطويل وسليم صبري ونجاح سفكوني ورضوان قنطار وترف التقي وهفال حمدي وأكثم حمادة ويزن خليل ولين غرة ومحمد خاوندي وهمام رضا وطيف إبراهيم وسالم بولس وآخرون.
وغنى شارة العمل الفنان اللبناني ملحم زين من ألحان الموسيقار السوري رضوان نصري.
العمل الجيد
مخرج العمل قال لـ«الوطن» إن الشركة المنتجة تعاونت معي منذ البداية، وخاصة أنني منقطع منذ فترة عن العمل في سورية، وكنت بحاجة إلى سند أستطيع الوثوق به في بعض الخيارات، كالمعدات المتاحة ومواقع التصوير والممثلين الجدد، هذا الأمر في غاية الأهمية بالنسبة لي كمخرج شاب يعتبر نفسه متطلباً، واعتاد على ظروف عمل أكثر راحة خارج سورية، خلال السنوات الأخيرة.
ونوّه السلكا إلى أن الشركة زادت الميزانية منذ البداية بناءً على رؤيته للعمل، وتم الاتفاق بينه وبين الكاتب على مجموعة تغييرات في النص قوبلت برحابة صدر، كما تم اعتماد «بورتريه» عنواناً للمسلسل حيث يتوافق مع ما أرغب في بتقديمه بصرياً من خلاله، والتناول الجديد والمختلف للكاتب تليد الخطيب على مستوى النص.
ولفت إلى أن التصوير تم فعلياً خلال الفترة الزمنية المتفق عليها منذ البداية مع الشركة المنتجة، يضاف إليها فترة توقف لشهر ونصف الشهر تقريباً، فرضتها الإجراءات الوقائية من جائحة كورونا، إلا أن ذلك لم يؤثر بحال من الأحوال على جودة العمل، في ظل تقديم الفنيين والفنانين أقصى جهودهم، وبالتوازي مع التفهم، والدعم الكامل من الشركة لتحقيق هذا الهدف.
واختتم السلكا حديثه لـ«الوطن» بالقول: «العمل الجيد تبحث عنه الناس، وهذا ما أتمنى تحقيقه مع فريق عملي عبر تقديم مادة نستطيع الدفاع عنها، معتمدين على حكاية متينة، ونوع جديد من الأداء والسرد البصري».
بعض الشخصيات
يجسد فادي صبيح شخصية «أيهم»، وهو ضابط قديم، لديه نمط تفكير خاص به ويواجه عدة خلافات تدور بين عائلات معينة، إضافة إلى الصراع الذي يحدث مع ابنته بعد أن عشقت أحد أولاد خصم والدها.
وتؤدي مديحة كنيفاتي شخصية «رندة»، وهي فتاة تهرب من الضيعة إلى المدينة لأن لديها طموحاً بأن تصبح في وضع أفضل، وخصوصاً أنها بنت متمردة وجريئة. في المدينة تبدأ الأحداث بالتصاعد، فتعمل مذيعة في التلفزيون، وتشكل علاقة مع رجل كان يدعمها، ويسبب لها المشاكل في الوقت نفسه، علماً أنها على علاقة برجل آخر تحبه اسمه «إياد» وهو فنان تشكيلي، الأمر الذي يسبب مشاكل بين الشخصين.
وتلعب نادين قدور دور «أماني»، أم فقيرة لولد عمره ست سنوات، زوجها خرج ولم يعد في غمرة الأحداث، ما يجبرها على البحث عن عمل إلى حين وصولها لمرادها عن طريق ابنة «أيهم بيك» الذي لا يوفر فرصة ليتحرش بها بحجة أنه سيعمل على إيجاد جوزها، لكنه مجرد رجل كاذب يقوم بحبس ابنها، وتثبيت التهم على زوجها ليبقيه خلف القضبان، من أجل ابتزازها حتى تتهاوى تحت وطأة غدره، ومن ثم تسلك درب الانتقام الذي ينتهي بقتله على يديها.
تلعب ترف التقي دور «ريما»، وهي صبية بريئة مدللة من أهلها، تصاب بصدمة نفسية كبيرة تستيقظ منها بعلاقة حب تُعيدها إلى الحياة، لكن حالة الحب تفشل بسبب قصص قديمة لها علاقة بأهالي الطرفين.
وتظهر ريم زينو بشخصية «سوسن»، طالبة كلية الطب من عائلة متواضعة، ترتكب خطأ تجبر على فعله، يؤثر في سياق العمل بالكامل ويقود لمشاكل عديدة وتخسر الكثير، لاحقاً عندما تدرك عواقب فعلتها، تحاول إصلاح ما ارتكبته وتعيد الأمور لمسارها.
أما إيناس زريق فتقدم شخصية «صباح» المظلومة أيضاً بسبب أخيها «أيهم»، وتقوم بمحاولات عديدة لاسترجاع أبسط حقوقها.
ويؤدي سالم بولس شخصية «رياض» مهندس الإلكترون الفقير، الذي يقع في حب «صباح»، لكن شقيقها يرفض العلاقة بسبب تدني مستواه المادي، فيقرر الهرب مع حبيبته ليتزوجها.
وتظهر رانيا تفوح بشخصية «الخادمة أم محمد» التي تعرف كل تفاصيل المنزل الذي تعمل فيه، وخاصة عن رب المنزل الضابط المتقاعد «أيهم بيك» وعن تفاصيل علاقاته المشبوهة.