رياضة

بالمقلوب…

| غانم محمد

نفاخر بما يجب أن نقف عنده مليّاً، ونسوّق لما علينا تجنّبه، ونخالف كلّ مفردات الواقع فيما نفعله.
الدوري السوري الممتاز بجمهوره الذي لا يمكننا وصفه إلا بـ(الرائع)، ولكن إذا ما استحضرنا مخاوف الوباء (الأسوأ عبر التاريخ)، فإن الخوف يحاصرنا.
القرارات بشأن الحضور الجماهيري اتُخذت في الإطار الصحيح (ورقياً)، لكن من اتخذ القرار يعلم أن التطبيق صفر بالمئة، وبالتالي فهو يقبل أن تُنتهك قراراته، أو أنه بالأساس اتخذها لرفع العتب عنه لا من أجل تنفيذها!
تحضر أعداد كبيرة من الجماهير في معظم مباريات الدوري، من دون أي إجراءات وقائية، ومن دون أي محاولة (توعية) لمخاطر هذا الأمر، ما قد يجعل الدوري السوري الممتاز متهماً في هذا الجانب.
على صعيد الإجراءات الوقائية لمواجهة وباء كورونا، لا تستطيع إدارة أي نادٍ ضبط مسألة الحضور الجماهيري، ولا يمكننا أن نبحث عن حلول وسط فيها، فإما حضور جماهيري على ما هي عليه الصورة الآن، أو لا حضور، وبالتالي حرمان الأندية من مصدر دخل مهم بالنسبة لأغلبها.
وطالما نتحدث عن الحضور الجماهيري، فإن سعر بطاقة الدخول مرهق، ولا يجوز قياس هذا السعر إلى سعر الصرف، فبالنهاية نقبض بالليرة السورية، ولا يحقّ لا للاتحاد الرياضي، ولا لأنديته ابتزازنا واستغلال محبتنا لهذه اللعبة وللأندية التي نشجعها، ولسنا مطالبين بتمويلها من أجل دفع عشرات الملايين للاعب قد يمرّ الموسم بأكمله ولا يسدد كرة بين أخشاب المرمى.
ثمة أشياء كثيرة يجب مراجعتها قبل أن تستفحل، وقبل أن تتحول إلى علامة بارزة في الدوري السوري، ومنها ما يقبضه بعض المؤثرين في نتائج المباريات من حكام وموظفين، وربما مؤثرات خارجية أخرى، وهي تُهَم نعلم أنها صحيحة ولكننا لا نستطيع إثباتها، وهو ما يعزّز تفشيها، ويساعد على استمرارها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن