افتتاح «أيام الفن التشكيلي السوري» … د. لبانة مشوح: الدولة حريصة ومهتمة بالفن وخياراته الابداعية المختلفة
| الوطن - تصوير طارق السعدوني
مساء الأحد الماضي، افتتحت وزيرة الثقافة د. لبانة مشوح الموسم الثالث من «أيام الفن التشكيلي السوري 2020» الذي تقيمه مديرية الفنون الجميلة تحت عنوان «ويستمر الإبداع» في دار الأسد للثقافة والفنون.
وتم الافتتاح في قاعة المعارض بالدار لثلاثة من الفنانين التشكيليين وهم طارق الشريف وعلي الصابوني وجورج جنورة.
كما افتتح ضمن الفعالية معرض للفنانين المكرمين وهم شلبية إبراهيم والدكتور محمد غنوم وعلي مقوص.
وتم خلال الحفل توزيع شهادات تقدير لذوي الفنانين الراحلين وللمكرمين الأربعة.
واختتم الحفل بأمسية موسيقية غنائية للفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية بقيادة المايسترو فتح الله.
100 عام
وتضمن حفل الافتتاح أيضاً معرضاً ضم لوحات للفنان التشكيلي الراحل نصير شورى في بهو الدار احتفاء بالذكرى المئوية لولادته، إضافة إلى عرض بصري سماعي تحية لروح الفنان شورى من تأليف المايسترو عدنان فتح الله بعنوان «حكاية لوحة».
ولد شورى في دمشق عام 1920 وتوفي فيها عام 1992، ويعتبر من أهم أعلام الفن التشكيلي في سورية، وهو رائد المدرسة الانطباعية، ومجدد التجريد الزخرفي.
تخرج من كلية الفنون الجميلة بالقاهرة ـ مصر / قسم التصوير سنة 1947، والده كان صيدلانياً، أما خاله فهو محمد كرد علي، المؤرخ والعلامة ومؤسس المجمع العلمي العربي بدمشق.
تعلم الرسم على يد الفنان عبد الحميد عبد ربه في المرحلة الابتدائية، وفي «مكتب عنبر» المدرسة الثانوية العريقة في دمشق أكمل دراسته، الأمر الذي وهبه فرصة اللقاء بمعلمه جورج بولص خوري، الرجل الذي تعلم فنون الرسم والزخرفة في باريس.
في سن السادسة عشرة انضم إلى دار الموسيقى الوطنية بصفة عازف أكورديون غير أنه بعد سنتين، أي في العام 1938 أقام معرضاً للوحاته في نادي ضباط دمشق.
في أواخر الثلاثينيات، سافر إلى إيطاليا بقصد دراسة الفن وبسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية عاد سريعاً إلى سورية ثم إلى مصر عام 1942 لدراسة الرسم حيث قضى خمس سنوات هناك.
ويعتبر مرسم نصير شورى الكائن في ساحة المدفع في أبو رمانة من أقدم المراسم الخاصة في دمشق، وكان بمثابة مركز ثقافي يلتقي فيه الفنانون والأدباء والموسيقيون والفلاسفة والشعراء.
عندما بدأ نصير شورى الرسم في منتصف الثلاثينيات، في دار الموسيقى الوطنية 1936 كان معه عبد العزيز نشواني وصلاح ناشف وعدنان جباصيني ومحمود حماد. كانوا مبهورين بالمدرسة الانطباعية الفرنسية، يسمعون بها، ويقرؤون عنها، ويتابعون أسلوبها، من خلال ما تصل إلى أيديهم من صور وأدلة معارض.
تأثر فيما بعد بالفنانين ميشيل كرشه، وعبد الوهاب أبو السعود.
عمل مدرساً للتربية الفنية في المدارس الثانوية، ودرّس التصوير في كلية الفنون الجميلة بدمشق منذ تأسيسها ولغاية عام 1990، وعيّن وكيلاً لكلية الفنون الجميلة عام 1970، وساهم في تأسيس أغلب التجمعات الفنية في سورية.
كما أقام خمسة عشر معرضاً فردياً في سورية وخارجها، ونال العديد من الجوائز داخل سورية وخارجها.
الحركة التشكيلية
وفي كلمة لها قالت وزيرة الثقافة لبانة مشوح: «إن الفن التشكيلي السوري تميز بثراء تجاربه وأسمائه وبوفرة اتجاهاته».
وأكدت حرص الدولة واهتمامها بالفن وخياراته الإبداعية المختلفة، منوهة بدور الفنانين التشكيليين والنقاد على حد سواء في تطوير الحركة التشكيلية والدفاع عن الثقافة السورية.
باقي الفعاليات
وضمت الفعاليات أيضاً «معرض الخريف السنوي» الذي افتتح ظهر أمس في خان أسعد باشا.
وتضم أيضاً المعرض السنوي «خط – تصوير ضوئي – خزف» في الواحدة من يوم الأربعاء في صالة الشعب، ومعرضاً لفناني السبعينيات في الثانية عشرة من ظهر الخميس في متحف دمر، ومسابقة الفنانين الشباب في قلعة دمشق منذ 15 إلى 18 من الشهر الجاري على أن يقام معرض وتوزيع الشهادات على المشاركين يوم 20 كانون الأول في المكان نفسه.
وتضم أيضاً معارض وورشات عمل وندوات في الصالات العامة والخاصة وكلية الفنون الجميلة ومعاهد الفنون، إضافة إلى ملتقى تصوير زيتي في جامعة البعث وملتقى في جامعة المنارة الخاصة باللاذقية.