تعاني لاجئات سوريات في لبنان يقطّن مع أطفالهن في مخيم خصص لـــ«الأرامل» السوريات من أوضاع معيشية صعبة ومزرية ويواجهن أعباء الحياة القاسية.
وأقيم المخيم في سهل البقاع شرق لبنان، حسب وكالة «الأناضول» التركية، التي لفتت إلى أنه يختلف عن بقية المخيمات في لبنان، كونه مخصصاً للنساء الأرامل وأطفالهن فقط، من دون وجود أي رجل.
وأوضحت، أن المخيم يقع على مساحة 1200 متر مربع مؤجَّرة من مالكيها، وأنه يوجد نحو ثلاثين «كرفاناً»، (بيوتاً مسبقة الصنع) أصبحت مأوى لأكثر من مئتين من النسوة وأطفالهن.
وتحدثت الوكالة، كيف تلعب فتيات لاجئات بين «الكرفانات» في المخيم تحت أشعة الشمس الدافئة.
وقالت: «ربما تكون هذه هي آخر أيام الدفء التي يتسنى فيها للاجئات في «مخيّم الأرامل» ممارسة حياتهن القاسية قبل اشتداد البرد وهطل المطر.
ومنذ بدء الأزمة السورية عام 2011 هرب الكثير من المواطنين السوريين بينهم نساء مع أطفالهن، إلى البلدان المجاورة ومنها لبنان، بسبب انتهاكات التنظيمات الإرهابية التي عاثت فساداً وإجراماً في مناطقهم، ويعانون حالياً من التمييز العنصري ضدهم، فضلاً عن الاعتداءات بين الحين والآخر عليهم خاصة النساء.
ويعيش في لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري مسجلين لدى المفوّضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بينما تقدّر الحكومة اللبنانية عددهم الفعلي بـ1٫5 مليون لاجىء.
وأشارت الوكالة، إلى أنه ورغم اعتراف معظم السيدات بتوافر الأمان داخل المخيم، إلا أنهن يشتكين من صعوبة العيش والتكاليف المادية المرتفعة.
وفي إشارة إلى مدى المضايقات التي تتعرض لها اللاجئات من قبل الرجال في المخيمات الأخرى، قالت إحداهن، وتدعى نصرة السويدان، في تصريح نقلته الوكالة: «أشعر بالأمان والاستقرار في هذا المخيّم، حيث لا يدخل رجال إلى هنا».
واشتكت نصرة من ارتفاع تكاليف العيش، بعدما توقّفت إحدى الجمعيات التي كانت تتولى دعم المخيم عن دفع التكاليف.
وقالت: «وضعنا تعبان»؛ لأن المخيم كان يتلقى دعماً من جمعية من حيث إيجار الأرض إلى التدفئة والخبز ومتطلبات أخرى، وعندما توقفت الجمعية عن دعمنا، أصبحنا ندفع الإيجار والكهرباء والماء والأكل والتدريس».
وفي السياق، تحدثت الوكالة عن لاجئة تدعى (أم علي) لديها 8 أولاد، أنها تشتكي من برد الليل، وذكرت (أم علي) أنه ورغم امتلاكها مدفئة تعمل بالوقود، إلا أنها لم تستخدمها أكثر من مرتين خلال العام، بسبب عدم قدرتها على شراء المازوت.
وقالت أم علي: «نضع كل طفلين معاً (على فراش واحد) في الليل كي يقوما بتدفئة بعضهما البعض، حتى الفراش أصبح رقيقاً جداً ولا نشعر بالدفء أو الراحة عليه».
وشددت على أن «جميع المهجرات في المخيّم يحتجن الدعم المالي والاقتصادي والغذائي والنفسي»، داعية جميع الجهات إلى تقديم المساعدة للأرامل في المخيّم والأطفال الأيتام.
بدورها، قالت لاجئة تدعى (لينا) والتي يسكن معها ثلاثة أطفال في المخيّم، في تصريح نقلته الوكالة: «ما نأخذه من مساعدات من الأمم المتحدة لا يكفينا، وقد توقفت الأمم المتحدة عن دعمنا لمدة 6 أشهر».