سورية

الاحتلال التركي.. لا سقف زمنياً لسحب نقاط مراقبته المحاصرة في «خفض التصعيد»!

| حلب- خالد زنكلو

قالت مصادر إعلامية معارضة مقربة من ميليشيا «فيلق الشام»، الممولة من النظام التركي التي ترافق أرتاله العسكرية في منطقة «خفض التصعيد» في إدلب والأرياف المجاورة لها: إن الأوامر صدرت لجيش الاحتلال التركي بإرجاء إخلاء بعض نقاط المراقبة المحاصرة داخل مناطق سيطرة الحكومة السورية على اعتبار أنه لا يوجد سقف زمني راهناً لجدولة انسحابها بالكامل.

ونقلت المصادر لـ«الوطن» عن ضباط الارتباط في جيش الاحتلال التركي في نقاط المراقبة المحاصرة القائمة حالياً، قولهم: إن قيادتهم العسكرية أخبرتهم بوجوب تثبيت بعض النقاط من دون إجلائها بالكامل وتفكيك وإخلاء بعض معدات بعضها من دون انسحابها كاملة، حسب أهمية كل نقطة والاكتفاء بسحب النقاط الواقعة في عمق مناطق سيطرة الجيش العربي السوري مثل «مورك» بريف حماة الشمالي و«شيرمغار» في ريفها الغربي و«معرحطاط» بريف إدلب الجنوبي و«قبتان الجبل» في ريف حلب الغربي، التي جرى إخلاؤها بالكامل، لفقدانها قيمتها من الناحية العسكرية.
ونقلت المصادر أيضاً عن ضباط الاحتلال تلقيهم تعليمات بالاحتفاظ بنقاط المراقبة غير الشرعية القريبة والمتاخمة لطريق عام حلب – حماة، والمعروفة بطريق «M5» التي تقع تحت سيطرة الجيش العربي السوري، وكذلك النقاط التي تقع في محيط مدينة سراقب غرب الطريق وتشرف على جزء منه وعلى طريق عام حلب – اللاذقية المعروفة بطريق «m4» واللعب على وتر الوقت من خلال تفكيك أجزاء من النقاط وسحب بعض عتادها العسكري واللوجستي، كما حدث في نقطة مراقبة «حي الصناعة» شرق مدينة سراقب في 26 الشهر الماضي.
وساد اعتقاد سابق لدى بدء جيش الاحتلال التركي سحب نقاط مراقبته المحاصرة مطلع الشهر المنصرم بأن الجدول الزمني لإخلاء كل النقاط يمتد حتى نهاية السنة الجارية فقط، وأن العملية جاءت بناء على تنفيذ «التفاهمات» بين موسكو وأنقرة، التي جرى التوصل إليها خلال مباحثات وفدي البلدين العسكريين في العاصمة التركية أنقرة حيث تعهدت الثانية الأخيرة بتخفيض عديد قواتها جنوب طريق «M4» لكن سياستها على أرض الواقع بدت مغايرة لذلك بعد إنشائها العديد من النقاط الجديدة في جبل الزاوية جنوب الطريق وعلى خطوط التماس مع الجيش العربي السوري إضافة إلى المماطلة بسحب بتلك النقاط.

وعد مراقبون للوضع في إدلب لـ«الوطن» مماطلة النظام التركي بسحب نقاط المراقبة تحدياً لروسيا الحريصة على تطبيق «اتفاق موسكو» الموقع بين البلدين في 5 آذار الفائت، الذي ينص على إنشاء منطقة عازلة على جانبي «M4» وانسحاب الإرهابيين من جنوبه تمهيداً لوضعه في الخدمة أمام حركة السير والترانزيت.
وأكد المراقبون أن موقف النظام التركي وسياسته المستترة في إدلب، مرتبطان بنتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي أسفرت عن فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن على منافسه الجمهوري دولاند ترامب، وبالتالي ستعمل أنقرة على وضع اتفاقاتها مع موسكو من «سوتشي» منتصف 2018 وحتى «اتفاق موسكو» على الرف في انتظار أن يستلم بايدن مهامه فعلياً بعد أدائه قسم اليمين أمام كبير قضاة المحكمة العليا والبدء بحفل تنصيبه في العشرين من كانون الثاني المقبل لمعرفة السياسة التي سينتهجها حيال سورية وإزاء إدلب بشكل خاص.
وأول من أمس بدأ جيش الاحتلال التركي بتفكيك نقطة مراقبته المحاصرة في قرية «الصرمان» بريف إدلب الجنوبي الشرقي، وهي الرابعة التي يفككها جيش الاحتلال في إدلب والتاسعة في منطقة «خفض التصعيد».
وكان جيش الاحتلال سحب نقطة المراقبة في قرية «معرحطاط» بريف إدلب الجنوبي بشكل كامل وسحب أجزاء من معدات نقطة «حي الصناعة» و«تل طوقان» شرق سراقب بريف إدلب الشرقي بعد أن أخلى نقطة مراقبة «مورك» و«شيرمغار» بشكل كامل وسحب معظم معدات نقطة مراقبة «معارة الأرتيق» وكذلك محتويات نقطة «الراشدين الرابعة» المتاخمة لمدينة حلب من جهة الجنوب الغربي ونقطتي «خان طومان» و«كوراني» في ريف حلب الجنوبي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن