رياضة

لن أحلم بعد الآن!

غانم محمد :

سأظهر تشاؤمي الكبير بمنتخب الناشئين المونديالي الذي يدخل خلال الساعات القليلة القادمة منافسات مونديال تشيلي كممثل وحيد للكرة العربية في هذا المونديال وأقنع نفسي ولو على مضض وأقول:
إن مجرد التأهل للمونديال يعتبر إنجازاً كبيراً للكرة السورية، وأضيف مثل ما يقول المسؤولون:
إن الظروف صعبة والإعداد تأثّر بالحرب على سورية وغير ذلك من المقولات التي لا يمكن نفيها وبالوقت نفسه لا تقنعك!
لا أعرف لماذا نصرّ في خطابنا الرياضي على تقديم أنفسنا وكأننا أقلّ شأناً من الآخرين، فهناك من كرر القول أكثر من مرة أنه لولا الأمطار الغزيرة التي رافقت مباراة ناشئينا مع أوزباكستان في ربع نهائي آسيا لما فزنا ولما تأهلنا وهناك من يغمز من عمر بعض اللاعبين و… لا أعرف، بل أعرف، أن أعداء النجاح الرياضي أكثر من أن يحويهم سطر فنذكرهم به وأقلّ من أن يشغلوا بالنا فنفرد لهم أكثر من سطر من بياض ورقنا وقلوبنا.
أنا شخصياً يكفيني أن يعود منتخبنا الناشئ من تشيلي بمعنويات تعطينا العزيمة للمتابعة بهذا المنتخب وجعله ركيزة لبناء كروي قادم تصفى فيه النيات وتتقدم فيه الأفعال على الأقوال وأن تُكمّ على وقع أداء مقنع هناك (إن شاء الله) أفواه لم تعرف يوماً إلا النعيق خلف واجهات مزيفة وأقنعة سوداء.
لا نريد من منتخبنا الناشئ العودة بكأس العالم، ولن نحتمل هذا الأمر أو نصدقه إن حدث وسنكون تائهين في أحلامنا وفي توقعاتنا إن انتظرنا من ناشئينا بلوغ الدور الثاني لكن ننتظر من براعم كرتنا أن يسمحوا لأنفسهم بالتعبير عن قدراتهم وإن تواضعت وأن يدخلوا كل مباراة بثقافة الهزيمة هذه المرة والاعتقاد بأن كل محاولة طيبة هي إنجاز يُسجل لهم فلا يذهبون إلى إضاعة الوقت والأداء السلبي الذي يكرّه العالم بنا.
العبوا على بساطة ما تملكون وعلى تواضع ما ننتظر وسنكون لكم من الشاكرين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن